مهرجان مسقط 2017.. متعة للجميع

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٦/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
مهرجان مسقط 2017.. متعة للجميع

ناصر اليحمدي
ساعات قليلة وينطلق مهرجان مسقط 2017 الذي أصبح أحد أهم العلامات البارزة على الخريطة الســــياحية العربية والإقليمية وسط تشوق من المواطنين لمعرفة الجديد الذي ستحمله نسخة هذا العام في ظل التصريحات التي يدلي بها القائمون على المهــرجــان بأنه تم إضافة عدد من الفعاليات الجديــدة الممــيزة التي ستلبي أذواق رواد المهرجان.

لقد استطاع مهرجان مسقط أن يثبت وجوده على خارطة المهرجانات الإقليمية والدولية كواحد من كبريات تلك المهرجانات، نظراً لتزايد عدد الزوار الذي يتضاعف سنويًا والذين يفدون إليه من كل صوب وحدب من أجل الاستمتاع بفعالياته المختلفة وهو ما يدل على حسن تنظيم المسؤولين له وخبرتهم المتراكمة في إمتاع الزوار وتنشيط الحركة السياحية في السلطنة.
لا شك أن أهم ما يميز مهرجان مسقط بصفة عامة هو تنوع فعالياته ما بين ترفيهية وفنية وثقافية ورياضية واجتماعية وتعليمية وتسويقية وغيرها مما يلائم كافة أذواق وشرائح المجتمع وبالتالي تتحقق المتعة للجميع .. ومنذ انطلاق نسخته الأولى في العام 1996 وكل عام يتم استحداث المزيد من الفعاليات التي تواكب العصر وهذا العام تم إضافة فعاليات جديدة مثل الغابة الاستوائية ولعبة البينتبول الترفيهية والمعرض التعليمي والتثقيفي الخاص بالطيران إلى جانب الفعاليات التي تعرض كل عام وتجذب شرائح كبيرة من المجتمع.
إن مهرجان مسقط أصبح أحد أهم العوامل التي تبرز الوجه الحضاري لبلدنا العريق لأنه يقوم بتعريف الزوار بثقافتنا وتاريخنا نظراً لما يضمه من فعاليات تراثية فهو يعد سفيراً لبلادنا وعاملاً يربط الماضي بالحاضر والمستقبل في لوحة إبداعية خلاقة حيث إن فعالياته تبرز المواهب الإبداعية لدى المشتركين من مختلف الولايات التي يعرضون من خلالها المقومات التي تحتويها كل ولاية سواء كانت مقومات طبيعية تتمثل في البيئة التي تضمها الولاية كالجبال الشاهقة أو السواحل الخلابة أو الرمال الناعمة كالحرير.. أو مقومات بشرية بما يشتهر به أهلها من حرف وصناعات ونهضة عمرانية حديثة ومناطق جذب سياحي وغيرها.. وبالتالي فإن المهرجان مرآة عاكسة لما تمتلكه الســلطنة من مفـــردات حضارية قديمـــة ومعاصـــرة عظيمة.
نتمنى أن يتمكن القائمون على مهرجان مسقط هذا العام من معالجة السلبيات الطفيفة التي تعتريه والقضاء على الشكاوى التي تتكرر كل عام مثل ارتفاع أسعار المعروضات والألعاب والمأكولات والمشروبات والتي تشكل عبئا على كاهل الأسر التي تصطحب أطفالها وتمنعهم من الاستمتاع بكافة فعاليات المهرجان أو الذهاب إليه من الأساس.. فهؤلاء يعتبرون أن المهرجان متنفس لكل من لا يستطيع اصطحاب أطفاله والسفر للترفيه في الخارج وكما يقول المثل «جحا أولى بلحم ثوره» ومن حق المواطنين الاستمتاع بمهرجان بلادهم، لذلك يجب أن تراعي بلدية مسقط أن تكون الأسعار في متناول يد الجميع ولا يكون الغرض الأساسي منه الربح فقط بل تحقيق المتعة للجميع سواء كانوا سائحين أم مواطنين بحيث يكون عامل جذب لهم جميعا لمعاودة الزيارة في السنوات القادمة فيصبح بذلك عامل رفد اقتصادي للدولة بالإضافة إلى دوره الملموس في تنشيط السياحة.
إن مهرجان مسقط يعد رسالة توجهها السلطنة للعالم بأنها رائدة في التقريب بين الشعوب وراعية للسلام والتسامح حول العالم .. فالمهرجان ملتقى ثقافي وحضاري وتجاري على مستوى عالمي ونجاحه دليل تميزه .. إلا أن الأهم من تحقيق النجاح هو الحفاظ عليه والإضافة إليه ومواصلة التميز.. وما حققه مهرجان مسقط من نجاحات سابقة تضاعف من مسؤولية القائمين عليه للحفاظ على هذا النجاح وإضافة المزيد من الألق إلى فعالياته حتى ينال رضا وإعجاب الزائرين مثل كل عام.
إن زيارة مهرجان مسقط فرصة ذهبية للنهل من الزخم الثقافي الذي يتضمنه والتعرف على التراث العماني في حلة جديدة وقضاء وقت ممتع إلى جانب زيادة التواصل بين أفراد الأسرة لاسيما وأن مشاغل الحياة جعلت التواصل بينهم يكاد يكون معدوماً لذا فإن زيارة المهرجان تعد فرصة لتجديد العلاقة والتقريب فيما بينهم بالإضافة إلى أنها تضيف المتعة والإثارة إلى حياتهم.
تحياتنا للقائمين على مهرجان مسقط ونتمنى لهم النجاح والتوفيق.

من ينقذ مسلمي الروهينجا؟

الهجرة القسرية التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا في ميانمار الذين يتركون بلادهم بسبب الاضطهاد والتعذيب والقتل والاغتصاب الذي يتعرضون له على يد الجيش البوذي أصبحت ظاهرة مقلقة ولا يجب السكوت عليها حيث وصل عدد من غادروا ميانمار أكثر من 65 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر فقط.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا هذا التجاهل إزاء التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب الروهينجا ولماذا الصمت المطبق من المجتمع الدولي الذي يهب لكل صغيرة وكبيرة تتعلق ببعض الدول الغربية ولو كانت جرائم فردية؟
الغريب أن رئيسة الحكومة أون سان سو تشي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1991 لدعمها النضال البعيد عن العنف وبالرغم من ذلك تتعرض فئة من شعبها لجرائم ضد الإنسانية ترقى للتطهير العرقي وهو ما دعا مجموعة من حاملي الجائزة لانتقادها والدعوة لسحب الجائزة منها ومطالبة مجلس الأمن بالضغط على الحكومة في ميانمار لرفع الاضطهاد عن الروهينجا وإجراء تحقيق دولي مستقل لتقرير مصيرهم وإدراج هذه الأزمة في جدول أعمال المجلس.
لقد صنف مسلمو الروهينجا أنهم أكثر شعب مضطهد في العالم ورغم ذلك لا يجدون من يساعدهم ويعيد لهم كرامتهم وحقهم في العيش الكريم .. فوطنهم يلفظهم والدول المجاورة ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وبنغلاديش ترفض إيواءهم .. ومن لا يترك وطنه يعاني من التعذيب الوحشي على يد قوات الأمن والحرمان من الجنسية والتعليم والخدمات الصحية وفرص العمل وامتلاك الأرض والبيت إلى جانب دفع الضرائب الباهظة وغيرها من الممارسات التي لا تشعره بآدميته.
عندما انتهى الحكم العسكري الديكتاتوري الذي قاد البلاد لعقود وجاءت حكومة ديمقراطية نوعا ما استبشر المسلمون خيرا واعتقدوا أن أشعة الديمقراطية ستشملهم وتعيد لهم حقوقهم المهدرة .. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث صعد نجم حركة 969 البوذية المتشددة التي يتحكم فيها مجموعة من الرهبان البوذيين المتعطشين لدماء المسلمين والذين يقدمون المبررات الأخلاقية لأفعالهم الدنيئة وبالتالي زاد الأمر سوءا وتصاعدت موجات العنف ضد الروهينجا دون تمييز مما أجبرهم على الفرار من بلادهم.
السؤال الذي يفرض نفسه.. أين منظمات حقوق الإنسان حول العالم التي تهلل كلما تعرض أمريكي أو أوروبي للظلم أم أن مبادئها لا تشمل المسلمين؟.
لا شك أن ما يتعرض له مسلمو الروهينجا دليل على أن ما تدعيه الدول العظمى من ديمقراطية وحفاظ على حقوق الإنسان مجرد شعارات زائفة لا تمت للواقع بصلة وإلا لماذا هذا الخرس تجاه الممارسات العنصرية المستمرة ضد هذه الأقلية التي تعد أكبر أقلية في العالم حيث يبلغ تعدادها لأكثر من مليون شخص وهو ما يعني أنهم يعتبرون شعبا بمفردهم ؟!.
ما يشهده المسلمون في ميانمار من عنصرية يندى له الجبين.. إذ كيف لإنسان أن يعيش غريباً في وطنه وإذا فكر في السفر حتى ولو للحج يشطب اسمه من السجلات ويعد أجنبيا ولا يجد بلدا تؤويه؟
إن كل ما يتمناه المسلمون في ميانمار أن يعيشوا الإحساس بالمواطنة وتشملهم مظلة الديمقراطية والعدل والحق ويشعرون بآدميتهم وحقوقهم وكرامتهم.. فهل ينصفهم المجتمع الدولي وينقذهم ويوقف الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها ويثبت أنه بالفعل يدافع عن حقوق الإنسان أيا كانت ديانته أو جنسيته؟

حروف جريئة

أسعدنا كثيراً تقدم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ثلاثة مراكز في تصنيف الفيفا ليحل في المركز 118 إلا أن هذا يضع أمام بيم فيربيك تحدياً جديداً بضرورة إثبات جدارة المنتخب بهذا التقدم .. فهو مازال في مرحلة التعرف على إمكانيات الفريق وعليه أن يضاعف جهوده لتحقيق تصنيف أفضل وقيادة المنتخب نحو الفوز.
من لم تقتله الحروب مات من البرد.. هذا هو حال اللاجئين والمهاجرين في أوروبا الذين يموتون نتيجة الموجة شـــديدة البرودة التي تجتاح القارة العجوز مع عدم وجود خيام ومساكن مزودة بوســـائل تدفئة.. لكم الله أيها المهاجرون.
الرجولة والنخوة تفتقدها جماعة بوكو حرام التي صارت تجند النساء للقيام بالعمليات الانتحارية وآخرها قيام أربع انتحاريات بتفجير أنفسهن في سوق مكتظة بنيجيريا.. هل انتهى الرجال في التنظيم المتشدد؟

ضمير الرئيس الأمريكي باراك أوباما استيقظ قبل تركه البيت الأبيض بالنسبة لكثير من الأخطاء التي ارتكبها أثناء ولايته ومنها جرم تقسيم السودان فقرر رفع العقوبات الاقتصادية عنها ولكن هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟

مسك الختام

قـــــال تعـــــالى : «اقْتَرَبَ لِلــنَّاسِ حِســـَابُهُمْ وَهُــمْ فِي غَفْلَـــةٍ مُعْرِضُـــونَ».