مَن هم الروهينجا؟ وماذا تعرف عنهم؟

الحدث السبت ١٤/يناير/٢٠١٧ ١٩:١٥ م
مَن هم الروهينجا؟ وماذا تعرف عنهم؟

مجموعة من المسلمين يسكنون في دولة بورما وهي التي رفضت حكومة بورما الاعتراف بهم وتهميشهم وقطع المؤونة عنهم فأصابهم الفقر وضربتهم المجاعة مما أجبرهم على مغادرة بلادهم، ورغم محاولة بعضهم الفرار عن طريق البحر إلا أن هناك دولاً لم ترضَ باستقبالهم كماليزيا وإندونيسيا وبنجلادش، بينما سمحت كل من تركيا وأمريكا باللجوء إليهما.

لغة الروهينجا
اللغة الروهينجية ذات كتابة حديثة لشعب الروهينجا القاطن بولاية راخين «أراكان» البورمية «ميانمار»، وهي من اللغات الهندوأوروبية، وترتبط لغوياً بلغة شيتاجونج المستخدمة في الجزء البنجلاديشي الجنوبي المحاذي لبورما، وقد تمكن علماء الروهينجا بنجاح من كتابة لغتهم في نصوص مختلفة مثل العربية والأوردية والرومانية والبورمية، والحنفي هي أبجدية وضعت حديثاً استمدت من اللغة العربية مع إضافة أربعة أحرف من اللغة اللاتينية والبورمية. وقد اعترفت بها المنظمة الدولية للمعايير تحت رمز ISO 639-3 «rhg».

التاريخ
ظهرت مستوطنات المسلمين في أراكان منذ وصول العرب هناك في القرن الثامن الميلادي، ويُعتقد أن السلالة المباشرة من المستوطنين العرب يعيشون الآن في وسط مركز أراكان بالقرب من بلدتي مرايك يو وكياوكتاو بدلاً من منطقة مايو الحدودية القريبة من منطقة شيتاجونج البنجلاديشية التي يقطن فيها حالياً أغلبية الروهينجا.

الغزو البورمي
بعد الغزو البورمي لأراكان سنة 1785م فرّ ما يصل إلى 35 ألف أراكاني إلى مقاطعة شيتاكونج المجاورة التابعة للبنجال البريطاني وذلك سنة 1799م؛ هرباً من اضطهاد البورميين وطلباً لحماية الهند البريطانية، وقد أعدم الحكام البورميون آلاف الأراكانيين ورحَّلوا أعداداً ضخمة منهم إلى وسط بورما تاركين أراكان وبها القليل من السكان حتى احتلها البريطانيون.

الاحتلال البريطاني
عندما احتل البريطانيون أراكان، شجّعوا البنجال القاطنين في المناطق المجاورة، على الهجرة إلى أودية أراكان الخصبة والزراعة فيها؛ وذلك بسبب قلة سكان أراكان، وذكر التعداد البريطاني لسنة 1891 أن عدد المسلمين في أراكان كان 58.255 ثم ارتفع إلى 178.647 في 1911، وكان السبب الأساسي لموجات الهجرة هو الحاجة لعمّال رخيصين من الهند البريطانية للعمل في حقول الأرز، وبدأ مهاجرو البنجال وأغلبهم من منطقة شيتاجونج، بالانتقال مجموعات إلى القرى الغربية من أراكان.

«مذبحة العام 1942»

خلال الحرب العالمية الثانية انسحب البريطانيون من بورما تحت ضغط هجمات الجيوش اليابانية، تاركين وراءهم فراغاً في الحكم، فاندلعت أعمال عنف كبيرة، منها ما هو بين قرى الراخين البوذية والروهينجا المسلمين، ومنها ما كان بين جماعات موالية لبريطانيا وقوميين بورميين، فعند انسحابهم من بورما قام البريطانيون بتسليح جماعات مسلمة في شمال أراكان لإنشاء منطقة عازلة تفصلهم عن الغزاة اليابانيين، فقد دعم الروهينجا الحلفاء في حربهم تلك بمساعدتهم في استكشاف العمق الياباني، فتعرّض الآلاف منهم لفظائع من اليابانيين، حيث أفرطوا فيهم بالقتل والاغتصاب والتعذيب، ويُعتقد أنه عبَر في تلك الفترة 22 ألفاً من الروهينجا، الحدود إلى ولاية البنجال التي هي جزء من الهند البريطانية؛ هرباً من العنف.

تمييز عنصري
اعتمد المجلس العسكري الذي حكم بورما منذ نصف قرن اعتماداً كبيراً على القومية البورمية وديانة تيرافادا البوذية لتعزيز حكمه، لذا فقد رأى خبراء الحكومة الأمريكية بأن هناك تمييزاً عنصرياً ضد الأقليات مثل الروهينجا والمجموعات الصينية مثل الكوكانج والبانثاي «صينيين مسلمين». وهناك بعض مؤيدي الديمقراطية المنشقين عن الأغلبية العرقية البورمنة في بورما، يرفضون الاعتراف بأن الروهينجا من أبناء البلد، وقد اتهمت حكومات بورما المتعاقبة بأنها تثير أعمال الشغب ضد الأقليات.

المصدر: ويكيبيديا