أنا أهتم..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
أنا أهتم..

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

رغم بشاعة ما يطوّقنا من صور وأخبار. إلا أن الخير في هذه الأمة ما زال حيًا. وما زالت النماذج المعطاءة موجودة وإن لم تنل نصيبها من الضوء ولم يُسق في حقها الشكر. قبل أسابيع فقط أنقذ مواطن سعودي وافدًا آسيويًا من القصاص بدفع دية بلغت 1.3 مليون ريال سعودي وهو خبر نقلته وسائل الإعلام الهندية ولم يجد صيتًا في المحطات العربية. وبالأمس القريب تسربت صورة مؤثرة لمعلم خصص ساعات من يومه لزيارة تلميذه «الذي يتعالج في المستشفى من السرطان» ليراجع له دروسه ليتمكن من أداء امتحاناته ولا يخسر عامه الدراسي. وتسمع -بشكل خاطف- عن مطعم في قلب القاهرة يقدم الوجبات الساخنة للمحتاجين دون الحط من كرامتهم. فكل ما على المُعسر فعله هو أخذ ورقة من صندوق عند المدخل كُتب عليه «فاعل خير» والتوجه بها للكاشير واســتلام وجبته كأي زبون عادي.

«الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة»
مساعي المحسنين تشعرك بالأمان، وبعض الطمأنينة، في عالم شرس منزوع الرحمة. في سلطنة عمان هناك مساع خيرية مشرقة تستحق أن يُشاد بها أيضًا. لسبب ما أجدني أدخل يوميًا موقع بوابة التبرعات الرقمية «وهو موقع يرصد التبرعات للجمعيات الخيرية» لأتأمل حصاد الأيادي البيضاء، وأحمد الله على أن الرحمة التي ما زالت في القلوب. مبالغ بزهد ريال واحد وأخرى بالمئات تقول: «أنا أهتم بغيري» تراكمت لتصل لأكثر من مليوني ريال عماني و998 ألفًا تذهب للطبابة والصدقات ودعم الأسر المحتاجة في الداخل والخارج. وتبرز تجربة دار العطاء بين كل المساعي كنجمة مضيئة نتابعها بفخر، تلك الجمعية النشطة، ملونة الأفكار، التي تعمل منذ عشر سنوات على خدمة البلاد والعباد بعد أن تركت السيدات القائمات عليها رغد الحياة في خدمة الذات وخرجن لأفق التحليق في خدمة المجتمع. فمن تبرعات دورية لمشاريع كبنك الملابس ورعاية الطلبة ورعاية الأسر المعوزة، لبناء مراكز ثقافية وبرامج تمكين مبتكرة لفئات عدة من المجتمع وآخرها مشروع المحميات الزراعية المبتكر في ولاية بدبد الذي يسمح لذوي الإعاقة الذهنية والحركية بالعمل الزراعي في بيئة آمنة، وحصاد قطاف ما يجنونه من خير، وهو مشروع جميل مبتكر، وفَّر مسارب لطاقات مهدرة، نتمنى أن نرى مثيلًا له في كل مناطق السلطنة.
«الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة»
إننا نمر بأعوام صعبة. والمنطقة تموج وتدخل في نفق لا نعرف مؤداه. وحدها أخبار كهذه ما يعيد لنا الثقة في أنفسنا والأمل في غدنا، فما دامت الرحمة خبزًا لمجتمعاتنا فلن نُضام ولن نشقى.