الكنز الذي اكتشفه شباب مصريون: ازدهار تجارة الكلاب والفضل للدولار

مؤشر الاثنين ١٦/يناير/٢٠١٧ ١٥:٢٧ م
الكنز الذي اكتشفه شباب مصريون: ازدهار تجارة الكلاب والفضل للدولار

القاهرة – ش
اعتاد الشاب إسلام محمد 27 سنة، المرور بشكل شبه يومي على العديد من الشركات المختلفة بحثاً عن عمل دون جدوى منذ تخرجه من كلية التجارة جامعة عين شمس، عام 2014، إلى أن وقعت عيناه في أحد الأيام على مجموعة على فيسبوك تبيع كلاب الحراسة، فقرر التوقف عن البحث عن وظيفة روتينية والدخول في هذه التجربة، بحسب تقرير لـ"هافينغتون بوست عربي".
"أحببت الكلاب منذ صغري وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كنت أربيها فوق سطح المنزل وأرعاها، وكانت تدافع عني إذا ظنت أن أحداً سيهاجمني، ولكني تخليت عن هذه الهواية بسبب الدراسة، والآن عدت للتفكير في تحويل الهواية إلى تجارة وعمل حقيقي."
هكذا يقول الشاب محمد الذي يسكن منطقة "إمبابة" الفقيرة الواقعة بشمال غرب القاهرة، والذي ظل يعاني من البطالة عدة أعوام مثل العديد من أقرانه، وهو يحكي لـ "هافينغتون بوست عربي" تجربته في العمل الخاص بعد تخليه عن وهم انتظار الوظيفة المكتبية.
ويشرح محمد تجربته قائلًا: "قديماً عندما كنت هاوياً كنت أوزع الجراء الوليدة (الكلاب الصغيرة) على أصدقائي وأقاربي، ولكن عقب انتهاء دراستي الجامعية وانطلاقاً في رحلة البحث عن عمل، بدأت أنتبه إلى أن تربية الكلاب وبيعها عملية مربحة جداً خاصة في ظل عدم وجود فرص عمل مناسبة."

البيع عبر فيسبوك
وسيلة التواصل مع المشترين تتم بحسب محمد كيف عبر الشكبات الاجتماعية والصفحات المتخصصة في البيع والشراء والتبادل، أصبحت أشبه بـ "متاجر" يبيع عبرها الشباب الراغب في الربح أي شيء: كلاب، ملابس، كتب".
ويشير إلى أنه كلما باع لزبون، أحضر له زبائن آخرين، كما أنه تصله اتصالات من الزبائن عبر الأرقام التي يضعها على صفحته، بما يسمح له التوسع خاصة في تجارة كلاب الحراسة التي يزداد الطلب عليها في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة وانتشار المنتجعات السكنية المغلقة حول أطراف القاهرة.

الشرطة والجيش تشتري مني
أحمد العربي أحد هواة تربية وتدريب الكلاب البوليسية، يؤكد بدوره لـ "هافينغتون بوست عربي" أن فكرة لجوئه لاقتناء وبيع كلاب الحراسة جاءت مع تراجع فرص الحصول على وظيفة، وتدهور الحالة الأمنية بالبلاد خاصة في المناطق النائية".

ويقول إنه يتاجر فيها من خلال البيع والشراء الإلكتروني، مؤكداً أن تجربته "توسعت مع زيادة الإقبال وانتشار سمعة جيدة للكلاب المولودة من سلالات أجنبية، والمدربة محلياً لتتحول تجارته إلى ما يشبه شركة تبيع وتشتري الكلاب."

الدولار طاول حتى الكلاب
"مصائب قوم عند قوم فوائد"، فقد راجت تجارة هؤلاء الشباب الهواة من أمثال "إسلام محمد" في كلاب الحراسة المستوردة، وأكثر منها تلك التي تجري تربيتها وولادتها في مصر، في أعقاب الارتفاع الكبير في أسعار كلاب الحراسة المستوردة، عقب تعويم الجنيه وتضاعف سعر العملات الأجنبية، ما دفع شركات حراسة وأفراداً للجوء لها بحثاً عن سعر أرخص.
وقال أعضاء في الغرفة التجارية المصرية لـ"هافينغتون بوست عربي" إن ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري ضاعف أسعار الكلاب المستوردة بغرض الحراسة، فضلاً عن صعوبة استيرادها في ظل عدم توافر الدولار، والقيود الصحية، حيث أن لكل كلب جواز سفر وشهادة صحية وأوراق إفراجاً جمركياً.
بدوره، قال مينا نسيم عضو المنظمة العالمية لرابطة الحراسات الخاصة وإنترناشيونال "VIP"، وهو بودي جارد وعضو غرفة القاهرة التجارية، إن أسعار كلاب الحراسة ارتفعت بنسبة 20% تقريباً نتيجة لارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه كما ارتفعت أسعار أغذية الكلاب المستوردة بنسبة 20% أيضاً.
وأشار "نسيم"، في تصريحات صحفية، إلى أن أسعار كلاب الحراسة التي تعد عنصراً أساسياً في عمل شركات الأمن والحراسة؛ باتت تتراوح ما بين 2000 إلى 2500 دولار تقريباً وجوال أعلاف طعام الكلب ذو الوزن 20 كيلوجراماً، سعره يصل إلى 40 دولاراً تقريباً.