طريق عمان – السعودية البري ونقلة لوجستية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٦/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
طريق عمان – السعودية البري ونقلة لوجستية

محمد محمود عثمان

يعد افتتاح الطريق البري بين عُمان والسعودية نقلة لوجستية وحضارية وفرصة اقتصادية أمام رجال الأعمال والقطاع الخاص لتنويع مصادر الدخل من خلال المشاريع الجديدة التي يمكن إقامتها على جانبي الطريق لتقديم الخدمات والمرافق العامة و بعض الخدمات الضرورية كمحطات الوقود والفنادق والاستراحات والخدمات اللازمة ،إلى جانب الخطط الحكومية التي تنفذها السلطنة والسعودية ،لتنشيط التواصل بين الجانبين، ويعتبر هذا الطريق الوحيد الذي يربط السعودية بسلطنة عمان مباشرة بدون المرور بدولة الإمارات العربية المتحدة،على الرغم من بعض المخاوف من إنشاء الطريق عبر صحراء الربع الخالي، باعتبارها منطقة خطرة نظرا لطول مسافتها، وافتقادها للخدمات العامة والاستراحات ومحطات وقود ، وهى المرة الأولى التي يتم فيها تدشين طريق بري بهذا الحجم الضخم والذي يبلغ طوله أكثر 680 كيلو مترا ليربط بين دولتين من دول الخليج،لأن بنائه تطلب تحريك كميات ضخمة من رمال الربع الخالي الشاسعة، مع إنشاء كباري علوية للتغلب على الكثبان الرملية التي يتميز بها الربع الخالي، التي تعتبر من أكبر الصحاري الرمليةالمتجاورة في العالم،لذلك فإن الطريق الجديد سيحدث طفرة اقتصادية واجتماعية ، مع توليد فرص عمل جديدة بالمناطق التي يمر من خلالها أوالطرق القريبة والمتفرعة منه ، بالإضافة إلى أن المشروع يشكل نقلة حضارية وتنموية وبعُدا استراتيجيا وقوميا،على طريق تحقيق السوق الخليجية والعربية المشتركة ، حيث يتيح فرص التواصل والتنقل بأمان ، خاصة أن الطرق في المناطق المترامية في صحراء الربع الخالي تمثل تحديا من نوع خاص نظرا لطبيعة المكان، واحتمالات التعرض للعواصف الرملية و أشعة الشمس الحارقة وارتفاع درجة الحرارة ، ولعلها البداية الحقيقية للتغلب على بعض معوقات التجارة البينية العربية، ولتشجيع تدفق وانتقال السياح العرب و الأجانب بما يدعم حركة السياحة واسهاماتها في تنويع مصادر الدخل ، خاصة أن الجانب السعودي يترقب افتتاح الطريق الذي يسهل ويقتصر المسافة إلى عُمان، ولا سيما مدينة صلالة التي أصبحوا يفدون عليها بكثافة في السنوات الأخيرة،نظرا لما تتمتع به من خصائص ومميزات سياحية فريدة ومناخ استثنائي في فصل الصيف في المنطقة الخليجية وكذلك ترقب الجانب العماني افتتاح الطريق ليسهل عليهم التوجه إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء المناسك ، فضلاً عن زيادة الترابط الاجتماعي ، بخلاف التجارة بين البلدين، وإمكانية الوصول إلى بلاد الشام و الدول الأفريقية وشواطئ البحر المتوسط اتجاها إلى الأسواق الأوروبية ، خاصة بعد الانتهاء من جسر الملك عبد الله الذي يربط الجزيرة العربية مع إفريقيا عبر البحر الأحمر ، خاصة أن السعودية بصدد تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة مع منطقة التجارة الحرة الأوروبية،وفي المقابل زيادة التدفق الأوروبي والإفريقي للمنطقة ، كما سيتيح الطريق التواصل مع أجزاء من دولة الإمارات العربية المتحدة ، بعد افتتاح طريق الفجيرة السريع بطول 15 كيلومتر، الذي سيكون بمثابة حلقة وصل بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، بما يساعد على تشجيع المزيد من التبادل التجاري ، فضلاً عن زيادة التواصل الاجتماعي بين كلا الشعبين ، بعد أن يصبح السفر بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان أكثر سهولة وأقصر مدة ، بخلاف التأثيرات الإيجابية المتوقعة لتطوير التجارة بين البلدين ،والمساهمة في تعزيز الاتصال والحركة بشكل أكثر سرعة و كفاءة لنقل السلع والمنتجات و البضائع والمحافظة عليها وتقليل الفاقد ، ومن ثم خفض الأسعار،وتنشيط حركة السياحة البرية ،