دستور التعامل مع البشر..

7 أيام الثلاثاء ٢٤/يناير/٢٠١٧ ٢٠:٣٠ م
دستور التعامل مع البشر..

(١)
كسب الأصدقاء صعب وسهلة هي خسارتهم.. فكل شيء اليوم استهلاكي حتى العلاقات. في يوم ما يبدو بعيدا رغم أنه قبل عقدين من الزمان كان المذياع يعطل 50 مرة ويصلحه أصحابه في كل مرة.. أما اليوم فيؤثر الناس تبديل ما "يعطب" على مشقة إصلاحه. وعلاقاتنا "بالأشياء" تشبه -إلى حد بعيد- علاقتنا "بالأشخاص". فلم تعد العلاقات تتحمل الخلاف والشقاق، لذلك فعلاقاتنا تدوم بالتغاضي.. وبتجاوز الحماقات ومواجهة التقصير والخلاف بالتراضي.. لا شيء ينهي العلاقات كالتدقيق في صغائر الأمور.. ولم يعد اللوم سلعة لها مشتر.
تغاض.. إن كنت لا تريد الحياة لوحدك على هذا الكوكب..
فلكل العلاقات ثقوب.. وكلنا بشر ولنا.. عيوب..

(٢)
انتقد ولا تطعن.. وجّه بلا تعالٍ ولا تُعيب فالدنيا دائرية الشكل، ودائرية الشخصية، ودائرية الطبع. وكل ما تقوله يرتد عليك بشكل أو بآخر فلا تتعال وأنت تنصح أحد.. فالنصائح مجانية والتطبيق صعب.
"توقف عن التدخين، سيطر على وزنك وشهيتك لأنك بدين.. توقف عن الإنفاق وإلا ستعيش وتموت وأنت مدين.. أنت تفرط في دلال أطفالك ولهذا تمردوا؛ وأنت بذلك أثيم"
لا تنصب نفسك قاضيا على أحد وكن مقتصدا في انتقادك ولا تمش مختالا.. أبدا.

(٣)
كن حسن الظن بالآخرين
كذب عينيك أحيانا وكذب سمعك ولا تصدق معلومة دون تحقيق..
عالمنا مليء بالكذب والكذابين..
مليء باللؤماء والخبثاء وبضحاياهم الغافلين.
لم يعد الفحش من القول شيئا ثقيلا على اللسان بعد أن فسدت الضمائر..
لا تصدق.. وافتخر بأنك من حسني النية الذين ينقرضون مع الزمن.

(٤)
احسن وإن لم يُحسّن إليك، قدم الخير ولا تنتظر مقابلا من مخلوق.. احترم لأنك محترم لا لأن من أمامك يستحق الاحترام. ارتق وتذكر أنك لن تخرج من حطام هذه الدنيا إلا بكفن.

(٥)

كل ما تملكه.. ليس من فضلك..
لا شكلك، ولا نسبك ، ولا حتى ذكائك الذي ورثت – أغلبه- من أهلك.. ولا تعتز برهطك.. ولا تغرّنك ابتسامات الحياة لك.. فالحياة حسناء غدارة.. تُحب وتجفى دون مقدمات. كن مع الناس متواضعا مهما علا شأنك.. ومهما ظننت في نفسك.. وكن، أفضل ما تكون ، مع من هو أقل منك..
فأخلاقك مع من يفوقونك شأنا لا تعني شيئا.
أما وداعتك مع من هم أقل منك فتقول عنك.. الكثير..