ماذا فعلت وزارة النقل والاتصالات؟

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٣/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
ماذا فعلت وزارة النقل والاتصالات؟

علي بن راشد المطاعني
ali.matani2@gmail.com

عندما نتحدث عن وزارة النقل والاتصالات وعن مستوى الشفافية التي تبديها في إدارة المشاريع التي تنفذها أو تديرها، وتوجهاتها وخططها المقبلة والمستقبلية، فإننا في الواقع نتحدث عن أكبر الوزارات من حيث حجم المشاريع الإنمائية التي تنفذ في البلاد، وتدير عبرها مفاصل حيوية يرتكز عليها الاقتصاد في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا، كالطرق والموانئ والاتصالات وتقنية المعلومات والمطارات والأرصاد والملاحة الجوية، والبريد والنقل البري، وقطاع اللوجستيات وتحت مظلته 17 شركة حكومية أو تساهم فيها الحكومة وتعد من أكبر الشركات العاملة بالبلاد، فهذه الوزارة كبيرة بمشاريعها التي تقدر قيمتها السوقية ببلايين الريالات العمانية، وهي بهذا الوصف تهيء للاقتصاد كل أسباب النمو والتطور باعتبارها الركن والمرتكز الأساس في انطلاقته ونموه، وهي بذلك تعلق عليها الآمال كلها وتتجه إليها الأنظار جميعها في كل ما يختص ببناء الدولة اقتصاديا، والاقتصاد هو عماد الدولة أي دولة كما نعرف، وبمدى قوته وتماسكه وصلابته تقاس قوة الدولة، فإذا ما وجدناه قويا فعلا وكما ينبغي، عندها سنجد الخدمات التي يحتاجها المواطن في حياته ومعيشته ورفاهيته قد عمت القرى والحضر، ووصلت كل أرجاء البلاد، إذن يمكننا القول إن في فعالية هذه الوزارة يكمن تطور المجتمع والعكس أيضا صحيح بطبيعة الحال.

وعندما تعقد الوزارة لقاء إعلاميا تشرح فيه ما أنجزته من مشاريع وما تخطط له في المرحلة المقبلة في كل مجالات عملها واختصاصاتها، فإن الحديث لا يجب أن يتركز على الشفافية وأهمية اللقاء إعلاميا فقط، سواء في تدفق المعلومات والبيانات للمواطنين، وإماطة اللثام عن الخطط المستقبلية، وإن كان ذلك محببا لنا كإعلاميين في توفير المعلومات ليتسنى لنا الحديث عنها تحليلا وشرحا وإيضاحا وتوضيحا، بقدر ما يهمنا إيضاح المشاريع التي تنفذها الوزارة وتعمل على الانتهاء منها والتي تقدر تكلفتها بالبلايين من الريالات.

وحجم الإنجازات على الأرض ربما لا نجد متسعا لنسلط عليه قدرا كافيا من الضوء لاسيما في قطاعات الطرق العامة والمطارات والموانئ والاتصالات وتقنية المعلومات والمواصلات العامة والبريد، والأرصاد والملاحة الجوية، فالمعلومات التي قدمت في ست ساعات ليست كافية إلا لشرح قطاع أو قطاعين كحد أقصى وإيضاح كل ما فيهما من تطور، فما بالنا عندما يتعين الحديث عن كل القطاعات التي تضمها الوزارة، بالتأكيد فإن ذلك يتطلب أياما لا تقل عن أربعة بشموسها ولياليها ليجد كل قطاع وكل منجز حظه من الشرح مصحوبا بجدواه الاقتصادية والاجتماعية.

فالتطورات والإنجازات التي عرضت لا يمكن استيعابها وهضمها في يوم واحد ولا يمكن لأي وسيلة إعلامية تغطية ما كشف النقاب عنه في صفحات أو برامج إخبارية مهما أعطيت من مساحات ووقت للبث أو النشر، لقد كانت تلك الليلة ليلة النقل والاتصالات بامتياز في وسائل الإعلام المختلفة، وبالتالي كانت موضع الاهتمام لدى المجتمع بأسره.

ونحن كإعلاميين دهشنا فعلا عند تسمية المشاريع التي ربما بعضنا يسمع بها لأول مرة في حياته، ثم اندهش البعض مرة أخرى وهو يشاهد ضخامتها، وهنا تكمن أهمية مثل هذه اللقاءات التي تسلط فيها الأضواء باهرة على خطط الدولة الرامية لشمول التنمية طول البلاد وعرضها، وضرورة أن تنتهج كل الوزارات هذا النهج لإيضاح ما أنجزته من مشاريع وبرامج وخطط تنموية آنية ومستقبلية وتعريف المجتمع بها.

وباتباع هذه الخطوات قد نزيح الغموض الذي يراه البعض يلف العمل في بعض الجهات الحكومية، إذ الناس لا يعلمون ماذا يجري هناك، وإذ أنابيب تدفق المعلومات مغلقة. إذن فمثل هذه اللقاءات مع الإعلاميين قد تقلص من حجم الفجوة التي تفصل بيننا وبين الوحدات الحكومية، فما الضير من عقد مثل هذه اللقاءات التي تشرح فيها كل مفاصل العمل الذي تقوم به، إن الرد على أسئلة الإعلاميين وطلبات المجتمع بكل شفافية هو نوع من الشراكة التي من المفترض أن تعزز بين الجهات الحكومية والمجتمع وبخاصة في المرحلة المقبلة التي تحتاج للكثير مما يتعين عمله وإنجازه في هذا الشأن.

إن وزارة النقل والاتصالات عندما تعقد مثل هذه اللقاءات فهي تعكس صورة متقدمة وحضارية لماهية وجدوى العمل الإعلامي في الوزارات ودوره في إيضاح أهدافها وخططها وبرامجها، وبذلك فإن المواطن سيغدو ملما بما يجرى في وطنه ولا يملك بالتالي إلا التناغم معها إيجابا إذ هو يعلم.
كما أن ذلك سيوفر مادة إعلامية للصحفيين تزخر بما لذ وطاب وبالتالي يسهل الحديث عنها عبر وسائلهم ووسائطهم الإعلامية، وبما يمكنهم من الثناء على هكذا خطوات لما لها من أهمية كبيرة في إحداث التوازن المطلوب في منظومة إدارة الرأي العام، أو في مواجهة الموجات أو الأمواج السلبية التي تجتاح وسائل التواصل الاجتماعية، فهذه الأمور وغيرها تحتاج إلى إدارة إعلامية واعية لما يجب أن تقوم به كل جهة في مجال عملها، وبذلك تتكامل الصورة العامة التي يفترض أن ترسم في المجتمع عما يبذل في هذه الأرض الطيبة المعطاء.
بالطبع الحديث سيمتد عن قطاع النقل والمواصلات ليس في تلك الليلة وإنما في الأيام التالية لها، بل توثيق العلاقات الإنسانية والاجتماعية والمهنية ما بين الإعلاميين والمسؤولين من خلال هذه اللقاءات مما ينجم عنه فهم كل طرف للآخر، والتواصل المعزز بالثقة والعلاقة الخاصة التي تبنى في مثل هذه المناسبات وهو ما يجب الحرص عليه من كافة الجهات الحكومية في سبيل بناء صورة ذهنية إيجابية وتعزيز إدارة السمعة للجهات الحكومية.

نأمل‏ أن تكلل كل الجهود المبذولة من وزارة النقل والاتصالات بالنجاح وتعزز الجهود المبذولة للارتقاء بالعمل، والنهوض به إلى المستويات المأمولة، وأن تنهج كل الوزارات هذا النهج المحمود في سبيل إيصال رسالتها للمجتمع في وقت نحتاج لهذه المبادرات لتصحيح الصورة وإيضاح الغامض لدى البعض.