خالد المشايخي.. عاشق التراث

7 أيام الثلاثاء ١٧/يناير/٢٠١٧ ١٧:٠٠ م
خالد المشايخي.. عاشق التراث

مسقط- خالد عرابي
شاب عماني كانت بدايته والتي شكلت رأس ماله الحقيقي هواية بسيطة ألا وهي الرسم، ثم تطورت إلى النحت على الأخشاب والجبس فجعلته يتميز ويتفوق حتى يصل إلى رائد أعمال في مجال فريد إنه التراث واستطاع أن يطور من عمله حتى أصبح لديه مؤسسة بها 15 موظفا منهم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة.. فما هي قصته؟

هو الشاب خالد المشايخي (من مواليد 85 بولاية صور) والذي حكى لنا قصته فقال: كانت بدايتي عادية جدا من خلال حب الرسم، وفي العام 1999 أردت أن أطور نفسي، فالتحقت بمرسم الشباب في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، ولكن منذ 2013 وجدت نفسي أميل للنحت وللصناعات الحرفية وخاصة الخشبيات، وذلك لأنني وجدت أن هذه الصناعة يقوم عليها الكبار في السن في حين أنه يحب أن يقوم بها جيل الشباب حتى يطور، ومن ثم حصلت على البطاقة الحرفية من الهيئة العامة للصناعات الحرفية، حيث أصدروا لي البطاقة في نفس اليوم لأنهم وجدوا أنني مؤهل بل ومحترف وبعد مرور أربعة أشهر أعطوا لي بطاقة مدرب في صناعة الخشبيات وقمت بالتدريب في عدة ولايات مثل صور ونزوى وفِي صلالة.

المشايخي أضاف: بعدها بدأت أعمل وأنتج من البيت وأسوق لنفسي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فوصلت لشريحة كبيرة وعرفت بذلك فكانت الخطوة التالية أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية طلبت مني تصنيع عدد 500 سفينة متوسطة الحجم (قياس 40 سم) من خشب الساج ومطرزة بمسامير نحاسية لأنني أول من قام بذلك، كما طلبوا مني عدد 500 من الأبواب العمانية التقليدية و 500 مقود سفينة وذلك على فترة ممتدة لعدة شهور، وبدأت أسلم كميات على فترات شهرية. وبعدها كانت الانطلاقة الحقيقية حيث توفر رأس المال.

وقال المشايخي: عندما وجدت أن لدي القدرة المالية المعقولة نتيجة هذا العقد فكرت في التوسع فاستأجرت منزل وحولته إلى ورشة وبعدها بدأ التوسع في العمل والإنتاج وأعطانا ذلك فرصة ليس للإنتاج فقط وإنما أيضا في التفكير في المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية، فشاركنا في معارض عدة مثل: "إبداعات عمانية" ويوم الحرفي العُماني ومعارض مع السياحة وفِي مهرجان مسقط وخريف صلالة وفِي الخارج شاركت في تركيا والبحرين وقطر والكويت والإمارات في مهرجان الشيخ زايد في أبوظبي.

وأضاف: بعد نجاحي في المعارض أعطاني دافعا وعرفت أكثر وبدأت تأتي لي صفقات أكبر منها صفقة من شركة عمران التي طلبت مني عمل مناديس عمانية كبيرة حجم الواحد 150 سم وعرض 50 وارتفاع 50 من خشب الساج لوضعها في الفنادق التابعة لها وبعدها شركة الغاز الطبيعي المسال التي وقعت معي عقدا سنويا بشراء الهدايا والميداليات السياحية، وكذلك تم ذلك مع شركتي تنمية نفط عمان وأوكسيدينتال عمان. وبعدها حصلت على دعم من الهيئة العامة للصناعات الحرفية بإقامة البيت الحرفي العُماني بولاية صور وهو الوحيد في الولاية وأنشأت بعدها مؤسستي "شذى الإبداع"، وذلك بدون أن أحتاج إلى دعم من صندوق أو أي من الجهات الداعمة للشباب ولم أحصل على قروض ولله الحمد كبرت الشركة وتسير الأمور من حسن إلى أحسن.

وعن أصعب مرحلة مر بها قال المشايخي: كانت في البداية وفي الحصول على شباب عمانيين يعملون معي وأنا مصر على الاستعانة بشباب عمانيين وليس وافدين حتى لا يؤثر على المهنة والجودة وكنت أبحث عن شباب في صور وبعد بحث تعاونت مع فريق العهد الرياضي بصور وتم الاتفاق على تدريبي لعشرين شابا بحيث يعملون معي بعد ذلك، وبالفعل عمل معي منهم 15 شخصا منهم من أصبح الآن مدربا. وأشار إلى أنه من الصعوبات أيضا دخول الوافدين بالصناعة الحرفية لأنهم يبيعون بسعر وجودة أقل، بينما نظرا لجودتنا فالسعر مرتفع نوعا ما ولكن مع الوقت والإصرار تعرف الناس على جودة منتجنا وأصبحوا يقدرون سعره.

كما أشار إلى أنه يعمل معه عدد من الشباب المعوقين خاصة في الأشياء التي تعتمد على اليدين ولا تحتاج إلى حركة مثل التنجيم "نحت نجوم في المناديس" وعمل الخيوط في السفينة وهم يحصلون على عائد مادي جيد.