الأعمال المصرفية الرقمية في 2017

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٤/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الأعمال المصرفية الرقمية في 2017

شارل حبق

يدخل القطاع المصرفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرحلة من التغيير الرقمي الشامل. سيؤثر هذا العصر الجديد إيجابياً على المؤسسات المالية التي تتبنى هذا التغيير الذي يتطلبه العصر الرقمي، وفي الوقت عينه فإن التغيير نفسه سيعيق المؤسسات التي لا تتبع العصر الجديد، والتوجهات الخمس الرئيسية المتوقّعة في العام 2017 هي:
أولا: الأعمال المصرفية الرقمية أبرزت نموذج عمل جديدا بالكامل، والأمر لا يرتبط فقط بالحصول على تطبيقات الجهاز النقّال، بل يستلزم نهجاً جديدا محددا، مدعوماً بالعالم الرقمي. البنوك الناجحة ستطلق وتطوّر نماذج عمل جديدة مع عروض مميزه بقيمتها وأسعارها التنافسية، فيما تحقق تكاليف تشغيلية أقل. في السنوات المقبلة، سيساهم هذا الأمر بتعزيز مكانة تلك المؤسسات وزيادة حصتها في الأسواق مما يقوي علامتها التجارية في العالم الرقمي.
ثانيا: لقد أصبحت البيانات الكبيرة حديث الساعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى السنوات الفائتة، وحققت تقدّما أبطأ مما كان متوقّعا لها. والسبب في ذلك، هو إما توفّر بيانات خاطئة أو غير مكتملة، أو مجموعات محدودة من البيانات العامة، إضافة إلى نقص في القدرات الداخلية. والدليل على ذلك، ما هو عدد المؤسسات المالية التي تحتضن فرقا بمهارات قوية من علم البيانات، أو بأنها طبّقت التحليلات في السيناريوهات الرئيسية الخاصة بالعملاء؟ تشهد البنوك التي تعمل بإدارة جيدة وعياً متزايداً، ويتوقّع منها أن تبدأ باعتماد أنظمة تستوعب البيانات الكبيرة وتجري التحليلات المتقدّمة لرحلة العملاء وتعديل أنظمة إدارتها وفق النتائج الجديدة.
ثالثا: في ضوء الزيادة الحاصلة في الهجومات السيبرانية والخروقات في المؤسسات المالية العالمية والإقليمية، سيبرز الأمن السيبراني، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كواحد من أبرز الأولويات بالنسبة للرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة. المؤسسات المالية التي استبقت الأمر وأدخلت عنصر الأمن السيبراني بفعالية في أطر العمل الخاصة بالمخاطر، ستستثمر بقوة في بناء القدرات الصحيحة وهياكل الحوكمة. وسيؤدي هذا الأمر بالمقابل إلى تمكينها بقوة لمواجهة الحوادث المحتملة التي يمكن أن تضرّ بعملياتها وبسمعتها.
رابعا: يستمرّ العملاء بتوقّع المزيد من البنوك التي يتعاملون معها: فهم يريدون خدمات سريعة، وسهلة التطبيق، وتكاليف محدودة وشفافية. ونتيجة لذلك، نتوقّع رؤية فرص جديدة في مواقع أكثر تقدّما كالتحليلات التوقّعية والتعلم من الأجهزة، والأجهزة القابلة للارتداء، والاستشارات الروبوتية ودعم العملاء والكثير غيرها، والتي انتشرت بكثرة في المنطقة حتى اليوم. البنوك التي تستفيد من هذه التقنيات المدعومة بدراسة نماذج الأعمال واتجاهات العملاء البارزة، ستستفيد على المدى القصير من مكانة أبرز لعلامتها التجارية. أما على المدى المتوسط، فستساعد هذه التقنيات في إرساء قاعدة للإمكانيات المطلوبة اللازمة للموجة الجديدة من طلبات العملاء.
خامسا: التغيير الرقمي في قطاع الخدمات المالية سيؤدي دورا رئيسيا في استحداث الوظائف للمتخصصين، ويتطلب المزيد من المهارات الرقمية المتقدّمة. سيتم ضم المزيد من الموظفين الذين سيؤدون دورا مهما في مجالات كعلم البيانات وتصميم وجهات المستخدم وتصميم تجربة العملاء وتطوير التطبيقات والمدفوعات الرقمية، والأمن السيبراني والحوكمة الرقمية.
المناخ الاقتصادي للعام 2017 سيؤدي إلى إطلاق مبادرات جديدة محدودة من قبل غالبية المؤسسات المالية. وفي المقابل، سيضاعف الحكّام وأصحاب الرؤية الإقليميون جهودهم في مبادرات رقمية بالغة الأولوية. أولئك الذين يختارون قيادة مبادرات أعمال واضحة وهادفة سيحصدون أرباحا طائلة في السنوات المقبلة، بينما يتمكّن الذين يركّزون بشكل كبير على التكنولوجيا من أجل التكنولوجيا من تعزيز علامتهم التجارية لكن سيخيب أملهم بالنتائج.
مدير مشاريع الخدمات المالية لدى بوز ألن هاملتون