مصر.. الأمن القومي العربي مهدد

الحدث الخميس ١٩/يناير/٢٠١٧ ١٢:٣٧ م
مصر.. الأمن القومي العربي مهدد

القاهرة - خالد البحيري

أعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على أن الأمن القومي العربي في حالة انكشاف، وذلك خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الذي نشر الجزء الثاني منه صباح الثلاثاء الفائت، وهو التعبير نفسه الذي استخدمه السيسي قبل نحو عامين و9 أشهر في حوار تلفزيوني، حينما كان مرشحًا لمنصب رئيس الجمهورية، وقال عبارته الشهيرة ساعتها: «مسافة السكة». السيسي قال أمس الأول إن الجيش المصري وبالتحديد الأسطول الجنوبي يقوم بتأمين البحر الأحمر حتى باب المندب، في محاولة لقطع الطريق على بعض التنظيمات والجهات التي تحاول استغلال حالة الانكشاف في الأمن العربي لتحقيق مصالحها، وأن مصر تدعو العرب إلى تجاوز الخلافات لأن التوحد وتنسيق الجهود هو الأهم في هذه المرحلة.

من جانبه، ، علَّق الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية اللواء أحمد عبد الحليم في اتصال هاتفي مع «الشبيبة» قائلًا: أمن الدول العربية مرتبط ببعضه البعض، فالجميع تربطهم حدود مشتركة وثقافة واحدة ومصير واحد وبالتالي هم يدافعون عن بعضهم البعض من منطلق الأخوة قبل أي شيء. وأضاف: الجيش المصري قوي ويتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الأمن القومي العربي عن طيب خاطر، بما يمثله ذلك من مهام وكلفة مالية وآخرها حاملة الطائرات «جمال عبد الناصر» التي انضمت للأسطول الجنوبي. وفسر إعلان مصر عن إنشاء أسطولها الجنوبي في البحر الأحمر إلى إدراكها العميق لخطورة النزاعات والصراع على مناطق النفوذ في هذه المنطقة التي يمر منها النفط العالمي، والمساعي الإسرائيلية وحساباتها فيما يتعلق بالأمن وقاعدتها العسكرية في أريتريا وما تمثله من تهديد للدول المتشاطئة معها. واختتم تصريحاته بالقول: في الآونة الأخيرة زادت المشاكل الدولية في البحر الأحمر، وهو ما نراه تهديدًا لأمن مصر القومي، إذ إن تلك المنطقة تشكل البوابة الجنوبية لقناة السويس، ومن يتحكم بها، يتحكم ولا شك بحركة الملاحة في القناة.
بدوره، دعا عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء طيار هشام الحلبي الأشقاء العرب إلى الإنصات لصوت الحكمة والعقل المنطلق من القاهرة، بضرورة التوحد والارتقاء فوق مستوى الخلافات التي تحدث بين الأشقاء من أجل هدف أسمى، وهو الحفاظ على الأمن القومي العربي. وقال: المنطقة تموج بصراعات ونزاعات مسلحة، وإرهاب غاشم يطال مقدَّرات الشعوب وينتقص من جهودها في التنمية والبناء، ومن ثم فإن تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى بشأن الملفات العربية الشائكة أصبح فرض عين على الجميع، لحقن الدماء التي تنزف هنا وهناك، وتبريد الأوضاع بعد حالة من الغليان والاشتعال لنحو 6 سنوات متواصلة. وأضاف: حالة التشرذم تنشئ فراغات بينية تحاول جهات وتنظيمات ودول شغلها، وهو ما يضعف من قوتنا مجتمعة، ويتوجب معه الحيلولة دون ترك مساحات للغير لكي يهدد أمننا واستقرار شعوبنا.