ماذا سيفعل مقاتلو داعش بعد سقوط التنظيم؟

الحدث الأربعاء ٠٨/مارس/٢٠١٧ ١٨:٢٣ م
ماذا سيفعل مقاتلو داعش بعد سقوط التنظيم؟

واشنطن – ش تنبأت مجلة "أتلانتك" الأمريكية بالمصير الذي سيحل بمقاتلي تنظيم "داعش" بعد تفكك التنظيم ، مؤكدة أن المقاتلين سيغيرون ولاءاتهم لصالح مجموعات أخرى.

ويقول الكاتبان كولين كلارك وأمارناث أماراسنغام في مقالهما بـ"أتلانتك" ، إن "التنظيم يعاني من انخفاض عائداته المالية إلى النصف على مدى الستة أشهر الماضية، وتعاني عملياته الدعائية من فوضى، والهجوم على غرب الموصل يقلل من المساحات التي يسيطر عليها، ونهاية ما يسمى الخلافة التي أقامها في الشرق الأوسط تبدو قريبة".

ويضيف الكاتبان في مقالهما، أنه "في الوقت الذي لا يبدو فيه تحقيق انتصار واضح أمرا محتوما، بحسب سير الأمور حاليا، إلا أنه من الممكن للقوات الأمريكية وحلفائها القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، بقتل مقاتليه أو اعتقالهم، وطرد التنظيم من المدن الرئيسية التي شكلت عماد الخلافة المدعاة، وفي المحصلة السيطرة على معقل التنظيم في الرقة" بحسب "عربي 21"

وتشير المجلة إلى أن "التركيز بعد ذلك سينتقل إلى ما سيفعله مقاتلو التنظيم الأجانب، الذين وصلت أعدادهم إلى عشرات الآلاف من عشرات البلدان، والجواب أن هناك احتمالات عدة".

ويذهب الكاتبان إلى أنه "عندما ينتهي أي صراع، من خلال القوة أو الاتفاق عبر التفاوض، فإن الغالب أن ينفض المقاتلون الأجانب في اتجاهات مختلفة، ولا شك أن مقاتلي التنظيم قادرون: فأثبتوا أنهم مقاتلون بارعون، واستخدموا شبكة الأنفاق التي أنشأوها لنقل الرجال والمواد، بالإضافة إلى أنهم أتقنوا إنتاج السيارات المفخخة ونشرها لإبقاء عدوهم على مسافة بعيدة عنهم".

ويستدرك المقال بأن "المقاتلين الأشداء، خاصة الأجانب الموجودين في دائرة زعيم تنظيم أبي بكر البغدادي وكبار قادته، سيبقون في الغالب في العراق أو سوريا، وسينتظرون الانضمام إلى المقاومة السرية ، وأغلب الظن أن يتجمع هؤلاء الشظايا من التنظيم في تنظيم إرهابي سري، وبالإضافة إلى القيام بغارات متفرقة وكمائن، وربما بعض الهجمات الكبيرة، باستخدام انتحاريين، فهؤلاء المقاتلون سيرتاحون ثم يتسلحون ثم يتعافون".

ويورد الكاتبان أن الخبير في الإرهاب بروس هوفمان يتوقع بأن يسعى بعض مقاتلي التنظيم لمصالحة مع تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن هذا هو الخيار الوحيد لديهم للاستمرار في نضالهم، لافتين إلى أن المقابلات مع بعض مقاتلي التنظيم الغربيين تشير إلى أن "الخلاف الفكري بين تنظيم القاعدة وتنظيم داعش أكبر من أن يتم جسره بسرعة، لكن الوقت قد يغير هذا الأمر".

وتختم "ذا أتلانتك" مقالها بالقول إنه "في الوقت الذي ينشغل فيه الاتحاد الأوروبي بآثار البريكسيت وتلاعب روسيا في الانتخابات، فإن الارهابيين سيعودون إلى أوروبا، وبعضهم مصمم على توجيه ضربات، وفي الوقت الذي سينتقل فيه الإرهابيون الرحالة إلى ليبيا واليمن، فإن التحدي الحقيقي سيكون هو وقف الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم، بما في ذلك المدن الأوروبية الكبيرة".