بريطانيا تستعد لتوثيق «طلاقها» من أوروبا تقرير إخباري

الحدث الأربعاء ١٥/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٢٦ ص

لندن - - وكالات

حصلت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا على حق إطلاق إجراءات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وبدء محادثات تستمر عامين ستحدد شكل بريطانيا وأوروبا مستقبلا.

وتصدت ماي، التي تولت رئاسة الوزراء في أعقاب موافقة الناخبين البريطانيين في استفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في يونيو الفائت، لمحاولات في مجلسي العموم واللوردات لإضافة شروط للتشريع الذي يمنحها صلاحية بدء إجراءات الانفصال. وأيد المجلسان مشروع قانون «بركسيت» (الانفصال) ولم يعد أمام ماي سوى الحصول على موافقة رمزية من الملكة إليزابيث.

غير أن ماي لم تذكر حتى الآن متى ستبدأ تلك العملية لتنهي تسعة أشهر من القلق حول نهج حكومتها في مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي التي ليس لها سابقة. من جانبه قال الكاتب البريطاني جدعون راخمان، أن تفعيل المملكة المتحدة للمادة 50 من اتفاقية لشبونة بنهاية الشهر الجاري يعنى بداية العملية القانونية للطلاق من الاتحاد الأوروبي، وأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيبدو فجأة أمراً حقيقياً. واستدرك راخمان -في مقاله بالـ فاينانشيال تايمز- أن هذا الشعور باليقين النابع من تفعيل المادة 50 سيتكشف، بطرق عديدة، عن محض وهم، ذلك أن خروج بريطانيا من الأوروبي (بريكسيت) لا يزال مُحاطا بأجواء من عدم اليقين. ورجح راخمان أن يعود الخروج بالسلب على بريطانيا وإلى حد ما أيضا على الاتحاد الأوروبي؛ لكن ثمة العديد من المتغيرات المتضمنة في ذلك والتي لا يمكن لأحد أن يتيقن من أي منها. وقال الكاتب إن ثمة ثلاثة مجاهيل رئيسية تكتنف عملية الخروج تلك، أولها المفاوضات نفسها، ذلك أن كلا الطرفين يتحدثان باحتداد فيما يتعلق بتسوية عملية الخروج، ويسعى الاتحاد لخروج مكلف يصل ثمنه إلى 60 بليون يورو رافضا مناقشة أي اتفاق تجاري إلا بعد أن توافق المملكة المتحدة على السداد، فيما كان الردّ البريطاني المبدئي متصلبا لا سيما من جانب وزير الخارجية بوريس جونسون.. إن قضية الأموال هذه كفيلة بتعطيل المفاوضات قبل أن تنطلق فعليا. وحتى إذا ما شهدت المفاوضات روحا من المرونة، فإن ثمة علامات استفهام كبرى حول مدى إمكانية التوصل إلى اتفاق حول علاقة تجارية جديدة.
ثاني المجاهيل التي تكتنف عملية الخروج بحسب الكاتب تتعلق بالأحداث العالمية التي تستطيع تغيير سياق مفاوضات تلك العملية بشكل جذري على مدى العامين المرصودين لتلك المفاوضات ريثما يتم التوصل إلى اتفاق، وستتوقف الأمور كثيرا على مَن سيفوز في الانتخابات الفرنسية والألمانية هذا العام، وإذا ما حدث فوز غير محتمل في فرنسا لمارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في أقصى اليمين فإن ذلك الفوز كفيل بوضع الاتحاد الأوروبي في حال من الاضطراب. السياق العالمي ملفوف بالضباب؛ إن خطوة حادة صوب الانعزالية في الولايات المتحدة أو نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية لكفيل بإظهار خروج بريطانيا من الأوروبي بمثابة قضية ثانوية على مدى عامين مما قد يغرى الأطراف بتمديد الفترة المحددة أو حتى إرجاء العملية كليا. ثالث المجاهيل التي تكتنف عملية الخروج بحسب الكاتب يتعلق بعدم استطاعة المفاوضين أن يجزموا بالتبعات الحقيقية عالميا الناجمة عن أي من قراراتهم.