قاتلة "كيم جونج نام".. خُدعت ولم تكن تعلم بالاغتيال

الحدث السبت ١٨/فبراير/٢٠١٧ ١٤:٠٢ م
قاتلة "كيم جونج نام".. خُدعت ولم تكن تعلم بالاغتيال

لندن - ش
طلب معدو حيلة "الكاميرا السرية" من فتاتين رش "ماء" على وجه أحدهم في مكان عام، لتصوير ردة فعله، واختاروا لهما شخصاً كان الاثنين الفائت في قاعة المغادرة بمطار العاصمة الماليزية كوالالمبور، وطلبوا منهما استهدافه برشات "ماء" على وجهه من الأمام والخلف بأسرع وقت ممكن ثم الفرار، فانطوت الحيلة على الأندونيسية Siti Aishah وشريكتها الفيتنامية Doan Thi Huong وقامتا بدورهما تماماً، مع اختلاف لم تكونا تدريان به على الإطلاق، وهو أن محتوى العبوات لم يكن ماء، بل أحد أشد السموم فتكاً، وبه سقط كيم جونج- نام، الأخ الأكبر غير الشقيق للدكتاتور الكوري، قتيلاً بثوان معدودات، بحسب ما جاء في موقع العربية نت.
الكاشف عن هذه المعلومات الغريبة والمفاجئة، ليس أياً كان، بل تيتو كارنافيان القائد العام للشرطة الأندونيسية، وقاله لصحيفة China press الناطقة بالصينية في ماليزيا، وقرأته "العربية.نت" مترجماً عن موقعها، المعزز خبره بتصريح أدلى به إليها في اليوم نفسه أمس الجمعة محمد يوسف كالا، نائب الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، حيث ذكر أن الأندونيسية "سيتي عيشة" التي اعتقلوها الخميس لقذفها وجه كيم بسم كيميائي قتله "هي ضحية لضحية.. خدعوها لتقوم ما ظنت أنه مزحة إعلامية، لأحد برامج الواقع التلفزيونية" وفق اختصار ما لديه من معلومات، مستندة إلى التحقيق بالأساس، فيما أعلنت ماليزيا اليوم أنها اعتقلت واحداً من 4 عملاء أجانب تبحث عنهم وخططوا للاغتيال، وهو يحمل جواز سفر من كوريا الشمالية وعمره 47 سنة.

رشت محتواها بوجهه وهي تظنه ماء
كارنافيان، القائد العام للشرطة، ذكر أيضاً أن "عيشة" البالغة 25 سنة، وقعت في فخ لعملاء أجانب، أوهموها بأنها ستقوم بحيلة "كاميرا سرية" لبرنامج تلفزيوني "وسبق لها أن قامت بالدور نفسه 3 أو 4 مرات في الماضي لقاء دولارات قليلة، ولكن على رجال آخرين، وبرشات ماء حقيقية، بدل السم بحسب ما قال عن مخطط اغتيال نادر.
أما شريكتها الفيتنامية Doan Thi Huong البالغة 28 سنة، فأخبرت الشرطة الماليزية حين اعتقالها الأربعاء الفائت، أنها كانت تعتقد أن ما كان يجري هو حيلة "كاميرا سرية" لإعداد شريط فيديو "يوتيوبي" أيضاً، وشاهدها عدد ممن كانوا في قاعة المغادرة بالمطار وهي تنقضّ على كيم جونج نام من الخلف وتغطي وجهه بقطعة قماش مبللة بما كانت تعتقد أنه ماء، إلا أنه كان ممزوجاً بماء حرق عينيه، في وقت أقبلت عليه "ستي عيشة" وبيدها ما يشبه إبرة قذفت محتواها في وجهه، وهي تظن بأنه ماء، ثم فرت الاثنتان كل إلى فندقها، بحسب ما كان مطلوب منهما.

بقيت بثيابها نفسها طوال 3 أيام
في تقرير China Press أيضاً، أن الأندونيسية والفيتنامية، كانتا تعملان "في الملاهي" بالصين، وفي إحدى المرات تعرفت الفيتنامية إلى "أحدهم" طلب منها تجنيد فتاة أخرى للقيام بدور معها في برنامج "كاميرا سرية" تلفزيوني "ثم قدمها إلى 4 رجال آخرين، تعتقد ماليزيا بأنهم عملاء أجانب، وتطاردهم الآن لاعتقالهم"، وفق تعبير الصحيفة التي قالت إن قرائن كثيرة تؤكد صحة ما قاله القائد العام للشرطة الأندونيسية، منها حالة الفقر المدقع للفتاتين.
الفيتنامية نزلت قبل "الكاميرا السرية" بفندق مستواه نجمتين من الأرخص، في منطقة Sepang المجاورة لمطار كوالالمبور وهو Qlassic Hotel واختارت أرخص غرفة من دون نوافذ لتدفع أجرة أقل، حيث أجرة نزول شخص لليلة واحدة هي 27 دولاراً، بحسب مراجعة "العربية.نت" لأسعاره، ثم غادرته في اليوم التالي بعد أن وجدت واحداً أرخص، مستواه نجمة واحدة في المنطقة نفسها، وهو CityView Hotel البالغة أجرة نزول شخص بأرخص غرفه لليلة واحدة 17 دولاراً، وفي الفندق الثاني ذكر عامل لوكالة "رويترز" أنها قصت شعر رأسها في الغرفة بعد أن طلبت من إدارته إعارتها مقصاً، ثم غادرت الفندق باكراً صباح الاثنين إلى المطار، وعادت منه (بعد الكاميرا السرية) وعلى ملامحها "علامات الاسترخاء"، كما قال.

ولم يكن مع "ستي عيشة" إلا 300 دولار فقط
وهناك قرينة ثانية على فقرها وسذاجتها، فبعد يومين من "الكاميرا السرية" وقتل كيم جونج- نام، أي الأربعاء الفائت، عادت من فندق نزلت فيه واسمه Sky Star Hotel إلى المطار لتسافر منه إلى فيتنام، مرتدية الثياب نفسها التي ارتدتها عند قيامها بالحيلة التلفزيونية، أي أنها بقيت بملابسها 3 أيام تقريباً. ولما رصدوها بالثياب التي ظهرت فيها بلقطات فيديو صورتها كاميرا مراقبة بالمطار، وهي بلوزة بيضاء ممهورة بأحرف LOL وجوارب وردية، اعتقلوها بسهولة.
أما "ستي عيشة" المولودة في 1992 بمدينة Serang عاصمة مقاطعة "بنتن" في جزيرة "جاوة" الأندونيسية، وفق بطاقة هويتها، ففرت من المطار بعد "الكاميرا السرية" ومضت إلى فندق Flamingo ببلدة Ampang قرب كوالالمبور، فداهمته الشرطة واعتقلتها بعد وصول معلومات عن وجودها فيه، كما اعتقلوا صديقاً ماليزياً معها، هو من نقلها وشريكتها الفيتنامية من فندقيهما إلى المطار، حيث قامتا بالحيلة التي انتهت باغتيال لم تكونا تدريان حقيقته، وبغرفتها الفندقية عثروا على 300 دولار وهاتفين جوالين وحقيبة يد نسائية فقط.