عُمان والكويت.. المحبة والسلام

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
عُمان والكويت.. المحبة والسلام

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

طوال السنوات الماضية من العصر الحديث أثبتت السلطنة ودولة الكويت الشقيقة على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين وأنها علاقات يحتذى بها في مختلف المجالات والقطاعات وذلك بفضل السياسة والقيادة الحكيمة لقائدي البلدين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حيث حرص الزعيمان طوال السنوات الماضية على تعزيز وتطوير هذه العلاقة الأخوية ليس من خلال التصريحات والبيانات الإعلامية وإنما من خلال مواقف وقرارات تاريخية يشهد لها الجميع، ولعل ما يميز هذه العلاقة التوافق السياسي والرؤية المشتركة بين قائدي البلدين في مختلف القضايا والأمور التي تهم المنطقة، وخلال السنوات الماضية كان لجلالة السلطان المعظم وأخيه أمير دولة الكويت دور كبير وبارز في إنجاح وتعزيز مسيرة التعاون الخليجي مما انعكس إيجابياً على استمرار وتطور هذا الكيان الخليجي الذي يواصل تحقيق نجاحات وإنجازات بفضل جهود وحكمة زعماء الخليج.

إن ما شاهدناه وتابعناه مساء يوم أمس الأول الاثنين وعبر وسائل الإعلام المختلفة من مظاهر الاستقبال الرسمي والشعبي المهيب لضيف جلالة السلطان المعظم وضيف عُمان الكبير صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، لهو دليل بسيط على تقدير ومحبة السلطنة وشعبها لسمو الأمير ولدوره الكبير والإنساني الذي يقوم به سموه في تعزيز السلام بالمنطقة، كما أنه يؤكد وبوضوح للجميع مدى المحبة والتفاهم والرؤى المشتركة التي تجمع قائدي البلدين والتي انعكست إيجابياً على شعبي البلدين، فمن خلال علاقاتنا الأخوية بعدد من الأصدقاء والأشقاء في دولة الكويت نجد اعتزاز المواطن الكويتي بكل المواقف العمانية وبالسياسة الحكيمة التي ينتهجها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على كافة المستويات وخاصة دوره الرائد في تعزيز السلام بالمنطقة وتعامله الحكيم مع مختلف القضايا والأحداث التي نتابعها بالمنطقة والتعايش السلمي الذي يميّز السلطنة وشعبها عن باقي الشعوب الأخرى، كل هذا وأكثر جعل العلاقات العمانية الكويتية تزداد ثقة مع الأيام والسنوات وتتطور وتشهد نمواً كبيراً وذلك بفضل ودعم قيادة البلدين وحرصهما الشديد على جعل هذه العلاقة الأخوية علاقة مميّزة يُحتذى بها بين دول المنطقة والعالم، لذلك نفتخر اليوم نحن كعمانيين بكل الخطوات والنجاحات والإنجازات التي تحققت طوال السنوات الماضية توَّجها البلدان بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات وبإنشاء اللجان المشتركة في مختلف المجالات والقطاعات بهدف تحقيق مزيد من النجاحات والتقدم في هذه المسيرة الأخوية.
الجوانب الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين هي أحد أوجه التميّز في العلاقات العمانية الكويتية، فخلال السنوات الماضية وترجمة لهذه العلاقات الأخوية وبتوجيهات من قائدي البلدين شهدنا العديد من المشاريع المشتركة وإنشاء مئات من الشركات الكويتية بالسلطنة في مختلف المجالات والقطاعات مما يساهم في تعزيز المجالات الاقتصادية المشتركة، كما شهد التبادل التجاري بين البلدين نمواً كبيراً خلال الفترة الماضية، واليوم نحن نشاهد العديد من رجال الأعمال والشركات الكويتية تنتهز الفرص التجارية والاستثمارية بالسلطنة والاستفادة من المناخ الاستثماري والمقومات الاقتصادية للسلطنة، لذلك فهناك اليوم استثمارات كويتية قوية في محافظة مسقط وفي المنطقة الاقتصادية بالدقم ومشاريع مختلفة في محافظة ظفار سواء في القطاع العقاري أو السياحي والاستثماري، ولدى الشركات ورجال الأعمال الكويتيين استثمارات مشتركة في مختلف محافظات السلطنة، كما كان لحكومة الكويت دور كبير من خلال الصناديق الاستثمارية في تمويل عدد من المشاريع الإنمائية والاجتماعية وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ أمير دولة الكويت، لذلك فإن ما يميّز أيضاً العلاقات العمانية الكويتية أنها علاقات مبنية على الثقة والاحترام والتقدير المتبادل بين الطرفين، والأهم هو أن الأقوال مقرونة بالأفعال والتطبيق وبكل شفافية وليس مجرد وعود وأحاديث للاستهلاك الإعلامي كما يفعل البعض للأسف، مما جعل هذه العلاقة تكون محل تقدير محلي وإقليمي وعالمي وتحقق أهدافها ويستفيد منها شعبا البلدين.
إن زيارة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للسلطنة تأتي في وقت مهم تشهد فيه المنطقة العديد من الأحداث والتقلبات السياسية والاقتصادية، وبلا شك أن هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة أولاً للعلاقات بين البلدين والتي ستشهد دفعة قوية للمستقبل وفي المجالات والقطاعات كافة، وثانياً ستكون لها نتائج إيجابية على المستويات السياسية والعمل على استقرار المنطقة خاصة مع وجود إرادة سياسية لقائدي البلدين والمعروفان بحكمتهما ورغبتهما في نشر السلام والاستقرار، كذلك تؤكد هذه الزيارة لسمو أمير الكويت ومن قبله زيارة الرئيس الإيراني وأيضاً زيارة أمين عام الأمم المتحدة أن مسقط ستظل عاصمة المحبة والإخاء والسلام وأنها ستواصل جهودها بالتعاون مع كافة الدول الشقيقة والصديقة في تحقيق الوئام والسلام للمنطقة والعالم.