كهوف رخيوت.. كنوزطبيعية وتراث وطني

بلادنا الاثنين ٣٠/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
كهوف رخيوت..

كنوزطبيعية وتراث وطني

إسمع الخبر

رخيوت - علي بن محمد باقي

تتمتع بلادنا الغالية عمان بطبيعة خلابة وتضاريس بيئية مختلفة ما يجعلها موقع جذب سياحي ينفرد بكنوز طبيعية وتراث وطني يتوافد إليه الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها.

وهنا نسلط الضوء على كهوف ولاية رخيوت التي تنفرد بأشكالها وأنواعها وأطوالها وأحجامها وتكويناتها الجغرافية والبيئية، ففي ولاية رخيوت يوجد ما يقارب 30 كهفًا على امتداد الشريط الجبلي والساحلي والبادية، حيث كانت تستخدم كمساكن وملاجئ آمنة لأبناء الولاية من تقلبات الطقس والطبيعية والمناخ ولا زال البعض منها يستخدم حتى الآن في بعض مواسم السنة وبخاصة من قبل أصحاب المواشي.

وقد لعبت تلك الكهوف دورًا مهمًا في الاستقرار الاجتماعي لسكان المنطقة وعدم هجرتهم لمواقع بعيدة هربًا من تقلبات الأجواء، وبما أن الولاية تنفرد ببيئات مختلفة منها الجبلية والساحلية والبدوية نجد أن استخدام الكهوف كان متواصلًا على مدار السنة حيث يتم في فصل الخريف استخدام الكهوف التي تقع في مناطق النجد، أما في موسمي الصرب والشتاء فيتم الانتقال إلى الكهوف المنتشرة في المواقع الجبلية والساحلية.

أشكال مختلفة

يقول المواطن علي بن محاد باقي: لا شك أن الكهوف لعبت دورًا أساسيًا في حياة الناس منذ القدم وما زالت تستخدم حتى الآن، وعمان تتميز بتضاريس وطبيعة بيئية نادرة ما يجعلها موقع جذب سياحي وقد تم تطوير والترويج لبعض منها لتصبح مواقع سياحية تتوافد إليها أعداد كبيرة من الزوار، وبما أن ولاية رخيوت منطقة جبلية فإنها تنفرد بأشكال مختلفة من الكهوف التي كانت تستخدم كمساكن حيث يتم تقسيمها من الداخل خاصة الكهوف الكبيرة للأسر وكذلك للحيوانات.

عدم وجود مساكن

أما الشيخ علي بن محمد المشيخي فقال: هنا في هذه الولاية لم تكن هناك أي مساكن حتى أتت النهضة الكريمة المباركة وأتى الخير والاستقرار والأمن والأمان، أما ما قبل النهضة فكانت الكهوف ملاجئ ومساكن للإنسان منذ القدم، وتنفرد هذه الولاية بالعديد من الكهوف في مختلف مواقعها.

وقاية من تقلبات الأجواء

الشيخ سالم بن سهيل شماس قال: كانت الكهوف مهمة لحياة الإنسان حيث لم تكن لدينا أي بيوت ولا خيم عدا العشش المبنية من الأشجار وكان الاعتماد عليها نسبيًا، أما الكهوف فهي آمنة من تقلبات الأجواء، وفي ولاية رخيوت تنتشر الكهوف بشكل كبير على مستوى الولاية وكانت تلك الكهوف تستقبل سكان المنطقة خلال جميع مواسم السنة.

استخدامها لعدة أغراض

ويقول الشيخ مبارك بن سالم جومع: لم تكن الكهوف فقط للإنسان وإنما كانت تستخدم لعدة أغراض منها ملاجئ للأسر والحيوانات والبعض منها كان يستخدم لحفظ المحاصيل الزراعية الموسمية خاصة تلك التي تقع في أعلى الجبال وكان الاعتماد عليها بشكل كبير نظرًا لعدم وجود مساكن أخرى، وتنفرد الولاية بمواقع مختلفة من الكهوف ما سهل على أصحاب المواشي الاستقرار كل حسب إقامته الدائمة في المنطقة.

كهوف للمواسم

أحمد بن سهيل جشعول قال: ليست جميع الكهوف ملائمة لجميع المواسم فهي تختلف من منطقة إلى أخرى حسب تغير فصول السنة الأربعة فهناك كهوف تستخدم لفصل الشتاء والبعض لموسم الخريف وأخرى وفق موقعها وإطلالتها، كذلك تختلف بأحجامها وقدرتها الاستيعابية أما بعض الكهوف فهي خاصة لأصحاب الأغنام وهي التي تقع في أماكن وعرة.

الحفاظ على الثروة واجب وطني

سهيل بن أحمد رجحيت قال: هذه الولاية تتميز بالكثير من المقومات الطبيعية من مساكن وثروات ومحاصيل فالحمد لله على كل هذه النعم التي أنعم بها علينا وندعو المولى القدير أن يمد في عمر باني هذه النهضة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- فمنذ بزوغ هذه النهضة أصبح هناك استغناء عن تلك الكهوف ولا يعنى ذلك عدم الاهتمام بها فلابد أن نحافظ على كل هذه الثروات الطبيعية التي نحن بحاجة إليها.