التراث والثقافة: مواقع أثرية في القرم تعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد

بلادنا الخميس ٢٦/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
التراث والثقافة: مواقع أثرية في القرم تعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد

إسمع الخبر

مسقط - سعيد الهاشمي

يوضح مدير دائرة التنقيب والدراسات الأثرية في وزارة التراث والثقافة خميس بن سعيد العاصمي أن المكتشفات الأثرية تستغل كمعلم تاريخي وحضاري، حيث توضع داخل المتاحف وتكون كمزار للزوار، وهنالك خطط لدى الوزارة لتحويل المواقع الأثرية إلى مزارات سياحية.
وقال العاصمي: إذا ما استغلت الاكتشافات الأثرية استغلالا جيدا سندعم اقتصاد البلد وسندعم السياحة، أما من ناحية أخرى فهذه الآثار تعكس حضارة البلد في تلك الفترة ومدى عراقتها فهناك العديد من المكتشفات توضح وجود علاقات خارجية تجارية بين السلطنة ودول أخرى كحضارة السند "الهند حاليا" وحضارة بلاد الرافدين "العراق حاليا".
وأشار العاصمي إلى أن المكتشفات الأثرية كانت تعرض في المتاحف الصغيرة الموجودة في السلطنة، وبسبب كثرة الاكتشافات الأثرية واستغلالا للمتحف الوطني فقد تم عرض الكثير من هذه المكتشفات فيه، ولا يزال عدد منها في مخازن الوزارة.
وأكد العاصمي وجود مواقع أثرية في القرم تعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد وقد تميزت الحضارة في تلك الفترة بالاعتماد الكبير على البحر كمورد أساسي للعيش وجاءت المكتشفات عبارة عن أدوات صدفية وحجرية متنوعة الاستخدام، وهناك خطة تقوم بها الوزارة لتحويل هذه المواقع وغيرها إلى مزارات سياحية.
كما تحدث العاصمي عن تفاصيل اكتشاف موقع أثري بين عبري وينقل يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد قائلا: اكتشف الموقع الأثري بالصدفة أثناء عمل مخططات الشارع الذي يربط بين ولايتي عبري وينقل وعلى أثر ذلك تم التنسيق بين وزارة النقل والاتصالات ووزارة التراث والثقافة لإنقاذ هذا الموقع الأثري، وذلك بسبب أهمية هذا المشروع الحيوي، وبعد زيارة الموقع تبين أنه موقع أثري مهم وتم التنسيق بين الوزارتين بعمل حفريات إنقاذية، بحيث يتم إنقاذ الموقع، فتم التنسيق مع بعثة إيطالية لعمل الحفريات الأثرية في الموقع، وتم العمل بين البعثة الإيطالية ووزارة التراث والثقافة ممثلةً في مكتب "إدارة مواقع بات والخطم والعين" بولاية عبري، واكتشف أن الموقع يتكون من عدة تكوينات مهمة من ضمنها أساسات للري والزراعة مثل الممرات لتجميع المياه والتي تدل على أن سكان المنطقة قديما كانوا يتحكمون بالأمطار التي تنساب من الجبل كما وجدوا مدافن أثرية التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتسمى تلك الفترة بفترة أم النار، كما عثر داخل أحد المدافن جرة أثرية تعود إلى حضارة جمدة نصر التي كانت سائدة في بلاد الرافدين وهذا ما يدل على وجود نوع من التبادل التجاري بين البلدين.
وأوضح العاصمي أن الوزارة تستعين بخبرات أجنبية للتحقق من هذه المكتشفات فتستجلب بعثات أثرية أجنبية تقوم بالتنقيب والدراسة في مختلف مواقع السلطنة، وفي نفس الوقت هناك فريق من الشباب العمانيين المؤهلين من موظفي الوزارة يقومون بعملية التنقيب.
ونوه العاصمي إلى أن اكتشافات المواقع الأثرية تختلف من موقع إلى آخر فبعض المواقع غنية بالاكتشافات الأثرية والبعض الآخر نجد مكتشفات بسيطة، ويعتمد غنى الموقع وفقره على عدة عوامل أهمها أن الموقع لم يتعرض للعبث خلال هذه السنوات فبعض الأماكن اندثرت أو تعرضت للعبث بسبب بشري أو بسبب العوامل الطبيعية.
وحول طريقة عمل المدفن في فترة الألف الثالث أوضح العاصمي أن المدفن في تلك الفترة يكون فوق الأرض بارزا "كمدافن بات" ويدفن الميت بتركه داخل المدفن وليس تحت الأرض كما يحدث الآن، كما أننا اكتشفنا مدافن تحت الأرض، ولكن معظم المدافن في فترة الألف الثالث تكون فوق الأرض، وكانت العادات في ذلك الزمن أنه عند دفن الميت تدفن معه جميع أشيائه وتسمى المرفقات الجنائزية وأن غنى المدفن بالمحتويات وكبر حجمه يعتمد على غنى الشخص و مكانته الاجتماعية.
ونوه في ختام حديثه إلى أهمية الوعي المجتمعي بقيمة الموروث الحضاري والتاريخي ودوره في دعم اقتصاد البلد وإبراز مكانته التاريخية حين يتم استثماره بشكل جيد.