مؤشرات تؤكد أن ترامب لا يعتزم التراجع

الحدث الاثنين ٢٠/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
مؤشرات تؤكد أن ترامب لا يعتزم التراجع

مسقط – محمد البيباني
الإشارات والمعطيات المقبلة من واشنطن تؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواصل السير ضد التيار غير عابئ بمعطيات ومحددات السياسة في بلاده.
ولعل الأخبار التي تناولتها وكالات الأنباء أمس حول اعتزامه إصدار قرار حظر سفر جديد يشمل نفس الدول السبع التي شملها قراره السابق والذي تم تعليق العمل به بحكم قضائي، تؤكد أن ترامب لن يتنازل عن خططه وتوجهاته مهما كلفه الأمر وكلف بلاده.

قرار جديد
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن القرار التنفيذي الجديد للرئيس دونالد ترامب، المتعلق بحظر السفر إلى الولايات المتحدة، ربما يتم توقيعه في وقت مبكر بحلول الثلاثاء المقبل، وربما يشمل نفس الدول السبع التي شملها القرار الأول.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الداخلي قوله، إن القرار الجديد لن يوقف المقيمين من حاملي البطاقات الخضراء أو المسافرين الموجودين بالفعل على طائرات تدخل الولايات المتحدة.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن مسودة القرار التنفيذي الجديد، الذي من المتوقع أن يصدره ترامب بعدما أوقف القضاء الأمريكي قراره الأول، تبيّن أن الرئيس يخطط للإبقاء على القيود المفروضة على نفس الدول السبع التي شملها القرار الأول.
وقالت صحيفة "إكسبرس" البريطانية، التي نقلت ما ذكرته وول ستريت، إن جون كيلي، الجنرال في قوات المارينز الأمريكية والذي تم تعيينه في فريق ترامب، قال أمام مؤتمر ميونيخ الأمني إن الرئيس الأمريكي يعمل على قرار تنفيذي محسن هدفه تفادي الارتباك الذي تسبب فيه القرار الأول.
وأشار كيلي إلى أن الرئيس يفكر في تقديم نسخة أكثر تبسيطاً وأكثر صرامة من القرار الأول، مشيراً إلى أنه سيحظى بفرصة للعمل على خطة تمهيدية خاصة للتأكد من أن أحداً لن يعلق في نظام الانتقام من الخارج إلى المطارات الأمريكية.

"صميم سلطاتي"
من جانبه رفض ترامب اعتراض المحاكم على القرار التنفيذي بشأن الهجرة، قائلاً "إن القانون ينص على أن من صميم سلطاته منع دخول أشخاص يمثلون خطراً على المصالح الأمريكية".
ونقلت قناة الحرة الأمريكية أمس الأحد عن ترامب قوله، في تجمع جماهيري بفلوريدا، إنه سيتخذ قراراً الأسبوع المقبل بشأن الهجرة وذلك من أجل حماية أمن البلاد.
وأشار إلى أن دولاً مثل ألمانيا والسويد وفرنسا وبلجيكا شهدت وقوع عمليات إرهابية بينما تسمح الولايات المتحدة بدخول الآلاف لأراضيها دون اتخاذ إجراءات فحص مناسبة.
وأكد أنه يرحّب في الوقت نفسه بالقادمين الذين يظهرون احتراماً للقيم الأمريكية ويمكن أن يكونوا نافعين للبلاد وليس الذين لديهم أفكار سيئة عن الولايات المتحدة.
كما كشف ترامب أنه سيقدم خلال الأسبوعين المقبلين خطة جيدة بديلة عن نظام الرعاية الصحية "أوباما كير" الذي وصفه بـ"الكارثة"، متعهداً بنظام أكثر جودة وأقل تكلفة.

وثائق
في السياق ذاته ذكرت مسودتا مذكرتين اطلعت رويترز عليهما وأوردتهما في البداية مؤسسة مكلاتشي الإخبارية يوم السبت، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم إصدار توجيهات لمسؤولي الهجرة كي يوسعوا بشكل كبير فئات المهاجرين الذين يهدفون إلى ترحيلهم.
وقال مصدران مطلعان على هذه الخطط لرويترز إن الوثيقتين وافق عليهما وزير الأمن الداخلي جون كيلي، ولكنهما قيد المراجعة النهائية من قِبل البيت الأبيض.
وبموجب هذه الأوامر يواجه مئات الآلاف إجراءات ترحيل سريعة من بينهم أشخاص لم تكن لهم سابقاً أولوية الترحيل في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وتعد هذه الأوامر إرشادات لتوجيه المسؤولين في مجال تنفيذ الأمرين التنفيذيين اللذين وقعهما ترامب في 25 يناير واستهدفا منع عمليات الهجرة في المستقبل واستبعاد مزيد من المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة.

المذكرة الأولى
وتأمر إحدى المذكرتين مسؤولي إدارة الهجرة والجمارك بتجاهل مذكرات أوباما بشأن أولويات الهجرة والتي لم تكن تستهدف بالترحيل سوى الوافدين الجدد والمهاجرين الذين أدينوا بارتكاب جرائم. وبدلاً من ذلك فإن المهاجرين الذين وُجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم ولكن لم يدانوا ستكون لهم الأولوية في الترحيل. وتعطي الإرشادات أيضاً موظفي الهجرة والجمارك حرية تصرف واسعة في تحديد الشخص الذي سيتم ترحيله واعتبار أي شخص موجود في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني خاضعاً للترحيل.
وتُبقي الإرشادات الأمر التنفيذي الذي أصدره أوباما في 2012 والذي يحمي 750 ألف شخص جاؤوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني مع آبائهم. وجرت مناقشات ساخنة بشأن مصير هذه السياسة داخل البيت الأبيض وذلك وفقاً لما قالته مصادر أطلعت على هذه المناقشات.
وتوضح أيضاً مذكرة إدارة الهجرة والجمارك أن المهاجرين لن تكون لهم حقوق مكفولة بموجب قوانين الخصوصية الأمريكية.

المذكرة الثانية
وتوجه المذكرة الثانية تعليمات لمسؤولي إدارة الجمارك وحماية الحدود بشن حملة على الهجرة غير الشرعية على الحدود من خلال احتجاز المهاجرين إلى أن يُفصل في حالتهم.
ولم تنفِ إدارة الأمن الداخلي أي معلومات وردت في مسودتي المذكرتين ولكنها لم تعطِ تفاصيل أخرى.
وقال مصدر مطلع على الإرشادات إنه كان من المقرر توزيع المذكرتين يوم الجمعة ولكن البيت الأبيض طلب في آخر دقيقة مراجعتهما. ولم يُعرف ما إذا كان البيت الأبيض قد يغيّر هذه التوجيهات.
وقال كيلي في إحدى المذكرتين إن الهجرة غير الشرعية عبر حدود الولايات المتحدة مع المكسيك "أوجدت نقطة ضعف كبيرة في الأمن القومي للولايات المتحدة".

........................

الرئيس الأمريكي يعاني لملء المناصب العليا بسبب المعارضة وبحثه عن الولاء

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب، القادم من خارج المؤسسة في واشنطن لكنه يطالبها بالولاء، يعاني لملء المناصب العليا الشاغرة في إدارته، مما يعكس خلافاً عميقاً بينه وبين تلك المؤسسة.
وتشير الصحيفة إلى أنه خلال فترة انتقال السلطة لترامب، تشاور فريقه مع إليوت أبرامز للمساعدة في بناء إدارة جديدة، وأرسل أبرامز، وهو مسؤول جمهوري مخضرم في السياسة الخارجية، قوائم بمرشحين محتملين للمناصب المتعلقة بالأمن القومي، لكن الرد من فريق ترامب جاء بالرفض، وكان السبب ثابتاً في كل مرة للرفض، هذا قال أشياء مهينة لترامب خلال الحملة، وذاك وقع خطاباً يعارضه.
وأخيراً، طلب البيت الأبيض من أبرامز نفسه أن يلتقي بالرئيس ليصبح نائباً لوزير الخارجية، قبل أن يتكرر الأمر نفسه معه ويتم رفضه لانتقاداته السابقة لترامب.
وتقول نيويورك تايمز إن تجربة أبرامز قد أصبحت دراسة حالة في التحديات التي لا يزال ترامب يواجهها في ملء المناصب العليا بعد شهر من توليه الرئاسة، فلا يزال الرئيس الأمريكي يركز على ما دار في الحملة الانتخابية، وهو يطبق اختبار الولاء على بعض المسؤولين المحتملين.
من جانبهم، رد العديد من الجمهوريين على ما حدث مع أبرامز باستياء، مما جعلهم حذرين بدرجة كبيرة إزاء الانضمام إلى إدارة لا تستطيع تجاوز الماضي.
وتقول نيويورك تايمز إنه في الوقت الذي يلتقي فيه ترامب مع مرشحين لمنصب مستشار الأمن القومي في فلوريدا، فإنه يترأس حكومة لا تزال المناصب العليا فيها شاغرة، حيث ينتظر 6 من بين 15 من وزراء الحكومة التصديق على ترشيحهم في مجلس الشيوخ، بسبب معارضة الديمقراطيين لأغلب اختيارات الرئيس، وحتى بعض الوزراء الذين تولوا مناصب بالفعل ربما يشعرون بأنهم وحيدون في وزاراتهم.