مركز المعارض.. مفخرة أخرى

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٧/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
مركز المعارض.. مفخرة أخرى

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

كنت مأخوذا بدهشة كمن يكتشف كنزا في وطنه، هكذا فضلت زيارة مركز عمان للمؤتمرات متزامنا مع معرض الكتاب، حتى تبدأ هذه الرؤية كأجمل ما تكون.
أنقـّل عيني بين مواطن الجمال والإبداع في جوانب المبنى المهيب، لا أكترث بصغائر الأشياء، معتبرا أن المبنى لا يزال في طور الانطلاقة، وأن النواقص الصغيرة تحدث حتى على المستوى الشخصي، إذ ندلف إلى مشاريعنا إلى الصغيرة بعين (الحريص جدا) على كل شيء، التفاصيل الصغيرة.. والكلفة كأبرز تحد!
على مقربة منه يبدو مطار مسقط الجديد يستعد لانطلاقة عمانية جديدة تؤكد أن المحطات الإيجابية في مسيرة بلادنا كبيرة حدّ عدم القدرة على إغفالها (واستغفالها).. ومهما بدت (المثبطات) بسبب الأخطاء والخطايا تحاول وضع هالتها السوداء على أعين متشائمين.
حوله مشاريع طرق حديثة.. هناك (ورشة) عمل طموحة لبناء عمان، ممتدة على امتداد رقعة الجغرافيا، تجعلنا نتفاءل، حتى ونحن نتبادل مع أصدقاء مرارة أن هناك ركودا، وأن ما ينجز اليوم كان يمكن إنجازه قبل سنوات، وأن أخطاء التخطيط أكبر من أن ترتق بالتصريحات والتبريرات.. والأهم: أن ما يحدث أقل مما تستحقه عمان التي أرادها جلالة السلطان، عمان العلم والثقافة والحضارة قبل كل شيء، وليس منجزات الخرسانات وحقول النفط!!
أدخل معرض الكتاب في دورته الجديدة بجبين مرفوع..
مواقف السيارات التي تبدأ افتتاحية الحكاية، بما يليق بمكان فاخر، على تلة كنت أراه وأرقبه، منذ أن بدأت أولى المعدات بالعمل قبل سنوات، أطل عليها من سطح بيتي القريب، أراقبه لأنني أرى صرحا عمانيا أشعر بفرحة تجاهه كونه في بيتي الأكبر عمان، وكل كلمة إعجاب تجاه صرح عماني إنما منبعها القلب، حيث الوطن أوسع من رؤانا، اتسعت أو ضاقت.
لا تدري أين تمضي الوقت في المبنى/ الصرح، فالجلسات الخارجية تدعوك لفسحة من الجلوس في طقس جميل، والمساحة الداخلية تحفة فنية أشبه بمطار فخم، حيث المقاهي التي بدأت للتو في تلمس التجربة ستنضج مع مرور الأيام، أما المساحة الداخلية فهي "نقلة نوعية" في صناعة المعارض، كما سمعت الجملة من كثر رأوا ما أدهشهم.
هذا الصرح أحد مشاريع "التنويع الاقتصادي" بما يملكه من بنية أساسية ضخمة ضخّت فيها مئات الملايين، وهي قادرة أن تكون رافدا اقتصاديا مع اكتمالها خلال المرحلة المقبلة، حيث تتحول تلك التلال المجدبة إلى منارات تضيف إلى مسقط أضواء جديدة، وقيمة جمالية مضافة بجانب دورها الاقتصادي.
قد لا يكون المبنى كما يتوقعه البعض، فربما "مراميهم" من أجل عمان أوسع وأشمل، ويتوقعون "الأفضل" وهذا حق مشروع، كوجهة نظر على الأقل، يفترض سماعها، وبحثها، وهناك "المنتقصون" الذين لا يرون في الورد عيبا إلا أنه "أحمر الخدين" وفق المتوارث في هذه النظرية العربية.
بوركت الجهود من أجل "وطن" مستحق للعطاء، وكل لمسة جمالية على تربته نحيي فاعلها، والقادم أجمل.. بإذن الله.