اليمن.. الحرب تنسف أحلام المرأة

الحدث الثلاثاء ١٧/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
اليمن.. الحرب تنسف أحلام المرأة

عدن - إبراهيم مجاهد

حالهن كحال بلدهن، حبلى بالأوجاع ومثقلة بالهموم والمتاعب، كمخاض السلام المتعثر في أفقر بلد عربي في الشرق الأوسط، تشعر النساء اليمنيات بآلام مخاض عسير مع معارك الخوف والجوع والفقر والنزوح، وما يزيد شدة وجعهن رؤيتهن لأبنائهن يتضورون جوعاً أو يبكون خوفاً من القصف وسماع أصوات الطائرات والمدافع والانفجارات وأزيز الرصاص.

هكذا بات حال كثير من النساء اليمنيات في ظل استمرار الحرب المجنونة التي قضت على المؤشرات التي كانت قد بدأت تشهد تحسناً طفيفاً فيما يخص الجانب الصحي والتعليمي في أوساطهن، تقول نائبة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن، هناء المتوكل إن الحرب في اليمن نسفت ما تحقق خلال عقدين في الجانب الصحي والتعليمي للمرأة اليمنية.
وتضيف هناء في حديثها لـ»الشبيبة»: الحرب أعادتنا عشرات السنين للوراء، ولن أبالغ إذا قلت أنها أعادتنا إلى عهد القرون الوسطى. فلم تترك إنساناً ولا شجراً ولا حجراً إلا واستهدفه، وتابعت: قتل خلال ما يقارب العامين ما يزيد عن 7827 إنساناً منهم 1199 امرأة و1620 طفلاً وجرح 17084 شخصاً منهم 1800 امرأة و2439 طفلاً، بين هؤلاء الجرحى أصبح 1650 معاقاً محروماً إما من نعمة البصر أو المشي أو الإحساس في كافة أطرافه، وأصبحت الحياة في نظره مجرد أيام خالية من الأحلام والطموحات والمستقبل.
وتشير المتوكل إلى أن الحرب تسببت في تدمير 263 مركزاً صحياً كانت تقدم الخدمات لمئات الآلاف من الأفراد وتقدم خدمات الصحة الإنجابية والصحة العامة للأمهات والمواليد وكانت المراكز الصحية المنتشرة على المناطق الحضرية والريفية في اليمن سبباً في خفض وفيات الأمهات بحسب المسح الصحي الديمغرافي للعام 2013م من 365 حالة وفاة إلى 148 حالة وفاة لكل 100000 طفل يولد حياً.
قبل نحو ثلاثة أسابيع شهدت عاصمة محافظة لحج «الحوطة» جنوبي اليمن وفاة امرأة حامل، حيث تم إسعافها إلى مستشفى إبن خلدون الحكومي، بعد شعرت أنها تعرضت لحالة «اسقاط» إلا أنها وأهلها تفاجئوا بأن قسم الطوارئ والتوليد وبقية أقسام المستشفى لا تعمل بسبب إضراب الكادر الطبي احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم الشهرية منذ أربعة أشهر بسبب الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الحرب في اليمن.. ظلت المرأة في ممر المستشفى تنزف حتى الموت، فمعظم المراكز الصحية في الأرياف والقرى قد أغلقتها الحرب.
ترى هناء المتوكل أن الأرقام لا تنقل الصورة الواضحة عن حجم الدمار والمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني، فهي مجرد أرقام.. وإن كان حجمها كبيراً، لكن لنتخيل أسرة مكونة من سبعة أفراد كحد متوسط لعدد أفراد الأسرة اليمنية، تفقد هذه الأسرة عائلها إما بسبب إصابته أو مقتله أو فقدانه لعمله بسبب الحصار المفروض على اليمن، ما الذي يمكن أن يحدث لهذه الأسرة؟! على من سيقع العبء الأكبر على هذه الأسرة؟! بالتأكيد على المرأة التي سيصبح من واجبها أن تكون هي العائل البديل.. وتتساءل المتوكل عن ما هي الفرص المتاحة أمام هذه المرأة، في ظل وضع اقتصادي متدهور، وإمكانيات محدودة وفي ظل تشرد ونزوح خارج بلدتهم وبعيداً عن أقاربهم.. وتقول تعيش هذه الأسرة في مخيم عشوائي قدم كمساعدة من قبل المنظمات الدولية، مخيم لا يقي من البرد القارص الذي يمر على معظم المحافظات اليمنية، أو أنها تعيش في هيكل بيت مهجور ليس له جدران، أو أنها –إذا كانت أسرة محظوظة- استأجرت شقة من غرفة واحدة لا يوجد بها حمام ولا مطبخ.