التدريب من أجل التطوير يرفع نسب التعمين أكثر من التدريب من أجل التعيين

7 أيام الأربعاء ١٥/مارس/٢٠١٧ ٢٢:٥٠ م
التدريب من أجل التطوير يرفع نسب التعمين أكثر من التدريب من أجل التعيين

مسقط – خالد عرابي
يمثل التدريب والتطوير مكانة مهمة في حياة الأفراد والجماعات والبلدان وذلك لما له من دور كبير وأهمية خاصة في تنمية وتطوير الأفراد لجعلهم أكثر إيجابية من خلال الإضافة لأوطانهم.. وهناك ثلاثية مهمة مرتبطة بشـــبابنا العماني وهي «التعيين والتدريب ومن ثم التعمين».. «7 أيام» التقت الرئيـــس التنفيذي للمعهد الوطني للتدريب لورانس ألفا ليحدثنا عن هذه الثلاثية وغيرها من القضايا مثل دوران الوظائف.

في البداية أكد ألفا أهمية التدريب ليس في عمان فحسب ولكن في جميع البلدان -وخاصة التدريب من أجل التطوير والتدرج وترقية الموظفين في وظائفهم ومؤسساتهم- لأن هذا يسهم كثيرا في رفع نسب التوطين، لكن يجب ألا يكون التدريب للتعيين فحسب. وأشار إلى أن دور معاهد التدريب -ومنها المعهد الوطني للتدريب- مساعدة الشركات والمؤسسات في تنمية وتطوير وترقية موظفيها، وهنا في عمان يسهم أيضا في رفع نسب التعمين من خلال إيجاد الأشخاص وتدريبهم وتعيين الموظفين والمؤهلين، ثم التدريب للموظفين.

وفرق ألفا بين نوعين من التدريب وهما: تدريب من أجل التعيين، وآخر من أجل التطوير، فالأول هو الذي يتم التركيز عليه، في حين أن الثاني -وهو الذي يتم من أجل التطوير والترقية- يحتاج إلى تركيز أيضا، فهو مهم للشركات والمؤسسات والعاملين بها، ولكن الثاني لا يمول من شركات كرعاة كما في برنامج تنمية نفط عمان أو من مؤسسات حكومية ولكن يمول عن طريق الموظفين أو عن طريق شركاتهم وذلك من أجل الترقية والتطوير، لذلك، ونظرا للظروف الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط منذ فترة حدثت إشكالية اقتصادية تبعها بالطبع تراجع في سوق التدريب، وهذا نتج عن تقليص ميزانيات التدريب في كثير من الأماكن والمؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة، كما تراجع السوق أيضا بسبب إشكالية أخرى وهي عدم وجود فرص توظيف جديدة كثيرة، لذلك فنحن كمعاهد تدريب نرى أنه من الواجب علينا أن يكون لنا دور وذلك من خلال مواجهة هذا التحدي والتغلب عليه بطرق أخرى منها تقليص ميزانياتنا من خلال الاستقطاع فيما يمكن الاستقطاع منه في النفقات، ولكن في المقابل فإن تقليص ميزانيات التدريب سيؤثر سلبا على سوق العمل.

وأشار إلى أنه في الوقت الراهن لا يتم الإنفاق على التدريب بالقدر الكافي فقد تم تقليص ميزانيات التدريب، ولكن ينبغي العكس فالتغلب على ذلك يمكن أن يأتي من خلال الاهتمام بالتدريب، كما أنه لا يجب التركيز على دفع الناس للوظائف فحسب، ولكن يجب البحث عن الجودة أيضا حتى يكونوا على المستوى المطلوب وهذا يأتي من خلال التدريب. وعن رؤيته للشباب العُماني في التدريب الآن قال: هم رائعون ويعملون بقوة ويريدون تطوير أنفسهم فالوضع الآن ليس كما كان قبل سنوات، فهم مقبلون على العمل والتدريب وهم الآن أفضل بكثير من الســنوات السابقة، فخلال ورش التدريب في المعهــد نرى الشــباب العماني أكثر إقبالا على التدريب والاستفادة والتعلم والعمل.

وعن دوران الوظائف قال: هذا شيء طبيعي في أي مكان في العالم، فأي موظف ما إن يجد فرصة أفضل ينتقل إليها، واعتقد هذا لصالح الجميع من الأفراد والمؤسسات ولا أجد مشكلة في ذلك فمجرد أن يحصل الموظف على فرصة أفضل عليه أن ينتقل إليها.. ولكن الفكرة والإشكالية في سد فراغ نسبة التعمين في المؤسسة التي يتم الانتقال منها. أما عن الخريجين الجدد فقال: في كل مكان ليسوا مؤهلين لسوق العمل بالقدر الكافي ويحتاجون للتدريب وفي كل بلد يوجد برنامج وطني للتدريب والتأهيل وصقل المواهب بالمهارات من أجل الترقية والحصول على الأفراد المؤهلين والمتميزين في أعمالهم ووظائفهم فهذا لا يأتي من خلال الدراسة والجامعات فحسب ولكن من خلال برامج التدريب المتخصصة.