واشنطن.. أمن الإنترنت أولاً في مواجهة تهديدات الصين وروسيا

الحدث الخميس ١٩/يناير/٢٠١٧ ١٢:٣٥ م
واشنطن.. أمن الإنترنت أولاً في مواجهة تهديدات الصين وروسيا

مسقط - محمد محمود البشتاوي

ارتفاع معدل الهجمات الإلكترونية، وما أحدثته من جدلٍ في واشنطن حول قرصنة «الانتخابات الرئاسية»، سبّب للولايات المتحدة الأمريكية حرجًا أمام العالم، دفع بها نحو تعزيز أمنها السيبراني، عبر سعيها لتطوير تكنولوجيا تتمكن من كشف الهجمات قبل وقوعها.

ويعكس هذا المنحى، أن الحرب التقليدية، وسباق التسلح، واستعراض القوة العسكرية، لم يعد السبيل الوحيد لمواجهة الخصوم المنافسين، من روسيا إلى الصين، وإنما هنالك حاجةٌ ماسة إلى التفوق أيضًا في مجال الأمن التقني.
رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي، يرى أن القوات البرية يجب أن تكون على استعداد للقتال في المستقبل «جوّا، وبحرًا»، وعليها أيضًا أن «تكون مستعدة للفضاء الإلكتروني».
وبحسب ما جاء في تقرير لموقع مجلة الدفاع الوطني الأمريكية nationaldefensemagazine، فإن واشنطن تعكف حاليًا على بذل جهود جديدة لتطوير التكنولوجيا التي يمكن من خلالها التنبؤ بالهجمات الإلكترونية، والكشف عنها.
ويقول التقرير الذي اطلعت عليه «الشبيبة» إن جهاز الاستخبارات الأمريكي، يعمل حاليًا على تطوير عدة مشاريع في هذا السياق، من ضمنها برامج للاستشعار الآلي غير التقليدي.
المدير المسؤول عن هذه البرامج روبرت راهمر قال إن فريق العمل يسعى إلى «استباق هذه الهجمات والتهديدات من أجل حماية البنية التحتية الحيوية»، مشيرًا إلى أنه «يريد تغيير النموذج الحالي للرد على الهجمات خلال أشهر أو حتى سنة، وذلك عبر التنبؤ بها. فهذا البرنامج سيستفيد من البيانات الضخمة، والمعلومات مفتوحة المصدر وتلك التي تم جمعها عبر الاستخبارات، والمتعلقة بأي تهديد».
وقال راهمر: «البرنامج سيعمل على توقع الهجمات قبل حدوثها، حتى لو كان فقط قبل بضع ثوان، أو دقائق من الهجوم، وفي نهاية المطاف يجب أن يكون هذا البرنامج قادرًا على التنبؤ بالهجمات قبل ثلاثة إلى خمسة أيام، وهذا يتوقف على نوع من الهجوم».
وتابع: «هناك عدة خطوات أثناء شن [هجمات سيبرانية]، وإذ قسمنا هذه الخطوات إلى عدة مراحل، يمكننا الوصول إلى مؤشرات ترجح وقوع عملية القرصنة مسبقًا، الأمر الذي يساعدنا في استشعار الهجوم قبل وقوعه».
مدير «بي أيه إي سيستمز» آن تايلور، وهي إحدى الشركات التكنولوجية في أمريكا، وممن وقَّع عقدًا بقيمة 11.4 مليون دولار أمريكي لتطوير برمجيات قادرة على الاستشعار المسبق للهجمات، قال إن المسألة تتصل بـ»الأمن السيبراني، والسلوك البشري، والعلوم الاجتماعية، والاستشعار، وهي حقول متعددة ومختلفة»، مشيراً إلى أن شركته تعتزم الاستفادة من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك «الثرثرات على وسائل التواصل الاجتماعي»، كما ستعمل شركته مع النشطاء الرقميين وجامعة ميريلاند.