هــــــــــــؤلاء يــــريــــدون الإطــــاحــة بنتنياهو.. هـــــــــــــــــــل ينجحون؟ شبهات الفساد.. قد تطيح بمستقبله

الحدث الأربعاء ١١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
هــــــــــــؤلاء يــــريــــدون الإطــــاحــة بنتنياهو.. هـــــــــــــــــــل ينجحون؟

شبهات الفساد.. قد تطيح بمستقبله

مسقط – محمد البيباني

شبهات وقضايا فساد عديدة تتوالى تباعاً وتلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنتياهو بشكل يوحي بوجود أطراف تقف وراءها، ساعية للإطاحة به والنيل منه.

وجود هذه الأطراف قد لا يعني أن القضايا التي تواجهه مجرّد عاصفة سرعان ما تنتهي، ولكنه قد يشير لإمكانية حدوث العكس تماماً، وقد يجهض آماله السياسية وتجعله مضطراً للاستقالة إذا لم يلاقِ مصير سلفه إيهود أولمرت بالسجن ست سنوات بعد اتهامه بثلاث قضايا فساد، أو وزير الداخلية السابق أرييه درعي بالسجن سبع سنوات في قضية اختلاس وسرقة، وموشيه كتشاف الذي كان رئيساً لدولة إسرائيل العام 2000، الذي أُفرج عنه بعد قضائه خمس سنوات في السجن بتهمة الاغتصاب التي أُدين بها وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات.

المؤكد أن بنيامين نتنياهو لا يعيش أسعد أيامه كرئيس وزراء لإسرائيل، وقد لا يستطيع وقف اندفاع كرة الثلج التي قد تبدد آماله وتنهي مسيرته السياسية بعد حالات مماثلة داخل إسرائيل أطاحت قضايا قد تكون أقل فساداً بهم وجعلت السجن مصيرهم.

في حال ثبوت القضايا، التي أثيرت مؤخراً ضد نتنياهو، فقد تتحوّل إلى مقصلة لمستقبل نتنياهو السياسي، ويصبح من السهل الإطاحة به.

أطراف تسعى للنيل منه:

1 المعارضة

المعارضة بكل تقسيماتها مثل حزب كاديما وأحزاب اليمين المتطرف وحتى خصوم نتنياهو داخل حزب الليكود، يسعون جميعاً للإطاحة به ومحاولة تجنيد وسائل الإعلام لإقناع المجتمع الإسرائيلي بتورّط نتنياهو في التهم الموجهة إليه.
وفي المقابل رأت النائبة بالكنيست تسيبي ليفني من حزب «المعسكر الصهيوني» المعارض، أن نتنياهو فقد السلطة الأخلاقية لأن يتولى منصب رئيس الحكومة، مؤكدة أنه يسعى لشرعنة أعمال لا قانونية ولا قيمية فيما يتعلق بفساد عائلته.
وأضافت ليفني خلال ندوة ثقافية في مدينة موديعين، أنه على نتنياهو أن يقرر ما إذا كان رئيس وزراء أم أنه من «الاوليجارشية» أي أصحاب المال، داعية المستشار القانوني للحكومة إلى اتخاذ قرار في التحقيق الجاري مع رئيس الوزراء أسرع ما يمكن.
فيما أعربت النائبة شيلي يحيموفيتش من حزب «المعسكر الصهيوني» أيضاً، عن اعتقادها بأن لحظة اضطرار نتنياهو إلى تعليق عمله أخذت تقترب، واصفة تصرفاته بأنه فساد، قائلة إنه لا يمكن الاستخفاف بإمداده المستمر بالسيجار الفاخر والشمبانيا من رجال الأعمال.

2 وسائل الإعلام

وسائل الإعلام العبرية تحاول بدورها الضغط على نتنياهو وإسقاطه؛ لأنه يسعى إلى تطبيق قانون قُطري جديد يتعلق بعمل وسائل الإعلام، وهو ما ترفضه الأخيرة وتعتبره تدخلاً حكومياً في شؤونها.

3 من أطاح بهم

يؤكد تقرير نشره المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية «مدار» أن «هذه الشبهات ما هي إلا قشرة لما هو أكبر، أو طرف لجبل جليد، وهذا قبل الكشف عن تفاصيل القضية الجديدة، حول تلقي نتنياهو أموالاً ضخمة بشكل غير مشروع»، ويوضح التقرير أن هناك عدة جهات باتت تطلب «رأس» نتنياهو سياسياً، ويشير التقرير إلى أن هؤلاء هم في الغالب من أطاح بهم نتنياهو خلال سنوات وجوده في الحلبة السياسية كرئيس لحزب الليكود أو كرئيس للوزراء، إذ عمل على استبعاد فريق من كبار الجنرالات وقادة الأجهزة الاستخباراتية، ليجد هؤلاء أنفسهم في هجوم سياسي حاد ضد نتنياهو، ومن أمثال هؤلاء رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» السابق مئير دغان، والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة «الشاباك» «يوفال ديسكن»، وغيرهما.

4 رجال أعمال

ويضيف تقرير «مدار» المزيد من خصوم نتنياهو، وهم مَن يصفهم بـ«حيتان المال الإسرائيليين والأجانب»، فمن المعروف أن لنتنياهو سياسته الاقتصادية التي تخدم احتكاريين مقرّبين منه، ولهذا فإنه «في الوقت الذي يخدم فيه حيتان معينين من رجال الأعمال، فإن آخرين مثلهم سيتضررون، وبطبيعة الحال سيبحثون عن وسيلة للرد»، بحسب ما جاء في التقرير.

هل ينجحون؟

ثمة سيناريوهات تحدد مَن ينتصر نتنياهو أم مَن يريدون الخلاص منه:

1 نتنياهو، الذي يبقى من ولايته عامان ونصف العام، يستطيع استكمال عمله رغم توجيه لوائح اتهام ضده. بيد أن من المتوقع حدوث هزة سياسية في الأوساط الإسرائيلية، وأن يُمارَس عليه ضغط جماهيري وسياسي وإعلامي، ما قد يؤدي إلى استقالته وإجراء انتخابات مبكرة.

2 صرامة الجهاز الأمني الإسرائيلي في التحقيق مع المسؤولين المتهمين في قضايا فساد، يثبت مدى متابعة وملاحقة قضايا الفساد وعدم مسايرة رجال السياسية، بيد أنه تظهر في الوقت نفسه العلاقة المعقدة بين رجال الأعمال والمسؤولين الإسرائيليين وتداخل المصالح، وهو ما أوجد ظاهرة الفساد في إسرائيل. فمن المؤكد أن ما يواجهه نتنياهو لا يعني انتهاء مستقبله السياسي بشكل كامل، لكنه سينعكس سلباً عليه،
3 في حال تمكنت تحقيقات شرطة الاحتلال من إثبات أية تهمة بحق نتنياهو، فإن هذا الأمر سيؤثر بقوة على وضع نتنياهو الحزبي والحكومي، وقد يدفعه لتقديم استقالته والتخلي عن منصبه.
4 في حال تقديم لائحة اتهام من قِبل شرطة الاحتلال بحق نتنياهو، فإن ذلك لا يعني أنه تمت إدانته نهائياً، بل هناك مسار قضائي سيتم المضي فيه.