الإعلام الاجتماعي في عُمان.. ما الذي حمله 2016؟

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٠/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٢٣ ص
الإعلام الاجتماعي في عُمان.. ما الذي حمله 2016؟

موسى البلوشي

السطور القادمة هي محاولة لقراءة مشهد الإعلام الاجتماعي في سلطنة عمان بعد عام مضى، باعتبار أن وسائل الإعلام الاجتماعي أصبحت واقعًا ساهم في رسم وصياغة أدوار جديدة.
عكس مستخدمو هذه الوسائل أفكارهم وآراءهم وهمومهم ولم يكونوا بعيدين عن محيطهم الخليجي والعربي، فتفاعلوا مع قضايا إقليمية وعالمية، سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية، وبقوا على اتصال مع الشعوب حولهم ووظفوها -أولئك الذين ألهموا الحكمة وحملوا راية التسامح تطبيقًا لا شعارًا- وظفوها في تمتين العلاقات مع الأشقاء والجيران، ولم نعد نفاجأ بوسوم تتساءل وتبحث عن العماني في هذه المنصات (#لقينا_عماني_بتويتر)!
مشهد الإعلام الاجتماعي في عمان حمل في العام الفائت نقلة عكست مستوى الوعي بأهمية هذه المنصات بالدرجة الأولى من المستخدمين أنفسهم قبل المؤسسات، نعم غابت الدهشة الأولى وبهتة البدايات التي عاشها الجمع الصغير الذي قصد هذه الوسائل أولًا ورسم آثار المحاولة الأولى والتي شكلتها مشاهد الواقع وقتئذ، والتي تجاوزها بعد أن صنع التجربة الأولى وتابع تجارب قريبة من محيطه ليعبّر عن رأيه بكل وضوح، وليتواصل مع المؤسسات والمسؤولين الذين تهافتوا وقتها للحضور على هذه المنصات والتطبيقات.
حملت الأعوام الفائتة عمومًا جلسات وفعاليات تبحث في واقع الإعلام الاجتماعي وحضور المؤسسات واستمرت هذا العام، وإن كانت حالة صحية تعكس رغبة المتخصصين والمهتمين لنشر ثقافة الاستخدام الأمثل لهذه المنصات وعرض التجارب الإقليمية والعالمية، وتعظيم قيمة هذه المنصات، إلا أن طابع الرسمية في الفعاليات والمؤتمرات، ثم تكرار الأشخاص والتجارب والأفكار والنقاشات كان عامل إضعاف لا قوة.
حضور رواد المعرفة في مجالاتهم لا زال خجولًا، وكان حريًا بهم الحضور بشكل أكثر فاعلية، وتقديم معارفهم ومستجدات تخصصاتهم للمتعطشين للمعرفة، ليقطعوا الطريق أمام الدخلاء، وأصحاب الممارسات غير المقبولة.
لا زالت جدلية المؤثرين مستمرة، والمسؤولية الكبيرة التي يجب أن يحملها الحقيقيون منهم أن يكونوا سفراء للمعرفة والتسامح والسلام، وعقول حكيمة، ووجوه مشرقة وناقدة في ذات الوقت للمجتمع وظواهره، وعليهم عبء إبراز الجوانب الإنسانية والفكرية، وإشهار المبادرات التي تؤسس للمجتمع المدني وتعزز حضوره في الحياة.
كما يقع على مؤسسات القطاع الخاص مسؤولية أخلاقية تجاه اختيار المؤثرين وتوظيفهم في حملاتهم وفعالياتهم والابتعاد عن التسطيح واعتبار المنصات محطات معرفة وتنوير مع كامل حقها في توظيفها لإشهار خدماتها وعلامتها التجارية ودراسة سلوك الجمهور، لأغراضها التسويقية واستهدافهم عبر الإعلانات.
ولبعث التفاؤل في الأجواء فإن تحسنًا طرأ على أداء بعض المؤسسات، نتيجة تبنيها قرارًا مهمًا يتمثل في استثمار الإعلام الاجتماعي، وبناء استراتيجيات فاعلة في استخدام وسائله، مع وجود ضعف في جوانب معالجة الأزمات الطارئة عبر هذه الوسائل، وانعدام معايير أمن المعلومات، وبناء آراء المؤسسات بناءً على المواقف والعاطفة نتيجة غياب سياسات استخدام لهذه المنصات.
يأتي هذا التحسّن بعد أن ظلت مؤسسات القطاع الخاص لسنوات تتفرد بالمشهد رغم التباين الكبير في مستوى المحتوى والتفاعل والخبرة بينهما، كما برز التدريب في مجال الإعلام الاجتماعي كنقلة تبشّر بتحول في نظرة المؤسسات والمسؤولين تجاه الإعلام الاجتماعي.
لمحنا أيضًا إطلاق الحملات للتوعية بالاستخدام الأمثل لهذه المنصات كتأكيد لمبدأ: مزيد من الوعي من أجل المزيد من الأمان، كما برزت جهود التوعية بالجوانب القانونية ذات العلاقة بالممارسات غير المسؤولة وغير المقبولة، خاصة مع تنامي الظواهر المرتبطة بهذه المنصات كالابتزاز الإلكتروني فأطلقت الحملات وعبرت المدارس والجامعات وباقي المؤسسات لتحظى بتجاوب شرائح المجتمع.
أخيرًا استحضر مشهدًا مهمًا حدث في قمة رواد التواصل الاجتماعي والتي أقيمت في ديسمبر الفائت في مدينة دبي؛ فأثناء فقرة (شعوب مبتسمة) ظهرت مجموعة ترتدي الأزياء العمانية التقليدية على المسرح، وصعد المنصة الشيخ ماجد الصباح أحد أبرز المؤثرين في سناب شات ليقدم رسالة إعجاب بتمسك العمانيين واعتزازهم بالعادات والتقاليد مستشهدًا بالتفاعل والتأثير الكبير لزيارته للسلطنة وصداها على منصات التواصل الاجتماعي.