الضغط النفسي في الطفولة يسبب مشكلات صحية طوال الحياة

برلين
أكد خبراء من الجمعية الألمانية للطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي أن الخلافات العائلية المستمرة وانفصال الوالدين أو حتى ولادة أخ أو أخت تعد أمرا صعبا على نفسية الطفل، وقد يؤثر هذا الضغط النفسي على الطفل في حياته المستقبلية، لذلك يحتاج الوالدان والأطفال إلى الدعم لمواجهة المواقف التي تثير الضغط النفسي، إذن فيجب أن يسعى الوالدان للحصول على المساعدة عندما يمران بأزمة ويشعران بالتوتر بينهما قبل أن يلاحظ الأطفال أن هناك مشكلة.

وبحسب "القدس العربي" تقول ماريا جروسه بردكامب من المؤتمر الألماني للاستشارات التربوية: “يجب على الآباء أن يضعوا في اعتبارهم أن الأطفال يكونون مرتبطين بهم عاطفيا للغاية”. وأضافت: “إنهم يكونون حساسين للغاية تجاه الحالة الذهنية للأشخاص الأقرب إليهم”. ويذكر إنه في ظل الضغط النفسي المستدام يفرز جسم الطفل -على نحو دائم- الكثير من هرمون كريستول، مما يؤثر على وظائف المخ خاصة في المناطق المسؤولة عن التركيز وضبط النفس.

ويكون الأطفال الذين يتعرضون لعدة عوامل من الضغط النفسي بشكل مباشر أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والكحول في شبابهم، ويزيد لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب إلى الضعف، بينما يكونون أكثر عرضة خمس مرات للإصابة باضطراب الأكل. وبحسب الدراسات التي أجريت مؤخرا يمكن أن يتسبب ذلك في خفض متوسط أعمارهم لما يصل إلى عشرين عاما، بحسب أوريش إيجل "وهو استاذ سويسري متخصص في هذه المسألة".

وأكدت دراسة فرنسية أنجزت في المعهد الفرنسي للصحة والبحث الطبي أن التجارب السيئة التي يمر بها الطفل تؤثر على حياته المستقبلية، فالشخص الذي يعاني في طفولته من الإهمال أو يمر بتجربة سيئة مع الوالدين ترافقه عواقب ذلك طيلة حياته حتى وهو في سن الرشد.

وأوضحت أن تركة ثقيلة ترهق كاهل الشخص الذي يعاني -وهو في سن الطفولة بين عمر 7 و 16 عاما- من الإهمال وسوء التغذية أو المعاملة السيئة، أو يمر بتجربة العيش مع أب مصاب أو أم مصابة بمرض نفسي، أو حين يكون الوالدان مطلقين، أو يكون أحدهما مدمنا على تناول الكحول، أو معتقلا في السجن.

وتوصلت إلى أن المعاناة ترافق الشخص المتضرر طيلة حياته وتؤثر على صحته وتسبب له تعبا نفسيا قد تترتب عليه أضرار جسدية بيولوجية، وينجم عنها إجهاد مزمن، كما أن هذا الشخص لا يحظى إلا بالقليل من التعليم والثروة والمكانة الاجتماعية.