معارضة ترامب.. إلى أين قد تصل؟

الحدث الأحد ١٩/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٢ ص

مسقط – محمد البيباني

حالة ترقب وترصد مشوبة بالخوف والحذر يعيشها قطاع عريض من الشعب الأمريكي لن تجعل ولاية الرئيس الأمريكي ناعمة كسابقاتها وستلقي بظلالها على الوضع السياسي الأمريكي في حالة غير مسبوقة بين استعداد مدن أمريكية للتظاهر ضده وبين تخطيط البعض الآخر للعصيان المدني ومقاطعة الضرائب تتصاعد حركات معارضة ترامب بشكل سريع.

السؤال الذي يفرض نفسه هو.. إلى أي مدى ممكن أن تصل هذه المعارضة وهل يمكننا أن نشاهد نسخة أمريكية من الربيع العربي؟ الأيام والشهور المقبلة هي فقط من تحمل الإجابة عن هذا التساؤل الذي يظل احتمال حدوثه مفتوحاً في ظل معطيات المشهد الأمريكي تحت إدارة ترامب.

عصيان مدني

قالت صحيفة “جارديان” البريطانية، إن بعض الأمريكيين يخططون لعدم دفع ضريبة الدخل الفيدرالية، كنوع من “العصيان المدني” ضد الإدارة الأمريكية الجديدة، مشيرة إلى نشوء حركة مقاومة من خلال الامتناع عن دفع الضرائب.
كانت الحرب على فيتنام (1955 - 1975)، هي آخر مرة لجأ فيها الأمريكيون لهذه الوسيلة، لحث الحكومة على إنهاء القتال، بحسب ما أوردته صحيفة “جارديان” في تقرير لها الأربعاء الفائت.
وقالت روث بن، منسقة اللجنة الوطنية لتنسيق حرب مقاومة الضرائب: ”قضت قلة قليلة من الناس فترة في السجن لعدم دفعهم الضرائب، كوسيلة صريحة للمقاومة السياسية”، مشيرة إلى أن تغريمهم وإضافة فوائد على الضرائب غير المدفوعة هي العواقب الأكثر احتمالاً.
وأكدت روث بن أن حماسة المواطنين للفكرة ازدادت في عهد الرئيس دونالد ترامب، ولكن بحذر، إذ تضاعف عدد الزيارات لموقع اللجنة في الأسابيع القليلة الفائتة، ووصل إلى 1500 زيارة يومياً، بحسب تصريحات “روث” للصحيفة البريطانية، منوهة بأن حوالي 8 آلاف أمريكي يرفضون دفع الضرائب الفيدرالية كنوع من العصيان المدني، وأنها تتوقع زيادة الرقم.

رشق الموكب بشيء مجهول

في مظهر آخر فتح جهاز الخدمة السرية، المكلف بحماية الرئيس الأمريكي، تحقيقاً بعد أن تم إلقاء شيء غير محدد باتجاه موكب دونالد ترامب الذي كان في طريقه إلى مقر قامته في ولاية فلوريدا.
وكان الموكب الرئاسي يتنقل الجمعة من مطار بالم بيتش إلى مقر الإقامة الفاخرة لترامب في مارالاغو، عندما ألقي شيء غير محدد على ما يبدو باتجاه الموكب.
وقال الجهاز في بيان “إن جهاز الخدمة السرية يؤكد أن شيئا ما ألقي على ما يبدو على الموكب بعد ظهر أول أمس (الجمعة)”. وأضاف: ”نحن نجري تحقيقاً، وليس لدينا ما نضيفه حاليا”.
وغالبا ما ينتشر عدد من مؤيدي ترامب ومعارضيه على جانب الطريق خلال تنقلاته بالسيارة. وفي بالم بيتش قام مؤيدو ترامب باستقباله على جانب الطريق حاملين لافتات كتبوا عليها “أهلا بك في المنزل”.

مظاهرات مناهضة

نظمت أمس الأول الجمعة احتجاجات لليوم الثاني على التوالي ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عدة مدن بأنحاء الولايات المتحدة في حين حث نشطاء الأمريكيين على عدم الذهاب إلى العمل والمدارس تعبيراً عن المعارضة.
وقالت جماعة سترايك فور ديموكراسي (أضربوا من أجل الديمقراطية) وهي إحدى الجماعات المنظمة لما تطلق عليه اسم الإضراب العام في 17 فبراير إن نحو 16 ألف شخص استجابوا لصفحة على فيسبوك لمسيرة في حديقة واشنطن سكوير بارك في نيويورك أمس الأول الجمعة بالتوقيت المحلي. وجاء على صفحة (إف 17) على فيسبوك:”هذه الطريقة التي سنمنع بها ترامب والمؤسسة الفاسدة بأكملها قبل أن يدمرونا ويدمروا الكوكب الذي نطلق عليه وطننا”.
وهناك احتجاجات مقررة أيضا في مدن كبيرة وصغيرة في أنحاء البلاد ومنها شيكاجو ونيو أورليانز وماسون سيتي وأيوا. وحثت سترايك فور ديموكراسي الأمريكيين على عدم الذهاب للعمل والمشاركة في خدمة مجتمعية. واقترحت على المواطنين أن يحجموا عن الشراء والتبرع في المقابل بثمن وجبة غداء لقضية مهمة وأن يتصلوا بممثليهم في الكونجرس بشأن الإضراب.
وقال ميشيل رودينو كولوسينو أحد منظمي الإضراب لقناة “إن.بي.سي نيوز” إنه بعد طرح فكرة “الإضراب العام” على الإنترنت انتشرت من تلقاء نفسها إذ قام عشرات المنظمين بالعمل على نحو مستقل لتنظيم فعاليات احتجاجية.
وقالت جماعة سترايك فور ديموكراسي على موقعها الإلكتروني إن الاحتجاج يستهدف وقف “الهجوم الاستبدادي على حقوقنا الأساسية والدستورية” والنيل من النساء والمسلمين والمهاجرين وآخرين.

احتجاج

تأتي هذه الاحتجاجات المقررة في أعقاب احتجاج نظم في أنحاء البلاد أمس الخميس تحت اسم (يوم بلا مهاجرين) ضد سياسات ترامب بخصوص الهجرة. وأغلقت شركات أبوابها وغاب تلاميذ عن فصولهم الدراسية ونزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع لإبراز أهمية المهاجرين للاقتصاد الأمريكي.
ووقع ترامب الذي تولى الرئاسة الشهر الفائت أمراً تنفيذياً يحظر مؤقتاً دخول المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة وجميع المهاجرين إلى الولايات المتحدة. وعلقت محاكم اتحادية العمل بهذا الأمر.
ومنذ تنصيبه في 20 يناير يواجه ترامب موجة مستمرة من الاحتجاجات والمسيرات أبرزها سلسلة من المسيرات الجماعية التي شارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص بعد يوم من تنصيبه.