أسابيـع «مأزومة» لتــرامـب 3

الحدث الخميس ١٦/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
أسابيـع «مأزومة» لتــرامـب

3

مسقط – محمد البيباني

يبدو أن طريق الرئيس الأمريكي أكثر وعورة مما كان يتصور أثناء حملته الرئاسية وتصريحاته الحماسية التي كانت تملؤه الثقة في إمكان تحقيقها...

ثلاثة أسابيع فقط مرت عليه في البيت الأبيض مني خلالها بعدة انتكاسات من الطبيعي أن تدفعه لإعادة النظر في منهجه وفكره السياسي حتى لا يستفحل الأمر ويصل إلى حد لا يمكنه التعايش معه أو السيطرة عليه خاصة في ظل حالة الترقب والترصد التي تحيط به داخلياً وخارجياً.

روسيا في الصدارة

في الثالث عشر من فبراير أجبر مايكل فلين مستشار الرئيس للأمن القومي على الاستقالة بعد أن كشفت معلومات صحافية عن قيامه باتصالات مع سفير روسيا في حين أن الرئيس السابق باراك أوباما كان لا يزال في البيت الأبيض.
ورد المتحدث باسم الكرملين في اليوم التالي: قائلاً: «إنها مسألة داخلية تخص الولايات المتحدة ولا علاقة لنا بها».
من جانبها أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أعضاء في فريق حملة دونالد ترامب أجروا اتصالات متتالية مع مسؤولين كبار في أجهزة الاستخبارات الروسية خلال العام الذي سبق فوزه بالرئاسة.
وذكرت الصحيفة في نسختها الإلكترونية نقلا عن «أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين»، أن مكالمات هاتفية مسجلة وسجلات هاتفية كشفت عن هذه الاتصالات المتكررة مع أجهزة الاستخبارات الروسية.
وكتبت الصحيفة استنادا إلى ثلاثة من المسؤولين طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب التحقيق الجاري حالياً أن «المحققين وأجهزة الاستخبارات الأمريكية اعترضوا هذه الاتصالات في حوالي الفترة ذاتها التي اكتشفوا خلالها أدلة على محاولات روسية لبلبلة سير الانتخابات الرئاسية من خلال قرصنة حسابات اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي».
ولم يتم توضيح طبيعة هذه الاتصالات.
وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحقق لمعرفة «ما إذا كانت حملة ترامب متواطئة مع الروس في عمليات القرصنة أو محاولات أخرى للتأثير على سير الانتخابات».
وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى الصحيفة أنهم لم يجدوا حتى الآن أي أدلة تشير إلى مثل هذا التعاون.
من جانبه، سعى ترامب الى استيعاب الأزمة التي نتجت عن استقالة فلين مما يطرح تساؤلات حول حسن اختياره لأعضاء لفريقه وحول علاقاته مع موسكو.
وبعد أقل من شهر على توليه مهامه وبعد أيام على الضربة التي تلقاها إثر تعليق القضاء لمرسومه المناهض للهجرة، يجد الرئيس الأمريكي نفسه مضطراً لأن يستبدل شخصية أساسية في فريقه.
من جانبه صرح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان على علم منذ أسابيع بأزمة المكالمات الهاتفية بين مستشاره السابق للأمن القومي والسفير الروسي بأمريكا، وأنه كان يتم التحقيق في الأمر، حسبما نقلت عنه صحيفة الجارديان البريطانية. وبحسب تصريحات سبايسر، فإن ترامب علم أول مرة بأمر الاتصالات، التي تضمنت مناقشة رفع العقوبات عن روسيا، في 26 يناير.
وأوضح سبايسر أن ما دفع الرئيس ترامب إلى أن يطلب من مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي، تقديم استقالته هو «تآكل الثقة» بعد أزمة المكالمات، مؤكداً أن ما قام به فلين لم يكن انتهاكًا من أي نوع ولكنه مرتبط بالثقة في شخصه.
ونفى سبايسر بشكل قاطع أن يكون ترامب قد طلب من فلين مناقشة قضية العقوبات المفروضة على موسكو مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك، خلال المحادثات التي دارت بينهما في ديسمبر الفائت، وذلك ردًا على سؤال من أحد الصحفيين.

مرسوم الهجرة

في 27 من يناير وقع دونالد ترامب مرسوم «حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة». هذا الحظر المؤقت لمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية، والذي ترافق أيضاً مع منع دخول اللاجئين لفترة أربعة أشهر، أثار فوضى في مطارات الولايات المتحدة، والغضب الشديد في العالم. كما نزل المتظاهرون الأمريكيون إلى الشارع للتعبير عن رفضهم للمرسوم. في الثامن والعشرين من يناير حصلت جمعيات للدفاع عن الحقوق المدنية من قاض فدرالي في نيويورك على قرار يمنع طرد الأشخاص الذين أوقفوا في المطارات ومنعوا من دخول الأراضي الأمريكية بموجب مرسوم ترامب.

وفي الثالث من فبراير جمد قاض فدرالي في سياتل (ولاية واشنطن) بشكل مؤقت مرسوم ترامب على كامل الأراضي الأمريكية. وهو قرار أكدته محكمة استئناف في سان فرانسيكو في التاسع من فبراير.

جدار المكسيك

في الخامس والعشرين من يناير وقع ترامب مرسوماً بإطلاق مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية، تنفيذاً للوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية.
وألغى الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو زيارة له إلى واشنطن كانت مقررة في الحادي والثلاثين من يناير احتجاجاً على إصرار نظيره الأمريكي على قيام المكسيك بدفع نفقات بناء الجدار.