مختصون ومهتمون يؤكدون: لا عيب في مراجعة الأطفال للعيادات النفسية

بلادنا الأربعاء ١٥/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
مختصون ومهتمون يؤكدون:
لا عيب في مراجعة الأطفال للعيادات النفسية

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد مختصون ومهتمون أن العلاج النفسي للأطفال لا يعني وجود خلل عقلي كما يعتقد البعض، وإنما هي مرحلة محددة يستطيع الطفل التغلب عليها إذ ما وجد العلاج السليم والبيئة المناسبة.

فقد أكدت عضوة مجلس الدولة المكرمة صباح بنت محمد البهلانية- وهي من المهتمات بالصحة والطفل- أن الطفل قد يولد وهو يعاني من بعض المشاكل النفسية أو قد تنشأ تلك المشاكل خلال إحدى مراحل حياته بسبب عوامل معينة منها المشاكل الأسرية والعنف ومنها التأثر بالتكنولوجيا الحديثة، لذا فإن على الأسر التعامل مع هذه المشاكل بالطرق السليمة واستشارة أهل الاختصاص لضمان تخطي الطفل تلك المرحلة وعدم تأثيرها على جميع نواحي حياته مستقبلا.
وأضافت البهلانية أن المجتمع لديه بعض الأفكار الخاطئة المتعلقة بهذا الموضوع، إذ يعتقد البعض أن أخذ الطفل إلى المختص النفسي عيب ويعبر عن نقص في قدراته العقلية، كما أن البعض يعتقد أن الطفل لا يعي ما يدور حوله من مشاكل ودائماً يردد «الطفل لا يفهم»، مؤكدة أن الطفل قد لا يكون مستوعباً المشكلة ولكنه يشعر بأنها موجودة فيتأثر نفسياً، وأن ذهابه إلى الأخصائي النفسي ليس عيباً أو أمراً سيئاً، فكل فرد منا يمر في مرحل حياته بمشاكل نفسية لأسباب عدة منها وفاة أحد أفراد الأسرة أو تعرضه لموقف معين أو خلافات أسرية أو مشاكل مادية، وغيرها الكثير مما يؤثر على نفسيته فما بالك بالصغار، وهذا ليس معناه أنه يوجد تخلف عقلي إنما هو مرحلة محددة من حياته وقد يحتاج إلى من يساعده لتخطيها، مشيرة إلى الحاجة إلى رفع وعي الأسر بالأساليب التربوية الصحيحة.
وبينت البهلانية أن الطفل يتأثر نفسيا ليس فقط بسبب تربية الأسرة ولكن لوجود مقومات خارجية مثل التلفزيون والإنترنت والهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فقد تتولد لدى الأطفال معلومات عن شيء معين وقناعات تفوق قدرات الأسرة على التعامل والتفاعل معها، فنحتاج إلى عمل برامج توعوية للأسر، لتعريفها بكيفية تعامل الأسرة مع أطفالها، فالأساليب التي كان يستخدمها الأجداد والآباء لتأديب أطفالهم وتقويمهم إلى السلوك الصحيح أصبحت لا تجدي نفعا مع الجيل الجديد المنفتح على التكنولوجيا، فيجب أن يكون هناك حوار ومناقشة ووعي لدى الأسرة في كيفية التعامل مع الأطفال في مختلف المراحل.
وأشارت عضوة مجلس الدولة إلى أن التشريعات والقوانين من الممكن أن تعالج بعض المشاكل النفسية في المجتمع، وهناك حاجة إلى وجود تشريعات في المجال التربوي والصحي تحد من المشاكل التي من الممكن أن يتأثر بها الطفل نفسيا فهذه التشريعات لمصلحة الطفل ومصلحة الأسرة عموما، فالتشريعات ليست للعقاب بل تساعد على تكوين بيئة مناسبة مؤكدة الحاجة إلى تطبيق التشريعات الموجودة في هذا المجال.
محمد الحلاب استشاري الأمراض النفسية والعصبية قال: الطفل أكثر تأثرا من غيره، فهو يمر بمراحل من التطور النفسي وتكوين الشخصيـــة منذ ولادته حتى عمر الـ17 سنة، وفي كل مرحلة لا يجد فيها الطفل الظروف الملائمة تتولد لديه العديد مـــن المشاكل النفسية كالوسواس أو عدم الثقـــة بالنفس وغيرها من المشاكل النفسية التي قد تؤثر على جميع نواحي حياته.
وأضاف أن التربية السليمة وعدم التأثر بالعوامل الخارجية هي التي تحمي الطفل نفسيا، لافتا إلى أن هناك العديد من الأطفال في السلطنة يزورون العيادات النفسية لتلقي العلاج المناسب لحالتهم النفسية وهي ظاهرة صحية تدل على وعي مجتمعي بالمشاكل النفسية.
وقال ولي أمر طفل مصاب بمشكلة نفسية، لم يذكر اسمه، أن ابنه أصيب في السنة الرابعة عشرة من عمره بمشكلة نفسية جعلته يشعر بعدم الثقة فيمن حوله، كما أنه يتحدث بصوت عالٍ مع نفسه، وبعد سؤاله عن السبب تبين لنا أنه يعاني من مشكلة نفسية وقد أخذناه للعلاج مع استشاري نفسي، ولله الحمد تعافى من تلك المشكلة وهو الآن بصحة جيدة.