الأبواب..

7 أيام الثلاثاء ١٤/فبراير/٢٠١٧ ٢٠:٤٠ م
الأبواب..

(1)
مال قلبه لسواها..
قال لها: ربي أولادك وانسيني..
فقتلها دون سكين..
تحملت ولكن كرامتها آلمتها..
فطلبت منه الفراق فضحك:
تقفين على أعتاب الخمسين..
مع أربعة أطفال..
فماذا سيضيف لك الطلاق سوى لقب تهابينه..
وشماتة الشامتين..
فقالت له: ذرني وعشّ حياتك ولا تتصنع أني بالنسبة لك رقم..
يا زعيم مملكة الأنانيين.
طلقها واستكان لوضعهما..
وبعد أشهر ترمل ابن خالتها وطلب يدها.. فتزوجته..
وذاقت طعم الراحة والأمان الذي افتقدته منذ سنين..
قال لها في ذروة الصدمة: سأحرمك من أولادك، فقالت له خذهم..
هم اليوم شباب وأنت أولى بهم..
فهجرته زوجته الجديدة سريعا.. وعاش عبدا لأبنائه المتطلبين.
رجاها أن تأخذهم فأبت..
قالت له: خدمتكم لسنين..
عشت خادمة لك ولأبنائك وحان وقت راحتي..
وزوجي يحب السفر وقد أصبحت مثله..
فانعم بحياتي الماضية وكن "ولي أمر" فدورك قد حان..
أما أنا فقد فتح الله لي بابا للسعادة..
وأنا له من الشاكرين..
******

(2)
تخرج وحمل شهادته على كتفه..
شرب من كأس الرفض حتى الثمالة..
صاحب الوسادة هربا من واقع لا يعرف مآله..
قال له بعضهم: أنت متفوق فواصل دراستك..
فبالـ" ماجستير" ستنال مرامك..
أكمل دراسته وعاد لسوق عمل شرس.. فلم يفلح..
فعلق الشهادتين..
واكتأب.. وانكفأ.. وأبيض شعره قبل أوانه..
ملّ اليأس.. وملّ رحى الأيام التي تطحن أحلامه..
افترش الشوارع يبيع أطعمة يجيد إعدادها فشعر بالحياة تدب حول عظامه..
قال لنفسه:
لاتخذ من هذه الهواية عملاً مؤقتا..
حتى يأتي الفرج.. وأشغل الموقع الذي خُلقت من أجله..
وكل شيء يأتي في أوانه..
مرت الأشهر وازدهر عمله البسيط..
ولم يأت قطار أحلامه..
فتح محلاً.. وفتح الله له أبواب رزقه وأجزل له من حنانه..
جاءت الوظيفة بعد 3 سنوات فنظر صاحبنا لشهادتيه..
ونظر لعمله الصاعد الذي أكل فيه من كدّ يديه..
فترك الشهادات على الحائط حيث هي..
وشكر الله على أنه دله على الباب الذي لقى الخير فيه..
وأدمعت عيناه على حظه الذي "ظنّ" أنه عاثر.. فوجد أنه أجمل مما كان يبتغي..
******

(3)
سيفتح الله باباً كنت تحسبه.. من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح..