رئيس مجلس إدارة شركة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي لـ"الشبيبة": "الإحلال" وفق تدريب نوعي يوفر آلاف الوظائف

مؤشر الأربعاء ١١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
رئيس مجلس إدارة شركة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي لـ"الشبيبة":
"الإحلال" وفق تدريب نوعي يوفر آلاف الوظائف

مسقط - حمدي عيسى عبدالله
تصوير - طالب الوهيبي

أكد رئيس مجلس إدارة شركة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي أن القطاع الخاص يعتبر العنصر الأساسي في منظومة توفير الوظائف في المرحلة الراهنة في ظل حالة الاكتفاء التي يعرفها القطاع العام، وبما أن الوضع الاقتصادي الراهن يحد من إمكانيات القطاع الخاص في توفير وظائف جديدة فإن عملية "الإحلال" تعتبر حلاً مثالياً لتوفير آلاف الوظائف، لكن هذه العملية تتطلب تدريباً نوعياً؛ لأن الاستغناء عن موظف يتطلب إيجاد بديل مدرّب وجاهز لأداء متطلبات العمل بكفاءة، وبما أن عملية التدريب النوعي مكلِّفة والقطاع الخاص لا يمكنه أن يتحمّلها، فإنه لا بد من البحث عن صيغة تضمن تحقيق هذا الهدف؛ لأن وجود عمانيين مدرّبين ومتمكنين سيحفّز القطاع الخاص على تسريع عملية "الإحلال" مما يفتح آفاق التوظيف لآلاف الباحثين عن عمل، جاء ذلك في تصريح خاص لـ"الشبيبة" أوضح فيه أيضاً أن ما تملكه السلطنة من مخزون في مختلف أنواع المعادن التي يحتاجها السوق المحلي والعالمي تجعل قطاع التعدين يمكنه أن يلعب دوراً استراتيجياً في تنويع مصادر الدخل وتوفير الوظائف.

البحث عن بديل أمر حتمي
أنور قال أيضاً: "ندرك كلنا أن الأنظار في عملية توفير الوظائف خلال المرحلة المقبلة تتجه صوب القطاع الخاص الذي يدرك دوره دون شك وهو مستعد للقيام به على أكمل وجه؛ لأن كل مديري المؤسسات الخاصة يعملون بروح المسؤولية ويدركون واجبهم تجاه الوطن، لكن في ظل الظروف الراهنة التي يعرفها الاقتصاد والتي أجبرت شركات القطاع الخاص على شد الحزام وترشيد النفقات فإن توفير مناصب عمل جديدة في هذا القطاع يصبح صعباً مما يجعل البحث عن بديل أمراً حتمياً بخاصة أن هناك الآلاف من الباحثين عن عمل الذين يبحثون عن فرص وظيفية، يضاف إليهم آلاف الخريجين الجدد كل سنة، مما يجعل البحث عن حل جذري أمراً حتمياً ليس فقط للمرحلة الراهنة وإنما للأجيال المقبلة".

الإحلال حل مثالي
مضيفاً: "وهنا نجد أن الاعتماد على عملية الإحلال يعتبر حلاً مثالياً بخاصة أن أحدث الإحصائيات تؤكد وجود أكثر من 1.9 مليون عامل وافد في السلطنة من مختلف الجنسيات معظمهم في القطاع الخاص، وقد زادت أعداد القوى العاملة الوافدة نحو 131 ألفاً خلال الشهور الأحد عشر الأولى من العام الفائت، ويستحوذ قطاع الإنشاءات على الحصة الكبرى من القوى العاملة الوافدة، مسجلاً ما نسبته 36.3 %، بحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. ولا شك أن شركات القطاع الخاص ستتجاوب مع هذا التوجه بخاصة أن المختصين يؤكدون أن أعداد الباحثين عن عمل لا تتجاوز 100 ألف مواطن عماني، وفي نفس الوقت توجد ما يقارب من 400 ألف وظيفة جاهزة للإحلال في الوظائف الماهرة في الوقت الحالي ومناسبة للعمانيين، لكن عملية الإحلال تتطلب أن يكون هذا العامل العماني الذي يحل مكان الوافد مدرَّباً ومؤهلاً وقادراً على إدارة العمل وتقديم نفس العطاء الذي يقدمه العامل الوافد، وهذا طبعا لا يمكن أن يقدمه الباحثون عن عمل؛ لأن معظمهم خريجون جدد".

تدريب نوعي وفق خطة مدروسة
مؤكداً: "وهنا تبرز أهمية وضرورة توفير تدريب نوعي وفق خطة مدروسة توفر للباحثين عن عمل مفاتيح التمكن في الوظيفة مما يجعلهم مؤهلين ليحلوا مكان القوى العاملة الوافدة وباقتدار، وبما أن عملية التدريب مكلِّفة جداً وتتطلب مبالغ باهظة، فإن القطاع الخاص لا يمكنه أن يتحمّلها، لذلك لا بد من إيجاد صيغة مناسبة لهذا الموضوع سواء بتقديم القطاع الخاص للوظائف التي يريد الإحلال فيها لتقوم الجهات المختصة بتدريب باحثين عن عمل على تلك الوظائف ببرامج نوعية مكثفة، أو يتكفل القطاع الخاص بعملية التدريب وفق رؤيته على أن تقوم الجهات المختصة بتمويل هذه العملية، أو أية صيغة أخرى يمكن الوصول إليها بحوار بين مختلف الأطراف المعنية؛ لأن تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع سيساهم في توفير آلاف الفرص الوظيفية للشباب العماني".

دور استراتيجي لقطاع المعادن
أنور البلوشي قال أيضاً: "السلطنة تعمل على تنويع مصادر الدخل وهناك خطوات ميدانية في هذا الاتجاه، ولدينا العديد من القطاعات التي نعمل عليها كثيراً لتكون مساهماً في الناتج المحلي منها السياحة والزراعة والأسماك والصناعة، لكني أرى أيضاً أن قطاع المعادن يمكنه أن يكون له دور استراتيجي في هذا المجال بخاصة أن السلطنة تزخر بثروات مهمة في هذا المجال وذات قيمة كبيرة وكلها مطلوبة وبقوة من السوقين المحلي والعالمي، وبالتالي فإن التركيز على هذا القطاع سيحرّك الاقتصاد الوطني ويقدم إضافة نوعية بخاصة أن المعادن التي ستستخرج من تحت الأرض لا يتم تصديرها كمواد خامة بل تتم عملية التصنيع في السلطنة، وهذا ما يفتح آفاقاً واعدة للتوظيف ويفعّل كل القطاعات الأخرى، ولا شك أن تنشيط هذا القطاع سيستقطب مستثمرين من مختلف دول العالم؛ لأن هذا القطاع من أهم المجالات التي يقبل عليها المستثمرون وبقوة".

حوافز وسهولة في الإجراءات
مضيفاً: "استقطاب المستثمرين يتطلب منظومة من الحوافز وسهولة في الإجراءات مع توحيدها في محطة واحدة تتكفل بالحصول على مختلف التراخيص والموافقات من مختلف الجهات؛ لأنه علينا أن ندرك أن كل الدول تعمل على استقطاب المستثمرين، وبما أن المستثمر أمامه خيارات عديدة فإنه يتجه حيث يجد التسهيلات والحوافز. طبعاً هناك أساسيات وضوابط لا يمكن أن نتنازل عنها ومصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، لكن ضرورة تسهيل الإجراءات واختزالها في محطة واحدة بدلاً من تشتيت المستثمر بين عدة جهات، أمر لا بد منه، مع التركيز على عامل الوقت الذي يعتبر أمراً مهماً في هذا المجال، وطبعاً هناك جهود تُبذل وعمل كبير يتم في مختلف المجالات وقد تحقق الكثير، لكن دوماً نتطلع لتحقيق الأكثر، والمرحلة المقبلة بكل تحدياتها تتطلب الكثير من التحديث والتطوير لمسايرة التطورات في سوق يشهد منافسة شرسة".

الترويج للسلطنة
أنور البلوشي قال أيضاً: "من خلال لقاءاتي مع رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف دول العالم، فإنني أشعر بالكثير من الفخر حينما يتحدثون عن السلطنة بانبهار وكثير من التقدير، وهذا بفضل السياسة الحكيمة لقائدنا وقدوتنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي قدّم للعالم أجمع نموذجاً لنهضة شاملة ومتوازنة، وبفضل حكمته نعيش في واحة من الاستقرار والأمن والأمان، ونتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل وثقة، وأرى أن كل عُماني حيثما حلَّ هو سفير لبلده، وعليه أن يعرف كيف يمثله وكيف يقدّمه للآخرين، كما أن رجال الأعمال مطالبون بالترويج للسلطنة ومختلف مشاريعها. هناك طبعا جهود تُبذل من مختلف الجهات في هذا المجال، لكن مساهمة الجميع في هذا المجال ضرورية ولا بد منها، بل هي مسؤولية وطنية، فالسلطنة تتميّز بمقومات استثنائية وتتوفر على الظروف المثالية للاستثمار الناجح والآمن، كما تعمل وفق خطط طموحة وتعمل على تجسيد مشاريع عملاقة في مقدمتها مشروع الدقم الذي يعتبر مشروعاً رائداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسيُعيد حين اكتماله تشكيل خارطة الاقتصاد العالمي".

رؤية تستشرف المستقبل
مضيفاً: "الاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعمل على تطوير هذا القطاع وتنميته يجسّد رؤية تستشرف المستقبل؛ لأن هذا القطاع يعتبر عصب الاقتصاد، ويشهد هذا القطاع الذي أرست دعائمه ندوة سيح الشامخات التي جاءت بتوجيهات سامية، نمواً متزايداً واهتماماً كبيراً من مختلف الجهات، وما يثلج الصدر الإقبال الكبير من الشباب العُماني على هذا المجال، ولا بد على الشباب أن يدركوا أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وصعود سلم النجاح يجب أن يكون بخطوات متوازنة ومدروسة، وإذا كانت هناك حوافز وتدريب ومتابعة لرواد الأعمال في السلطنة فإن الحافز الأول والأساسي يجب أن ينبع من ذات الشاب، كما أنصح الشباب من خلال خبرتي العملية، بالمتابعة الشخصية للعمل بأدق التفاصيل؛ فالعمل ميدان وجهد وليس مكتباً وفيراً، وأن يكون طموحه يعانق الأفق، فالكثير من الشركات بدأت صغيرة وهي الآن تحتل مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي".

تفاؤل رغم التحديات
رئيس مجلس إدارة شركة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي اختتم حديثه قائلاً: "رغم كل الظروف والتحديات أتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل. علينا أن ننظر دوماً إلى النصف الممتلئ من الكأس ونفكر في الحل بدلاً من البكاء على الأطلال. لقد غرس فينا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- روح الأمل وعوّدنا أن نتطلع إلى المستقبل دوماً بروح التفاؤل، فمهما كانت التحديات يمكن مواجهتها بالتخطيط والعمل، فالصخور تقف عائقاً أمام الضعفاء، بينما يرتكز عليها الأقوياء للصعود نحو الأعلى، فبفضل سياسة جلالته الحكيمة ورؤيته العميقة التي تستشرف المستقبل، سارت سفينة النهضة من مرفأ إلى آخر، تحقق الإنجازات، وتقدّم للعالم أجمع نموذجاً فريداً لنهضة متوازنة ألانت الصعاب، وتحدت التحديات، وحققت الرخاء والنماء. وبهذه الروح التي تنبض أملاً مسافراً في الأفق الرحب نواصل العمل وكلنا تفاؤل وثقة في تحقيق المزيد من الإنجازات، ونحن ندرك فعلاً التحديات التي تنتظرنا بخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي هزت العالم، إلا أننا نتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل، فالشعب الذي وطنه عُمان وقائده جلالة السلطان شعبٌ لا يوجد المستحيل في قاموسه وتلين أمامه التحديات ويواصل رحلة الإنجازات والعطاء بتفاؤل وبقلب ينبض بالأمل".

-----------------
محطات في حياة أنور البلوشي:
- ولِد أنور البلوشي العام 1969، وتميّز منذ صغره بالذكاء والاعتماد على النفس، وكان طيلة مشواره الدراسي متفوقاً ومتميِّزاً بالنبوغ.
- تحصل أنور على بكالوريوس تجارة تخصص مالية من جامعة مومباي بالهند في العام 1992، والتحق مباشرة للعمل في قسم القروض ببنك عمان الدولي.
- انتقل أنور إلى البنك الأسترالي النيوزيلاندي العام 1995، حيث عمل مديراً للعلاقات التجارية في فرع البنك بمسقط، وبقي في هذا المنصب خمس سنوات.
- استقال أنور من البنك العام 2000 وتفرّغ لممارسة التجارة الحرة، حيث تمكن من اكتساب خبرة ميدانية وكان اسماً لامعاً في هذا المجال.
- تم تعيين أنور مديراً تنفيذياً لمجموعة مجان العام 2007، واتسم أداؤه بالنوعية والتطوير، وركّز كثيراً على تشجيع الموظفين العمانيين.
- فاز أنور بلقب ثالث أفضل مدير تنفيذي في الشرق الأوسط فئة "الريادة" العام 2012، متفوقاً على مديري أكبر الشركات العالمية، وتم تكريمه في حفل كبير بدبي.
- فاز أنور العام 2013 وللسنة الثانية على التوالي بلقب تألق أفضل مدير تنفيذي في الشرق الأوسط فئة "تطوير الموارد البشرية الوطنية"، وتم تكريمه في حفل كبير بدبي.
- أسس أنور شركته الخاصة "أنوار آسيا للاستثمار" العام 2014 والتي تركز على الاستثمارات النوعية التي تقدم الإضافة للاقتصاد الوطني.
- رعى أنور حفل تخريج طلبة كلية بونا بمومباي العام 2012، وقدّم خلال الحفل محاضرة على الاقتصاد العُماني وفرص الاستثمار في السلطنة.
- تم تكريم أنور البلوشي من طرف وزير العمل الهندي العام 2013 في حفل كبير بفندق قصر البستان؛ لبزوغه في "الريادة" وجهوده في التطوير والتنمية.
------------------
بالأرقام
1.9 مليون عامل وافد في السلطنة من مختلف الجنسيات معظمهم في القطاع الخاص.

131 ألف عامل وافد جاؤوا للسلطنة خلال الشهور الأحد عشر الأولى من العام الفائت.

36.3 % حصة قطاع الإنشاءات من القوى العاملة الوافدة الموجودة بالسلطنة.

100 ألف مواطن عُماني باحث عن عمل، بحسب ما يؤكد المختصون.

400 ألف وظيفة جاهزة للإحلال في الوظائف الماهرة في الوقت الحالي ومناسبة للعمانيين.