نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس تزور مشروع «مليون نخلة» بسمائل إنشاء 11 مزرعة تتسع لـ600 ألف نخلة في المحافظات

بلادنا الأحد ١٩/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص

سمائل - صالح فايز الرواحي

في إطار التعاون العلمي بين جامعة السلطان قابوس والمديرية العامة لمشروع زراعة مليون نخلة بديوان البلاط السلطاني، وذلك في مجالات الزراعة العلمية للنخيل، ومكافحة آفات النخيل، وطرق الحصاد العلمي، والمستخرجات الغذائية والطبية والدوائية من منتجات النخيل الثانوية، وإنشاء مراكز علمية بين الجانبين، قامت نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات والبحث العلمي د. رحمة بنت إبراهيم المحروقية بزيارة ميدانية صباح يوم الخميس الفائت إلى مزرعة مليون نخلة بولاية سمائل.

وقد رافقها خلال الزيارة المدير العام للمشروع بديوان البلاط السلطاني د. سيف الشقصي، ونائب والي سمائل الشيخ سلطان البطاشي وعدد من المسؤولين للاطلاع على المشروع ومناقشة أوجه التعاون بين الجانبين وكيفية تنفيذ البحوث العلمية وطرق تنفيذها.

وتأتي هذه الزيارة بهدف زيادة التنسيق العلمي بين المديرية والجامعة، من خلال فتح المجال أمام المراكز البحثية بالجامعة لإجراء العديد من البحوث العلمية المتعلقة بقطاع النخيل والتمور والمياه والتربة والتكنولوجيات الحديثة المستخدمة في القطاع الزراعي، إلى جانب تبادل الخبرات العلمية والبحثية بين الجانبين، والعمل على تنمية القدرات الوطنية العمانية في مجال البحث العلمي المتعلق بقطاع النخيل في السلطنة. وستسهم هذه البحوث والدراسات في تطوير قطاع النخيل بالسلطنة وتنميتها وإيجاد السبل الناجحة لتكون داعما ورافدا للاقتصاد الوطني بالسلطنة.وأكد المدير العام لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني د. سيف بن راشد الشقصي أن جامعة السلطان قابوس بما لديها من خبرة عملية معرفية وبحثية في مجال الزراعة وبالأخص في مجال النخيل تملك دورا كبيرا في هذا الجانب، وهناك تعاون مستمر منذ أن ابتدأ المشروع للتعرف على الكثير من النباتات المتعلقة بالنخيل والأمراض التي تصيبها وإنتاجها، وهذه كلها أمور بحثية نتعاون فيها مع جامعة السلطان قابوس، بخاصة وأن المشروع ينتهج في عملية الاستزراع الطرق العلمية الحديثة المتطورة، ودورنا هو رصد كل ما يتعلق بجوانب تطوير المنتج منذ زراعة النخلة حتى إثمارها، فهذه المعلومات والبحوث والدراسات التي تجمع ستؤثر إيجاباً في نوعية المنتج وتطوير النخيل سواء كان في المشروع أو في السلطنة بشكل عام.
وأضاف: لقد تمكنا من إنشاء (11) مزرعة في مختلف محافظات السلطنة وهذه المزارع تتسع لأكثر من (600) ألف نخلة، وابتدأت بعض المزارع العام الفائت في جني ثمارها التي وصلت إلى كميات كبيرة بلغت (300) طن وقد تم بيعها، وهذا العام سيكون الإنتاج وفيرا وربما سيتضاعف ليصل إلى (600) طن، ومزرعة سمائل بدأت في عملية الإثمار وسيستمر الإنتاج في السنوات المقبلة حسب عمر النخلة. وأضاف الشقصي: سيشهد الأسبوع المقبل توقيع اتفاقية مع وزارة التجارة والصناعة في مجال الاستثمار والدراسات المتعلقة بالصناعات الابتكارية، أما شركاؤنا في هذا الجانب فهم: شركة التنمية ومركز الابتكار الصناعي، وخلال المستقبل القريب سيتم إنشاء العديد من المصانع تعنى بالتمور إلى جانب المنتجات الثانوية، ومن خلال الاتفاقية مع شركائنا سندرس (16) منتجا ابتكاريا وجميع هذه المنتجات سترفد الصناعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة باحتياجاتها بإذن الله.
وفيما يتعلق بمزرعة سمائل قال د. الشقصي إن مزرعة سمائل التي تقع في قرية الهوب تعتبر أقرب مزرعة إلى محافظة مسقط، وهي تتسع لـ 10 آلاف نخلة، حيث تمت زارعة 3500 نخلة متوزعة من أصناف الفرض والخلاص وأبو نارنجة، وتستخدم المزرعة مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا لري النخيل، ونظم الري الحديثة التي تعتمد في تشغيلها على وحدات تحكم إلكترونية مرتبطة بوحدة «أرصاد جوية» متقدمة تقام بالمزرعة لقياس العوامل الجوية والمناخية بهدف تحديد كمية المياه المطلوبة حسب الظروف الجوية السائدة، ويوجد بالمزرعة مركز تحكم مركزي لتقليل الوقت والجهد والمال في إدارتها ومراقبة أنظمتها وتشغيلها والتحكم بها إلكترونياً عن طريق برامج المراقبة عن بعد. كما سيتم خلال الفترة المقبلة إنشاء مختبر مركزي في مزرعة سمائل متعدد التخصصات يخدم جميع مزارع المشروع لإجراء البحوث العلمية والدراسات الأساسية والتطبيقية على النخيل ومنتجاتها بهدف تحسين وتعزيز إنتاجها كماً ونوعا، حيث يؤمل أن تلعب هذه البحوث دوراً أساسياً في الابتكارات العلمية والتكنولوجية في مجال زراعة النخيل وخدماتها في السلطنة والمنطقة، حيث ستشمل هذه البحوث والدراسات مجالات المراقبة البيئية ونظم المعلومات وبحوث التربة والمياه والبستنة ووقاية النبات وتصنيع التمور والميكنة الزراعية.
أما نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي د. رحمة بنت إبراهيم المحروقية فقالت: الزراعة من أهم مقومات التنمية في عمان، وجامعة السلطان قابوس ممثلة في مراكزها البحثية وكلية العلوم البحرية تضع كل طاقاتها وخبراتها لخدمة هذا المشروع الذي من الممكن أن يستغل في تطوير البحث العلمي في جميع المجالات، ومشروع المليون نخلة سيجلب للسلطنة قدرة إنتاجية في مجال التمور، وهنا تلعب الجامعة دورا كبيرا في مساعدة وإنجاح هذا المشروع الوطني ليرقى بصناعاته وأبحاثه. ولا شك بأن المشروع متكامل وهناك الكثير من المراحل التي سيمر بها ومنها ما يعتمد على الإنتاج والبحوث التي تهدف إلى تطوير النخلة والصناعات القائمة عليها.جدير بالذكر أن المشروع يعكس الرؤية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أعزه الله- في تعظيم وترسيخ مكانة النخلة ورعايتها والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري العماني بأن تبقى النخلة العمود الفقري للأمن الغذائي في السلطنة والاستفادة مما وصل إليه العلم من تطور في مجال الزراعة.
وتتوزع مزارع المشروع على مختلف المحافظات في السلطنة، ففي محافظة الظاهرة توجد 3 مزارع (عبري ومسروق والصفا)، وفي محافظة البريمي توجد مزرعتا (الوجن والقابل)، أما في محافظة الداخلية فتوجد مزرعتا (نزوى وسمائل)، وفي محافظتي شمال وجنوب الشرقية مزرعتا (إبراء والكامل والوافي)، وفي محافظة ظفار مزرعتا (النجد ورحب). وتختلف أعداد الفسائل بين مزرعة وأخرى حسب المساحات الزراعية والإمكانيات المائية والتي تنقسم إلى قسمين في الوقت الراهن (المياه الجوفية والمياه المعالجة ثلاثياً)، حيث تتراوح أعداد النخيل في كل مزرعة بين عشرة آلاف إلى مئة ألف نخلة.