ثلاثة إصدارات جديدة عن بيت الغشام

مزاج الثلاثاء ١٧/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
ثلاثة إصدارات جديدة عن بيت الغشام

مسقط - العمانية

صدر حديثًا عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان، ثلاثة كتب جديدة في الدراسات النقدية، والتحفيز الإداري والرواية، وهي كتاب «في السّرد الرّوائيّ العُمانيّ الحديث: دراسات نقدية» لـ د. يوسف حطّيني، ويصدر بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وكتاب «حبات من التمر: من القيادة بالسلطة إلى القيادة بالتأثير» للخبير محمد صدام، ورواية «المؤامرة والسيف» للروائية فاطمة محمد بوشجر.

يذكر د. يوسف حطّيني في كتابه «في السّرد الرّوائيّ العُمانيّ الحديث: دراسات نقدية» الذي يقول في مفتتحه: «إذا كانت بداية الرواية العمانية قد تأخرت عن أخواتها العربيات في بلاد الشام وشمال إفريقيا، فقد جاءت بدايتها شبيهة لها في اتخاذها التاريخ والواقع أساسًا لموضوعاتها، وفق نظرة بسيطة لا تعطي أهمية للبعد الفلسفي والوجودي لقضاياها المطروحة، وقد كان على الكاتب العماني أن يبدع روايته الخاصة، دون الاستناد إلى نصوص سردية محلية تمكّنه من الاطمئنان إلى الاكتمال الفني للتجربة».
ويضيف المؤلف: «ونحاول في هذا الكتاب أن نقفز عن جيل الرواد والمؤسسين، وأن نتعامل مع النصوص التي تمثّل حداثة الرواية العُمانية، ويفيد أصحابها من إنجازات الرواية الفنية التي يؤرخ بعض النقاد بدايتها بصدور رواية بدرية الشحي (الطواف حيث الجمر) العام 1999، لنقدّم دراسات نقدية لاثنتي عشرة رواية صدرت جميعها في السنوات الخمس الأخيرة، وشكّل بعضها إضافة نوعية، لا إلى الأدب العُماني فقط، بل إلى الرواية العربية، وهذا يدلّ دلالة ناصعة، على أن الرواية في عمان حرقت كثيرًا من المراحل، ووصلت إلى شكل مقبول، وقابل للتطوّر في ظلّ تراكم فني مأمول».
كما صدر عن بيت الغشام كتاب «حبات من التمر: من القيادة بالسلطة إلى القيادة بالتأثير» للخبير محمد صدام، الذي يرى أنك لا تحتاج منصبًا لتصبح قائدًا، إذ إن جوهر القيادة في الحياة والعمل يبدأ بالقيادة الذاتية، أي قيادة النفس قبل قيادة الآخرين، فإن لم تكن لديك القدرة على قيادة وإدارة نفسك، لن تكون قادرًا على قيادة غيرك.
والقيادة الذاتية تبنى على شخصية الفرد وقيمه ومبادئه ومدى استعداده لتحمل المسؤولية.
وعليه يمكن القول إن عظمة الشخصية تسبق عظمة القيادة، وهذا يعني أنك إن لم تكن شخصًا عظيمًا لم تكن قائدًا عظيمًا.
وفي مجال الرواية صدرت عن بيت الغشام رواية «المؤامرة والسيف» للكاتبة فاطمة محمد بو شجر، وهي رواية تاريخية تدور أحداثها في فترة دولة اليعاربة وما تخللها من أحداث وبطولات وما مرت به من صراعات داخلية على السلطة.
تقول الكاتبة في تمهيدها للرواية: «برزت عُمان كدولة قوية في القرن السابع عشر، وأصبحت في عهد اليعاربة كيانا سياسيا قويا ليس في المشرق العربي، فحسب بل في المحيط الهندي أيضا، وأقوى وأكبر دولة بحرية حربية عرفت في تاريخ العرب الحديث، إلا أن هذا النجاح وقف عاجزًا أمام الصراعات الداخلية وخاصة الأسرية والقبلية وهو ما أضعف كيانها».
وبعد أن تسوق الكاتبة جملة من الأحداث التاريخية تقول: «واستولى يعرب بن ناصر على الإمامة واعتبر نفسه وصيا على ابن أخته!، فلما جاءت وفود القبائل تهنئ الإمام الصغير بالملك، كان من بينهم محمد بن ناصر الغافري فلما جلس إلى جواره سرعان ما تسارعت حدة الكلام بينهما فخرج ونار الغضب والانتقام تتأجج في صدره، فكاتب يعرب بن بلعرب اليعربي الذي تحالف بدوره مع قبيلة القواسم، ثم قصد القبائل البدوية في شمال عمان فتحالف معه ودخل نزوى في حملة عسكرية فانتصر واستسلم يعرب بن ناصر وسقطت وصايته مما أتاح للغافري استلام الزعامة في عُمان، فهب خصمه العنيد خلف بن مبارك الهنائي في وجهه بعدما وجد أن نفوذه قد جاوز المدى، ولم يتراجع كل منهما عن حشد الرجال والعتاد، ودارت بينهما رحى أشد المعارك شراسة وضراوة، واحتل الغافري صحار فسار خلف قواته لنجدة رجاله المحاصرين فيها، واشتبكت الجيوش تحت أسوار القلعة وانتهت بمصرعها، وظهر سيف الصغير، وكان قد كبر وقوي زنده وخط شاربه واخشوشن صوته، فخاطب الجميع بصوت غليظ شديد/أنتم تعلمون أن خلف ومحمد ليس لهما حصن ولا سور ولا رعية/ فاستبشر رجاله وأتباعه ورفعوا أسلحتهم وهتفوا باسمه، وكانت عودته التي طال مداها أملا مرتقبا في نفوسهم، وساروا معه على السمع والطاعة إلى نزوى...
ومن هنا تبدأ أحداث الرواية».