الإساءة إلى.. البيت

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٧/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
الإساءة إلى.. البيت

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

الوطن بالنسبة للبعض: وطن... هم.

والضمير عائد إلى أكثر من احتمال، حيث يرونه منتمياً لآخرين، الصفوة (الواقعية أو المتخيلة أو المتوهمة)!
وهناك من يرى أن البلاد بلاد... هم، والحرفان الأخيران يكونان ضميرًا غائبًا، أو من الهمّ المستوطنِ فؤادَ كثرٍ، «ضاقت بهم البلاد»، وعذرًا أيها الشاعر العربي القائل:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

ولكن أخلاق الرجال تضيق

ولأني أكتب رأيي (الشخصي) هنا فإن عُمان بالنسبة لي بيت، أقرب من بلد وحكومة ورأسماليين، وغيرها من توصيفات، وقد يرتفع منسوب الانتقادات أحيانًا لكن لا يعني أنه يمكن الإساءة إلى البيت، هذا الآمن المستقر الحنون.

وهناك من يتعاملون على أنها بلاد مكونة من شعب وحكومة، وأحترم وجهة نظرهم ورؤيتهم، وبين ما يقال ويكتب ما فيه من حرص على هذه البلاد وأمنها واستقرارها والتماسك الاجتماعي.. لا ريب في ذلك.
قد نختلف في الأسلوب، وفي اختيار الكلمات، ونختلف أكثر (حتى مع أصدقاء) في حالة الإحساس بالعدائية المعبّرة عنها تلك الألفاظ بحدّة أعتبرها خروجًا عن المعتاد (عُمانيًا) في العلاقة بين أنسجة الدولة المختلفة، مهما تباينت الرؤى.. وساءت الظنون.
إنما، البيت الذي أعيش فيه يدعى عُمان، متسع على مكوّنات لا تتناغم بالضرورة في بعض الأوجه، لكن تحت مظلة البيت الواحد يحتفظ كل (منتمٍ) بتوجهاته لينعم البيت بالأمان، لسنا متناسخين، حتى في التعبير عن (الرفض).

يميل البعض إلى أسلوب نشر الغسيل على حبال تبدو للآخرين وكأننا في حالة انقسام حاد حيث السلطة والمثقف في حالة حرب طاحنة، وأن الوضع الاقتصادي يجعل من البلد تتسول من جيرانها بغية الوقوف معها كي لا تنهار عملتها، وهي التي وقفت شامخة حتى والإعصار يضربها بقسوة.

لا يوجد بيت بدون مشاكل وتباين في الرؤى والأفكار، مهما اختلفنا مع «السلطة» التي يرى البعض أنها «خصم» يفترض مجابهته كلما وجد «صاحب القلم» إلى ذلك سبيلًا، بل والسخرية الهازئة في مجتمع اعتاد على مفردة الاحترام في علاقاته ضمن نسيج متعارف عليه..

هل إذا أعطي «المنتقدون» أدوارًا في الجهاز الحكومي سيكونون ملائكة الله في أرضه أم أن «التجارب» السابقة والحالية تقول لنا عكس ذلك؟ وهل سيكونون رؤوفين بمنتقديهم أم أن ما حاربوه بأقلامهم وألسنتهم طويلًا وكثيرًا قادرة تلك الوجاهة (المفتعلة) على شطبه من أجندة رؤيتهم حالما استووا على «المخمل».

وأخيرًا: الوطن.. بيت.. نا، لا مزرعت... هم.

والأمانة في ذلك هائلة المعنى، أن نعتبره بيتنا لنخلص له ونجنبه زخم الإساءات، لأنه ليس مزرعة أحد.. ممسك بأمانة الوظيفة، أو منتقدها، أو طامع فيها!