تعرف على البصمات الراسخة للكويت في المجال الثقافي

مزاج الاثنين ٢٠/فبراير/٢٠١٧ ١٩:٤٧ م
تعرف على البصمات الراسخة للكويت في المجال الثقافي

مسقط - العمانية
تتقارب العلاقات الثقافية العمانية والكويتية كما تتقارب العلاقات السياسية، وبين طرفي الخليج الكثير من الروابط الثقافية التي تعود إلى عقود طويلة ماضية وتمازجت وتأثرت ببعضها بعضا، وهي حاضرة اليوم في الكثير من التفاعل الحاصل بين الكتاب والمبدعين العمانيين والكويتيين سواء من خلال تنظيم الفعاليات والأسابيع الثقافية المشتركة أو من خلال الزيارات والدعوات التي يقدم فيها كل طرف خبراته في مجالات إبداعه ومعرفته.
وليس سهلا رصد تفاصيل المشهد الثقافي في دولة الكويت والإحاطة به لاعتبارات كثيرة أهمها الفترة المبكرة التي ازدهرت فيها المؤسسات الثقافية بمعناها الحديث في الكويت، وكذلك الدور الريادي الذي نهضت به الكويت في منطقة الخليج والمنطقة العربية في دعم الثقافة والمثقفين في مرحلة كانت المنطقة تشهد حالة تحول وتجاذب.

المجلات الثقافية
يكفي أن نعرف أن العدد الأول من (مجلة العربي) قد صدر في سنة 1958م وهي مرحلة زمنية مبكرة جدا في منطقة الخليج خاصة أن المجلة لم تصدر باعتبارها منشورا يروج للثقافة المحلية بل صدرت منذ البداية لتكون مجلة كل كاتب عربي وكل قارئ عربي، وبذلك لا غرابة أن نسمع أن الآلاف من الجماهير العربية قد تأسست في ثقافتها على مجلة العربي الكويتية، ولا غرابة أن نقرأ في فهارس المجلة أن كبار الكتاب والمبدعين العرب قد كتبوا في المجلة.
ورغم أهمية مشروع مجلة العربي في سياق الحديث عن الثقافة في الكويت إلا أنه ليس المشروع الوحيد.. ولا بد من الوقوف عند مشروع آخر هو مشروع مطبوعات المجلس الوطني الذي يصدر سلسلة عالم المعرفة ومجلة عالم الفكر وسلسلة إبداعات عالمية وسلسلة من المسرح العالمي وعدة روايات وكتب مترجمة.
وهذه المؤسسة من أكثر المؤسسات العربية إثراء للمشهد المعرفي في العالم العربي خاصة فيما يتعلق بجوانب الترجمة.
وتأسس المجلس الوطني في مطلع سبعينيات القرن الفائت في خطوة كان هدفها أن تأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيسي في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بها وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية.

الاهتمام بالفنون
والمجلـس الـوطني هو هيئة مستقـلة تابعة للدولة، تعمـل على تهـيئة المنـاخ المـناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق. وينظم المجلس الكثير من المهرجانات الثقافية العربية كل عام في مقدمتها مهرجان القرين الثقافي وهو واحد من أشهر المهرجانات في المنطقة.
إضافة إلى المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، ومهرجان الكويت المسرحي، ومهرجان الموسيقى الدولي، ومهرجان أجيال المستقبل، ومهرجان الناشئة، ومهرجان صيفي ثقافي، علاوة على إقامة أسابيع ثقافية كويتية خارج الكويت، واستقبال اسابيع ثقافية عربية وعالمية داخل الكويت، والمعرض الشامل للفنانين التشكيليين.
وتهتم دولة الكويت الشقيقة وبرعاية مباشرة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بالفنون الموسيقية، حيث افتتحت مؤخرا دارا للأوبرا لتكون مركز إشعاع لأبناء الكويت والعالم.

النشاط المسرحي
وعند الحديث عن الحركة الثقافية في دولة الكويت لا بد من التوقف طويلا عند الحركة المسرحية والحركة الدرامية في الكويت. وتقول الدراسات النقدية إن الكويت عرفت المسرح منذ عام 1938م. على يد أساتذة من بعثة المدرسين العرب، تلك التي جاءت - إلى الكويت في ديسمبر 1936م.
ويذكر أن أول مسرحية من نشاطات المسرح المدرسي كانت من تقديم طلاب مدرسة المباركية التي أقيمت على ساحتها في العام 1938-1939م، حيث عرضت مسرحية "إسلام عمر" أو "عمر بن الخطاب في الجاهلية والإسلام" وفي العام الدراسي نفسه قدمت مسرحية "فتح مصر"، واستمرت المحاولات المسرحية مرتبطة بالمدارس، إذ تشكلت في عام 1939م فرقة بمدرسة الأحمدية.
وتكونت في دولة الكويت الشقيقة أول فرقة مسرحية رسمية في أكتوبر من عام 1961م بالتعاون مع وزارة الشؤون بتكوين فرقة المسرح العربي كنواة للمسرح الكويتي الحديث، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المسرح في الكويت بإشراف زكي طليمات وقد تكونت فرقة المسرح العربي نتيجة لاختبار عملي وليست بتلقائية الزمالة في المدرسة أو فريق الكشافة، وانضمت لأول مرة فتاتان كويتيتان (مريم الغضبان ومريم الصالح) وقد ضمت الفرقة إلى هذا العدد من الكويتيين 40 شخصا والكويتيات، خمسة عشر عضوا من أبناء الأقطار العربية وممثلتين مصريتين، وقد تم الاختيار بمعرفة طليمات ومحمد النشمي.

الأعمال الدرامية
وفي مجال الأعمال الدرامية لا بد من القول إن الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، حيث بدأ تلفزيون الكويت بثه الرسمي في 15 نوفمبر 1961م. وذلك من الحي الشرقي من مدينة الكويت، وكان المقر في تلك الفترة عبارة عن غرف تتوزع عليها كل أنشطة التلفاز من إخراج وبث للبرامج والأخبار والإدارة وكل قطاعات التلفاز، وكان بث التلفزيون يلتقط في بقية أقطار الخليج بوضوح في الأوقات التي تشتد فيها الرطوبة صيفًا. وقامت دولة الكويت في عام 1969م. بإنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي تحت اسم "تلفزيون الكويت من دبي". وقبل انطلاق التلفزيون الرسمي بسنوات طويلة، عرفت الكويت بثا تلفزيونيا خاصا على نطاق محدود.
ويعتبر التلفزيون الكويتي الأكثر نشاطا في منطقة الخليج، حيث ساهم كثيرًا في تطور الدراما التلفزيونية في الكويت ومنطقة الخليج. ولذلك تعتبر جميع كلاسيكيات الدراما التلفزيونية الخليجية اليوم هي دراما كويتية بممثلين كويتيين، وهي في معظمها دراما يحن لها أهل الخليج كثيرا اليوم.
وتوجت الكويت مؤخرا مشهدها الثقافي بافتتاح مركز الشيخ جابر الثقافي والذي يضم ثلاثة مسارح أحدها مسرح أوبرا مجهزا وفق أحداث التقنيات.