هؤلاء فقط يستطيعون وقف جموح ترامب

الحدث الثلاثاء ٢٤/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
هؤلاء فقط يستطيعون وقف جموح ترامب

مسقط - محمد البيباني

بعد تنصيبه رسمياً وفي ظل المخاوف من سياساته المستقبلية أصبح السؤال الآن.. مَن يستطيع إيقاف قطار جموحه؟

في ظل توالي المؤشرات التي تؤكد على أن ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي بدأت منذ أيام قليلة، ستشهد تغيّرات كبيرة في السياسة الأمريكية، وقد تسهم في صياغة نظام جديد يحكم قواعد اللعبة السياسية بالعالم.
ترامب المغامر الذي يملك من الجرأة ما قد يصل إلى حد التهور الذي يؤهله لمحاولة تنفيذ وعوده ووعيده بخاصة وأنه استخف في خطاب تنصيبه بمَن أطلق عليهم «الذين يقولون ولا يفعلون»، نافياً أن يكون أحدهم متعهداً بتنفيذ كل ما صرّح به وأثار القلق والمخاوف.

مخاوف

في مقال له بصحيفة «الجارديان» البريطانية، قال الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند، إن الخطاب الذي ألقاه ترامب في حفل تنصيبه، أكد المخاوف العالمية من فترة رئاسته، وأنها ستكون كارثية.
أيضاً الصــحفي البريطاني «روبرت فيسك» وصـــف في مقال على موقع صحيفة الإندبندنت يوم خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد بـ«اليوم الســـيئ على المســلمين».
في ظل كل تلك المخاوف بات سؤال مَن يستطيع إيقافه إذا صمم على الجموح.. السؤال الذي قد يكون الشاغل الرئيسي لمن يتجاوزون المرحلة ويحاولون قراءة المستقبل وتجنب مخاطره.
مضيفاً أن الرئيس الأمريكي السابق «جورج بوش»- الذي اعتقد «فيسك» أنه كان أسوأ رئيس حلّ ضيفاً على البيت الأبيض- يعتبر سياسياً ذا رؤية مقارنة بـ«ترامب». واعتبر «فيسك» وعد الرئيس الأمريكي بإنهاء وجود التيارات الإسلامية الأصولية، أمراً غير قابل للتحقق؛ وذلك لأن «ترامب» لا يعلم كيفية تنفيذ هذا الأمر، بخاصة إذا لم تجمعه علاقة جيّدة بالمسلمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ودع باقي المسلمين في الدول الأخرى.

رعب

الكثير من المسلمين في الولايات المتحدة يتخوفون من زرع أجهزة تنصت واستماع في مساجدهم وبيوتهم، وتعقبهم في الشوارع وتفتيش أعمالهم التجارية، ومن التحقيق في تبرعاتهم والشكوك التي ستوجه إليهم كشركاء للإرهاب، فقط لأنهم يصلّون خمس صلوات يومياً، ويأكلون «الحلال» ولا يحتسون الخمور. لكن مخاوفهم الكبرى تكمن في تنامي الأجواء المعادية للإسلام التي تتطور بسرعة في الشارع الأمريكي، والتي يؤججها ترامب من وجهة نظرهم. هذه الأجواء يمكن أن تؤدي أيضاً إلى اندلاع عنف ضد المسلمين، لا سيما من قِبل قوميين أمريكيين متطرّفين ممثلين بمنظمات مثل كو كلوكس كلان، التي استمد أعضاؤها زخماً كثيراً من فوز ترامب.
من جانبها وصفت صحيفة الجارديان البريطانية خطاب تنصــيب ترامب بأنه إعلان حرب على جميع القيــم المــدنيــة التي تمثلها مراسم تنصـــيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، بحضور جميع الفرقاء السياسيين.
وأكدت الجارديان أن خطاب «ترامب» مليء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأمريكي المبني على التوازن والرقابة، وبأنه كان موجهاً إلى الذين انتخبوه وليس إلى الأغلبية التي لم تنتخبه.

الكونجرس

الواقع أن الرئيس في الولايات المتحدة لا يحكم وحده بل مع الكونجرس، وبما أن «ترامب» ليس ديكتاتوراً، حتى الآن، لا بد أنه سيواجه مجلساً لا يتفق معه في كل شيء، كما أن السلطات المحلية في الولايات لها قوة لا يستهان بها ويمكنها أن تقف في وجهه، مثلما تعتزم ولاية كاليفورنيا رفض مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
لكن هذه الرؤية رد عليها الكاتب البريطاني فريدلاند حينما أشار إلى أن الكارثة الكبرى أن ترامب أصبح يسيطر على البيت الأبيض، كما أن الكونجرس بشقيه أصبح تحت سيطرة حزبه الجمهوري، وكذلك السلطة القضائية له حق تعيين الصوت المرجح بها.

الصحافة

في ظل الواقع الراهن لم تبقَ سوى الصحافة الأمريكية للتصدي لسياساته العنصرية الخطيرة، التي تهدد استقرار العالم بأكمله، حسب تعبير فريدلاند.
واستطرد: «الصحافة الأمريكية هي مركز السلطة الوحيد الذي لم يستطع ترامب السيطرة عليه، ولذا يجب على العاملين فيها الوقوف بوجهه، والتخلي عن التنافس بينهم للعمل كفريق واحد لإنقاذ العالم بأكمله، وعدم إعطاء الذريعة لانتشار التطرّف».

الأمريكيون

فحسبما أكد ترامب نفسه أن «لحظة تنصيبه هي ملك للشعب الأمريكي، وما يهم ليس الحزب الذي يحكم بل من يخضع لإرادة الشعب».
وأضاف: «سيكون صوت الشعب الأمريكي في واشنطن، سواء كانوا يعيشون في مدينة داخلية أو في منطقة ريفية. لن يتم تجاهلكم مجدداً، ستحدد أصواتكم وآمالكم وأحلامكم مصيرنا الأمريكي».
من هنا تظل للشعب الأمريكي قدرة على الضغط على الرئيس الأمريكي وتصويب سياساته بخاصة في ظل حركة المعارضة الواسعة والنشطة التي يواجهها والتي من المرجح أن تزداد حدتها في المستقبل.

ملف.. هل يصمد ترامب؟.. أول قضية وحركة مقاومة عالمية ضد الرئيس الجديد