بعد خمسة أشهر من معاناة النزوح والحصار مدنيو الموصل.. متى تنتهي مأساتهم؟

الحدث الأحد ١٩/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
بعد خمسة أشهر من معاناة النزوح والحصار
مدنيو الموصل.. متى تنتهي مأساتهم؟

مسقط - محمد البيباني

«سنحرر الموصل قبل انتهاء العام 2016»، تفاؤل أبداه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة أجراها مع وكالة أسوشتدبرس في 29 نوفمبر الفائت بددته مجريات معركة تحرير المدينة العراقية.

بدا أمر استعادة مدينة الموصل في البداية هيناً، وغلبت نبرة التفاؤل التي أكدت أن العملية لن تستغرق أكثر من أسابيع محدودة لكن الواقع كان أكثر صعوبة، لتنهي المعركة شهرها الخامس، دون استعاد كاملة للمدينة من أيدي مقاتلي تنظيم داعش.

الواقع الميداني يؤكد نجاح القوات العراقية في تحرير نحو 80% منها، وسط خسائر بشرية كبيرة من جانبها، ومعاناة مستمرة للمدنيين، الذين نزح منهم عشرات الآلاف وقُتل منهم المئات.

موارد غير كافية

منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، ليز جراندى، قالت إن الموارد المتوافرة لدى الأمم المتحدة في الوقت الحالي قد تكون غير كافية لحل أزمة النازحين من مدينة الموصل العراقية، التي تستمر العملية لتحريرها من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأضافت جراندى للصحفيين بحسب وكالة «سبوتنيك»، إن «عدد الأشخاص الهاربين من المدينة أكبر مما كان في الجزء الشرقي [من الموصل]، ولا يزال من غير الواضح، من الناحية الإنسانية، ما إذا كانت لدينا موارد للرد على ما يشبه النزوح الجماعي أكثر فأكثر».
يقول قادة عراقيون إن معركة استعادة الموصل تقترب من مراحلها الأخيرة ويهللون لكل تقدم يتحقق ضد الإرهابيين.
وفي خريطة محدثة حتى صباح يوم 16 مارس، منسوبة لخلية الإعلام الحربي، ظهرت سيطرة القوات العراقية على أغلبية أجزاء الموصل، دون اختلاف ملحوظ عن تلك الخريطة التي نشرت يوم الأحد الفائت، مما يظهر أن التنظيم لم يعد يسيطر إلا على 20 % فقط من المدينة، بحسب الحكومة العراقية.
لكن مع تباطؤ تقدم القوات العراقية بسبب المقاومة الشرسة التي يبديها التنظيم، يتحدث سكان محاصرون داخل المدينة القديمة عن حصار بائس، إذ ينتشر الجوع والدمار ويعيش المدنيون في خوف من الانتقام مع تضييق الخناق على التنظيم.
وتسببت الهجمات المضادة التي يشنها داعش تحت غطاء المطر في تعطيل تقدم أغلب وحدات قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية لأيام.

جوع ودمار

مع تنامي صعوبة المعركة بدأت القوات العراقية في حصار الإرهابيين. لكن إحكام تطويق المنطقة يزيد معاناة المدنيين مع عدم إمكانية إدخال الغذاء وتناقص الإمدادات الطبية.
وقال سكان، حسب رويترز، لا يزالون داخل المدينة القديمة جرى التواصل معهم عبر الهاتف إن إمدادات الغذاء لم تصلهم منذ أشهر، وإن الناس يعيشون على أكل العدس وسلع أساسية أخرى كانت مخزنة لديهم.
وقال أحد السكان طلب عدم ذكر اسمه: «مرت أربعة أشهر دون أن نأكل فاكهة أو خضروات. الأطفال يطلبون ولو قطعة من الشوكولاتة لكن ليس هناك سوى العدس وحتى هذا بدأ في النفاد».
وذكرت فتاة في مخيم للنازحين جنوبي الموصل أسعار بعض السلع، فبيضة واحدة بدولار وسيجارة بثلاثة دولارات.
وقال ساكن آخر عبر الهاتف إن الإرهابيين نشروا قناصة وسيارات ملغومة حول المستشفيات وإنه لم يعد يتم علاج المدنيين.

أرقام متضاربة

الوصول إلى إحصاءات دقيقة بشأن حصيلة قتلى أطراف الصراع خلال خمسة أشهر من المعركة ليس سهلاً، في ظل تمسك كل طرف بإحصائية خاصة به، وعدم خروج مصدر مستقل بإحصائية توثق خسائر أطراف المعركة خلال خمسة أشهر منذ انطلاقها. فمن جانبها، أصدرت وكالة أعماق التابعة لـ«داعش » إحصائيات شهرية عن حصيلة الخسائر البشرية والمادية للقوات العراقية وحلفائها منذ بدء المعركة، ووفقاً لتلك الإحصائيات التي وثَّق فيها التنظيم قتلى أعدائه، حتى يوم 18 فبراير الفائت، أي قبل يوم واحد من بدء عملية استعادة الجزء الغربي من المدينة، فقد قتل التنظيم 7030 مقاتلاً من قوات الحكومة وحلفائها.
أما عن إحصاءات الحكومة العراقية لخسائر التنظيم البشرية، فقد أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، في تصريحات صحفية له يوم الاثنين الفائت، عن سقوط نحو 700 من مقاتلي التنظيم، منذ بدء معركة استعادة الجزء الغربي من الموصل، في 19 فبراير الفائت.
وفي وقت سابق، أعلن الجنرال العراقي نجم الجابوري، قائد عمليات نينوى، في 18 ديسمبر الفائت، أن حصيلة قتلى التنظيم منذ بدء معركة استعادة الموصل نحو 4 آلاف مقاتل، بينهم قرابة 2100 قتلوا نتيجة ضربات التحالف الدولي.

خسائر المدنيين

خلال الفترة من الأول من نوفمبر الفائت، وحتى نهاية شهر فبراير الفائت، سقط 2088 من المدنيين، من «جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح في نينوى»، على حد تعبير الأمم المتحدة، بينهم 928 قتيلاً، و1160 جريحاً، وبلغت الخسائر البشرية للمدنيين ذروتها في نينوى، في شهر ديسمبر الذي شهد وقوع 719 ضحيةً.
ويضاف إلى ضحايا العنف، إصابة 276 بمرض التيفوئيد في الجزء المحرر شرقي الموصل، بسبب سوء التغذية وتعفن الجثث ونقص المياه الصالحة للشرب والاستحمام وعدم تعقيمها، بحسب تقرير صدر أمس الأول للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، ولا يبدو الوضع أفضل بالنسبة لمدنيي غرب الموصل الذين دفعهم نقص الطعام إلى طبخ الحشائش للبقاء أحياء.

 800 ألف مدني كانوا بالموصل مع بداية العملية لتحرير الجزء الغربي في منتصف فبراير الفائت

 120 ألف نازح من غرب المدينة منذ فبراير الفائت

 ما بين 650 و680 ألفاً من المدنيين لا يزالون في المدينة

 400 ألف شخص لا يزالون محاصرين داخل المدينة القديمة

 4 آلاف مدني نزحوا خلال أسبوع المعركة الأول

 4 آلاف نازح يومياً متوسط النزوح اليومي للمدنيين من غرب الموصل خلال الأسبوع قبل الفائت

 191800 عراقي نزحوا من الموصل والمناطق المحيطة بها منذ بدء معركة استعادتها

 250 ألف مدني قد ينزحون من غرب الموصل من أصل 750 ألفاً يعتقد أنهم لا يزالون يعيشون هناك

 400 ألف عدد نازحي الموصل بينهم 125 ألف شخص نزحوا من غرب الموصل

 270780 عدد النازحين منذ بدء معركة الموصل وحتى الخامس من مارس الجاري

 64260 نازحاً عادوا إلى مواطنهم الأصلية فيما ما يزال 206520 شخصاً نازحين من الموصل

معاناة بالأرقام