4 سيناريوهات تحدد مستقبل مسيـرة تـرامـب التـي تبدأ غداً

الحدث الخميس ١٩/يناير/٢٠١٧ ١٢:٣١ م
4 سيناريوهات تحدد مستقبل مسيـرة تـرامـب التـي تبدأ غداً

مسقط – محمد البيباني

غداً يبدأ فصل جديد من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يجد الأمريكيون أنفسهم وجهاً لوجه مع أمر واقع صنعوه بأيديهم، وتحت إدارة رئيس تصبح معه كل الاحتمالات واردة. في عهد «جورج دبليو بوش» توسعت الولايات المتحدة في استخدام القوة العسكرية، وفرض العضلات على دول العالم، وإدراكاً للضرر الذي فعله «بوش»، كبح «أوباما» جماح الخطاب الأمريكي، فأظهر تواضعه مع الجميع. غداً يبدأ ترامب مهماته رسمياً وسط حالة غير مسبوقة أمريكياً تسودها الضبابية وعدم وضوح الرؤية.

كل السيناريوهات ممكنة

مع هذه الحالة يجد الأمريكيون أنفسهم في وضع غير مسبوق قد ينال من كافة ثوابت التجربة الأمريكية دون استثناء.

وقبيل تنصيب ترامب تثار فضائح سياسية فيما يتعلق بعلاقته بموسكو قد تجعل هناك تكرار لحالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي أجبرته فضيحة «ووترجيت» على الاستقالة.

التقرير التالي يوضح السيناريوهات الأربعة لإدارة ترامب ومسيرتها خلال فترة ولايته الأولى:

1. الصمود رغم الجمود

هذا السيناريو اتجه إليه الخبير والمحلل السياسي نيكولاس دانجن في صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، حيث أكد أنه قبل أيام قليلة من دخول «ترامب» البيت الأبيض، ظهرت وثائق تفيد بامتلاك جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تسجيلات تؤكد انخراط الأخير في «حفلات منحرفة»، وابتزاز الكرملين له من خلالها، وهو ما نفاه الرئيس المنتخب.

هذه الوثائق التي تُعد سابقة في تاريخ الولايات المتحدة السياسي، ظهرت بعد اتهام باراك أوباما لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وهو ما أقرّ به «ترامب» للمرة الأولى في أول مؤتمراته الصحفية، الأربعاء.

وأكد «دانجن» أن لا أحد يعرف ما إذا كان «ترامب» سيكمل ولايته أم لا؟ فهذه هي المرة اﻷولى التي يعاني فيها الرئيس الأمريكي من انعدام الشفافية، سواء من حيث التضارب المحتمل في المصالح أو بسبب افتقاره إلى الخبرة السياسة، مشيراً إلى أنه حتى اﻵن لا يمكن التنبؤ بأي شيء، فمع عدم وجود أدلة دامغة، سيكون من المستبعد جداً عدم إكمال «ترامب» ولايته الرئاسية.

وأوضح التقرير، أن جميع الحالات التي تؤدي لإقالة الرئيس الأمريكي، تستلزم دلائل قاطعة لا ترد، وإرادة سياسية قوية داخل الكونجرس- الجهة الوحيدة المخوّلة بهذا اﻷمر- إضافة إلى تيار مناسب في الإعلام والرأي العام، متابعاً أن المرجح هو إكمال «ترامب» ولايته الرئاسية، لكن مدة سنواته الأربع في البيت الأبيض قد تكون معقّدة بالنسبة للولايات المتحدة والعالم أجمع.

2. الاستقالة تحت الضغوط

كشفت الصحيفة الفرنسية التي سبق الإشارة إليها، عن ثلاث حالات تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهي: الخيانة العظمى، الفساد، والجرائم الخطيرة. ريتشارد نيكسون.. الرئيس الأمريكي الذي أطاحت به فضيحة «ووترجيت» حينما قرر التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترجيت واضطر للاستقالة، وتولى نائبه جيرالد فورد الرئاسة. وبذلك أصبح نيكسون الرئيس الأمريكي الوحيد الذي قدّم استقالته قبل نهاية مدة رئاسته.

هل يكون ترامب هو الرئيس الثاني؟ وهل تدفعه فضيحة الوثائق السرية التي تتضمّن مزاعم حصول الروس على معلومات بشأن ترامب تثير القلق، إلى ذلك. موقع «buzzfeed» نشر ملفاً سرياً مكوَّناً من 35 صفحة، يفيد بامتلاك الاستخبارات الروسية دلائل تورط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في «حفلات منحرفة»، وقالت إدارة الموقع إنها «نشرت التسريبات كاملة لاطلاع الأمريكيين على الاتهامات التي تحوم حول رئيسهم المنتخب ترامب».

وما يؤيد هذه الفرضية ما نشرته مؤخراً وسائل الإعلام الإسرائيلية، من أن مسؤولي المخابرات في البلاد جاءتهم توصية من نظرائهم في الولايات المتحدة بعدم إشراك إدارة ترامب في أية معلومات استخباراتية لئلا تتسرب هذه المعلومات وتجد طريقها إلى موسكو. وما يقوله عملاء المخابرات الأمريكية هو إن رئيسهم القادم ليس موضع ثقة ولا يؤتمن على الأسرار؛ لأن فلاديمير بوتين يملك «أدوات للضغط» عليه.

3. النموذج العربي

انطلق أسبوع من الاحتجاجات قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة بمسيرة للحقوق المدنية في واشنطن ينظمها نشطاء غاضبون من تعليقات الرئيس الجمهوري المنتخب بشأن الأقليات، ومن بينهم المسلمون والمكسيكيون. وتستعد مجموعة نسائية أمريكية لتنظيم مسيرة في العاصمة الأمريكية واشنطن، ضد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وذلك عقب يوم من تنصيبه لتوليه السلطة رسمياً، المقرر انعقاده يوم غدٍ 20 يناير الجاري. وتستعد المجموعة النسائية المنظمة للمظاهرة ضد «ترامب»، لتصنيع مليون و170 ألف قبعة «وردية» اللون، لتوزيعها على المتظاهرين المقرر مشاركتهم في المسيرة، فيما أعلن 165 ألف شخص حتى الآن، المشاركة في المسيرة.

4. النزيف والتراجع

علّقت صحيفة «دي تسايت» الألمانية، على تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيساً رسمياً، بأن الأمريكيين اختاروا «أضحوكة» لإدارة شؤون بلادهم.

وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن أمريكا في طريقها إلى الزوال لا محالة، فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية اكتسب عداءً كثيراً مع دول مثل الصين قبل تنصيبه رسمياً، بالإضافة إلى مهاجمته الصريحة للمسلمين والإسلام، الذين يمثلون عدداً ليس بقليل في بلاده، فضلاً عن كرهه التعامل مع البلاد العربية.
وأكدت الصحيفة أن عصر الهيمنة الأمريكية على العالم قد انتهى، ولا يرتبط بشخصية «ترامب» المثيرة للسخرية فحسب، بل أيضاً بأهدافه التي تعكس غروره ونزعته القومية السطحية.