معرض مسقط للكتاب.. نافذة على الثقافة والتاريخ

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
معرض مسقط للكتاب.. نافذة على الثقافة والتاريخ

ناصر اليحمدي

ساعات وينطلق عرسنا الثقافي الكبير معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين، والذي ينتظره بشوق كبير كثير من المثقفين والمواطنين الذين يحرصون على الاطلاع على كل ما استجد على الساحة الأدبية والثقافية وأحدث الإصدارات والمؤلفات سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي.. بالإضافة إلى الاستمتاع بالفعاليات الشيقة التي تصاحب المعرض والتي تتنوع ما بين الثقافية والفنية والأدبية وغيرها والتي تساهم فيها مؤسسات المجتمع المدني إلى جانب عدد من المبدعين والمفكرين الذين يتواصلون مع الجماهير بصفة شخصية من خلال الندوات والحوارات القيمة التي تقام على هامش المعرض.

المتابع لمسيرة المعرض يجد أنه في تطور مستمر.. وهذا العام يقام في مبناه الجديد بمركز عمان الدولي للمعارض والمؤتمرات بحي العرفان وذلك حتى يستوعب دور النشر التي كانت تطالب بالمشاركة فيه حيث إن مساحته اتسعت وعدد الأجنحة تزايد والتي وصلت إلى 1200 جناح يعرضون 450 ألف عنوان وهذا يعني أن هناك تناميا في عدد دور النشر المشاركة من مختلف دول العالم وهو ما يدل على أن معرض مسقط للكتاب أصبح علامة بارزة ورقما مهما على الساحة الثقافية، وأنه أحد أهم الأسماء المدرجة في قائمة المعارض الدولية، حيث تحرص دور النشر العربية والعالمية على أن تساهم فيه وذلك لما يجدونه من إقبال كبير وتهافت على الشراء والاطلاع من قبل الجماهير الغفيرة التي تحرص على زيارة المعرض بجانب الترحاب وحسن الضيافة ومهارة التنظيم من القائمين عليه.

الجميل في المعرض هذا العام أنه سيكون وسيلة للتعريف بالسلطنة وما تمتلكه من تراث وحضارة ونهضة وليس مجرد حالة بيع وشراء للكتاب كما صرح بذلك وزير الإعلام ورئيس اللجنة المنظمة.. فمدينة صحار ستكون ضيف شرف المعرض وجميعنا نعلم ما تتمتع به هذه المدينة الساحرة من مكانة خاصة في نفوس العمانيين لما تمتلكه من حضارة عريقة يفخرون بها لذلك فإن الفعاليات المصاحبة للمعرض ستعمل على تعريف الزائرين بها أكثر وهذا بالطبع شيء إيجابي ومطلب ملح فما أحوجنا لتعريف أطفالنا وشبابنا بأمجادنا وحضارتنا وسط بحر المعلومات الذي تتوه فيه أجيالنا الجديدة.. لذلك نتمنى أن تساهم الفعاليات الخاصة بالأطفال والورش الفنية والأدبية وغيرها في تعريفهم بها إلى جانب تعويدهم على حب القراءة وربطهم بالكتاب كما نتمنى أن يستضيف المعرض كل عام مدينة أو ولاية عمانية مختلفة ليتم التعريف بها، فهذا يقوي مفهوم المواطنة في نفوس العمانيين إلى جانب تعريف الزائرين من خارج السلطنة بما تمتلكه بلادنا من حضارة عريقة وتراث أصيل وبذلك تعتبر هذه وسيلة رائعة للترويج لثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا.
لا شك أن الساحة الثقافية أحوج ما تكون لمعارض الكتاب التي تجوب دول العالم خاصة في ظل التحديات التي تتعرض لها مع تطور التكنولوجيا الحديثة التي أغرت القراء بالكتاب الإلكتروني الذي يتوافر لديهم بمجرد الضغط على زر الماوس فيصبح بإمكانهم الاطلاع على ما يحتويه وهو في أبهى حلة ومصحوب بالمؤثرات البصرية والصوتية الممتعة مما أدى إلى انحسار الكتاب الورقي من الساحة الذي يعاني أيضا من غلاء الثمن والتكلفة مما أدى إلى إعراض دور النشر والقراء على حد سواء عن امتلاكه والاكتفاء بمثيله الإلكتروني.. لذلك فإن معارض الكتاب تعد آلية جيدة لتثبيت أقدام الكتاب الورقي ومحاولة قوية لاستعادة مكانته السابقة.
ينبغي أن يستفيد العمانيون من الفرصة الذهبية التي أتيحت لهم فيحرصون على زيارة معرض مسقط الدولي للكتاب.. فالقراءة ليست ترفا بل واجب وفرض وعادة نبيلة يجب أن ننميها في نفوس أبنائنا.. كما أنه فرصة كذلك لتعريف أولادنا بالمقومات العظيمة التي تمتلكها مدينة صحار بصورة أجمل.
نتمنى للمعرض النجاح والتوفيق والخروج بالصورة المشرفة التي تليق باسم السلطنة وترفع اسمها عاليا في المحافل الثقافية على كافة مستوياتها وندعو الله أن تتوالى نجاحاته على مر السنين ونوجه دعوة ملحة لكل مواطن لزيارة المعرض الثري بكافة صنوف المعرفة.

تصريحات صادمة من أولها

التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعد بمثابة هدم المعبد على رؤوس الفلسطينيين.. حيث أكد خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أن «حل الدولتين» ليس السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رغم أن هذا الحل من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية حيال الشرق الأوسط الذي سار عليه الرؤساء السابقون جمهوريين أو ديمقراطيين.. غير أن ترامب قلب الطاولة للصالح الإسرائيلي ودمر الأمل الوحيد للفلسطينيين للحصول على دولة يعترف بها المجتمع الدولي.

لقد تخلى ترامب عن حل الدولتين ولكنه في ذات الوقت لم يطرح البدائل كما أنه لم يتنبه لعواقب هذا القرار على ربيبته المدللة إسرائيل لأنه في حال ظل الطرفان يعيشان تحت سقف دولة واحدة فإن هذا سينعكس على الدولة الصهيونية بالسلب لأنها إذا اتبعت الديمقراطية التي تدعي أنها تمتلكها ومنحت كل رعاياها الإسرائيليين والفلسطينيين المسلمين والمسيحيين نفس الحقوق والجنسية الإسرائيلية فسوف تفقد هويتها اليهودية التي ترغب في الحصول عليها.. وإذا لم يحصلوا على نفس الحقوق واستولت إسرائيل على كافة الأراضي الفلسطينية فهذا يعني استمرار الاحتلال وستنتفي عنها صفة الديمقراطية وبذلك ينهي ترامب على إسرائيل اليهودية الديمقراطية التي تحلم بوجودها.

كان الأجدر بالرئيس الأمريكي أن يبحث عن طريقة عادلة لحل النزاع المزمن تراعي مصلحة الطرفين لا أن يقدم الفلسطينيين على طبق من ذهب لبني صهيون.. كنا نتمنى أن يكتفي ترامب فيمنح نتنياهو هدايا اعتدنا عليها سواء حفنة من الأموال أو الأسلحة.. لكن أن يمنحه الأرض بأكملها فهذا غير مقبول ومرفوض بالمرة.

حروف جريئة

التفاعل الذي يحصل عليه طواف عُمان 2017 عبر قنوات التواصل الاجتماعي والذي وصل لأكثر من 99 مليون انطباع وأكثر من 14 مليون زائر للصفحة يؤكد على أهمية هذا السباق العالمي والمكانة الراقية والشهرة العالمية التي وصل إليها من عشاق الدراجات الهوائية.. نتمنى للطواف المزيد من التألق والتقدم.

الإنترنت ليس كله فوائد.. فقد أثبتت مجموعة من الدراسات الحديثة أنه يسبب «الغباء» ويقلل من نسبة تركيز الإنسان ويجعله لا يبذل مجهودا في التفكير حيث يحصل على كل ما يريد من معلومات بنقرة زر.. إلى أين ستأخذنا التكنولوجيا بعد أن ألغت عقولنا؟
علماء أمريكان يعكفون حاليا لإعادة حيوان الماموث الذي انقرض قبل 4500 عام إلى الحياة عن طريق الحمض النووي لماموث عثر عليه مجمدا في سيبيريا.. هل يريد هؤلاء العلماء أن يعود الإنسان لعصور الديناصورات وما قبل نزوله إلى الأرض؟

مسك الختام

قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون».