تحركات سياسية لإنهاء ولاية ترامب هل بدأت إرهاصات الربيع الأمريكي؟

الحدث الخميس ٢٣/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
تحركات سياسية لإنهاء ولاية ترامب
هل بدأت إرهاصات الربيع الأمريكي؟

مسقط - محمد البيباني

يوما بعد يوم يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ماض في طريقه رغم ما تشهده الساحة الأمريكية من رفض لذلك الطريق متحدياً الجميع غير عابئ بالتداعيات الممكنة والمحتملة لسياساته والتي قد تصل إلى تهديد مستقبله السياسي الذي لا يزال يحبوا فيه خطواته الأولى..

تزامنا مع ما اعتبر مفاجأة جديدة والخاصة بتحركات وليدة لعزل ترامب، نشرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية مذكرتين جديدتين بشأن الأشخاص الذين يقيمون بشكل غير شرعي، كاشفة أن الطرد قد يشمل جميع المهاجرين غير الشرعيين الـ11 مليوناً الموجودين على الأراضي الأمريكية.
وفي مذكرتين، أصدر وزير الأمن الداخلي جون كيلي أمراً لعناصر الجمارك والهجرة بطرد كافة المهاجرين السريين الذين يعثرون عليهم أثناء قيامهم بواجباتهم، في أسرع وقت ممكن.
وحددت الإدارة الأمريكية سبعة مستويات من الأولوية لإبعاد المهاجرين السريين بدءاً بالذين ارتكبوا جنحاً أو جرائم على أن يترك للموظفين حرية تقييم الخطر الذي يمثله شخص دون أوراق ثبوتية على السلامة العامة أو الأمن القومي.

عزل ترامب

تحدثت صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية عن مفاجأة مفادها، أن هناك تحركات حتى من قبل بعض الجمهوريين، للإسراع بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية الفوضى السائدة حاليا في البيت الأبيض، والارتباك الواضح في عمل إدارته. وأضافت الصحيفة، أن عددا من السياسيين الجمهوريين تحدثوا في دهاليز مؤتمر الأمن في ميونيخ بألمانيا عن إمكانية الاستناد إلى تعديل دستوري يتعامل مع الاتهام بالتقصير للرئيس، وذلك لتسهيل عزل ترامب. وتابعت «حسب هذا التعديل الدستوري، فإن نائب الرئيس وكبار المسؤولين بالحكومة الأمريكية سيلعبون دورا في عزل ترامب».

أمور تعجل بالنهاية

واستطردت الصحيفة «عددا من الأمور تعجل بنهاية رئاسة ترامب، أبرزها مظاهر عدم أهليته للاستمرار في منصبه، والأكاذيب التي يدلي بها بسهولة، والهجوم الهيستيري على وسائل الإعلام، واتصالاته بالنظام الروسي، بالإضافة إلى الفوضى العارمة في البيت الأبيض».
وكانت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية كشفت أيضا في 11 فبراير، أنه حتى في حال عدم توفر الدليل على الخيانة أو تلقي رشوة، التي تستوجب عزل الرئيس في الدستور الأمريكي، فإنه يمكن عزل ترامب من منصبه بطريقة أخرى، مشيرة إلى تعديل دستوري يرجع إلى العام 1967، يفتح الطريق أمام خروج الرئيس من البيت الأبيض قبل انتهاء ولايته.
وأضافت الصحيفة «رغم اعتقاد البعض أن الإقالة هي السبيل الوحيد لإنهاء حكم ترامب، إلا أن البند الرابع من التعديل رقم 25 للدستور الأمريكي، الذي تم التصديق عليه عام 1967، يوفر فرصة أخرى لعزله، بخلاف النص الذي يستوجب إقالته في حال ثبتت خيانته لأمريكا أو تلقيه رشوة».
ووفقًا لهذا التعديل الدستوري، يقوم نائب الرئيس وغالبية وزراء الحكومة بتوقيع خطاب إلى رئيسي مجلس الشيوخ ومجلس النواب لإبلاغهم أنهم لا يثقون بقدرة الرئيس على القيام بمهماته على أكمل وجه، وفي هذه الحال يصبح نائب الرئيس قائما بأعمال الرئيس.

سيناريو محتمل

واستطردت الصحيفة «إذا تم هذا السيناريو، فإن هذا الدور سيقوم به مايك بنس، الذي يتولى في الوقت الحالي نائب ترامب، فيما سيكون أمام ترامب فرصة أخيرة، حيث يتوجب عليه إقناع ثلثي أعضاء الكونجرس بغرفتيه، الشيوخ والنواب، برفض القرار قبل مضي 21 يوما».
وتابعت «إذا وصل ترامب لتلك المرحلة، فإنه لن يتمكن من إقناع الكونجرس، لأن الغالبية التي يملكها الجمهوريون في المجلس هي 52 عضوًا، بينما يحتاج رفض قرار عزله، إلى ثلثي الأعضاء، أي أكثر من 66 عضوا».
وأشارت «الإندبندنت» إلى أن الهدف من هذا التعديل الدستوري هو تمكين الرئيس من التخلي عن منصبه إذا أصبح في حالة صحية تحول بينه وبين أداء مهماته، أو عندما يتعرض لحادث يجعله غير مؤهل لمواصلة الحكم.

تراجع شعبيته

بعد تراجع التأييد له إلى أربعين في المئة بحسب استطلاعات أجراها معهد غالوب ونشر نتائجها الجمعة، سيعمل الرئيس الـ45 للولايات المتحدة هذا الأسبوع على مواصلة تعييناتها. وقد تحدث عن إعداد مرسوم جديد حول الهجرة ينوي إصداره خلال الأسبوع الجاري.
في الوقت نفسه تظاهر نحو عشرة آلاف شخص معارضين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك الاثنين وهم يهتفون «ترامب ليس رئيسي»، بالتزامن مع تجمعات مماثلة في مدن عدة في الولايات المتحدة التي أحيت «يوم الرؤساء». وتهدف التظاهرات إلى إظهار أن المعارضة الشعبية للرئيس الجمهوري ما زالت على زخمها بعد مرور شهر على تنصيب ترامب في 20 يناير الفائت. وقد شهدت مدن أمريكية عدة منها لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا وواشنطن تظاهرات مماثلة.
وفي نيويورك، تجمع متظاهرون من كل الأعمار والأثنيات في ساحة كولومبوس أمام فندق ترامب الدولي وقرب سنترال بارك في نيويورك تعبيرا عن استيائهم من إدارة الرئيس دونالد ترامب، في إطار احتجاجات رفعت شعار «يوم لست رئيسي».
وارتدى بعض المتظاهرين سترات عليها شعارات مناهضة لترامب أو تسخر منه وتصوره كأنه طفل بين يدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت ريما شتراوس إحدى المتظاهرات «إنه يؤذي بلدنا، نحن سنخسر بلدنا إن لم نفعل شيئا». وأضافت «ترامب لن يستمع إلينا، لكن إذا تظاهر الناس العاديون في الشوارع ربما يصبح لدينا نوع من الثورة ضده، آمل ذلك».