السعودية.. التاريخ الأسود لشقيق انتحاري حي "الياسمين"

الحدث الاثنين ٠٩/يناير/٢٠١٧ ١٤:٢٧ م
السعودية.. التاريخ الأسود لشقيق انتحاري حي "الياسمين"

الرياض - ش

في مارس 2003، تحديداً في منزل بحي الجزيرة في العاصمة السعودية الرياض، وقع انفجار غامض، سببه عبوة متفجرة أدت إلى مقتل أحد المطلوبين أمنياً، وهو "فهد بن سمران الصاعدي" (29 عاماً) وهو شقيق طلال بن سمران الصاعدي أحد انتحاريي حي الياسمين في الرياض، إلا أن الانفجار كان قد كشف عن وجود كمية من المواد شديدة الانفجار والذخائر والأسلحة، بحسب ما جاء في تقرير للعربية نت.
انفجار القنبلة ومقتل الصاعدي، كانا الشرارة الأولى لانطلاق عمليات البحث عن الإرهابيين في السعودية والمنتمين إلى تنظيم "القاعدة في بلاد الحرمين"، كما أطلق عليها في ذلك الوقت من قبل زعيمها "أسامة بن لادن"، وبداية سقوط أهم رموز التنظير الشرعي للعمليات الإرهابية على رأسهم يوسف العييري الملقب بـ"البتار"، مؤسس الفرع السعودي في تنظيم القاعدة الذي عرف باسم تنظيم القاعدة في بلاد الحرمين، وعبدالعزيز المقرن، وصالح العوفي.
إثر الانفجار الأول، خرجت السعودية بأولى قوائمها الأمنية لـ29 مطلوباً، لتضم القائمة أسماء بارزة وقيادية في تنظيم القاعدة شملت تركي الدندني، وعلي الفقعسي، وخالد الجهني، وصالح العوفي، وعبد العزيز المقرن، وعبدالكريم اليازجي، وهاني الغامدي، ومحمد الوليدي الشهري، وراكان الصيخان، ويوسف العييري، وعثمان العمرين، وبندر الغامدي، وأحمد الدخيل، وحمد الشمري، وفيصل الدخيل، وسلطان القحطاني، وجبران حكمي، وعبدالرحمن جبارة، يحمل الجنسيتين الكويتية والكندية، من أصل (عراقي)، خالد حاج (يمني الجنسية).

ماذا حدث؟
يونيو 2003، تمكنت سلطات الأمن السعودية من قتل المطلوب العاشر على القائمة، يوسف العييري، في منطقة تربة في حائل شمال الرياض، بعد أن كان يخطط للهرب إلى العراق. في مايو 2003 سلم المطلوب الثاني، علي الفقعسي، نفسه للأمن، بعد أن وعدت الحكومة السعودية بتخفيف العقوبة عمن يسلم نفسه.
وقتل كل من المطلوبين تركي الدندني وعبدالرحمن جبارة في منطقة الجوف، بعد مداهمة مسجد في مركز الصوير في الأول من يوليو الفائت. في الثاني والعشرين من الشهر ذاته، قتل أحمد الدخيل في مداهمة لمنطقة مزارع في القصيم.
سبتمبر 2003، أعلنت السلطات اليمنية القبض على بندر الغامدي، أحد المطلوبين الـ19، ليتم تسليمه بعدها إلى السعودية.
في 23 يوليو 2003، حاصرت قوات الأمن شقة سكنية في مستشفى الملك فهد في جازان أسفرت عن مقتل المطلوب الثالث عشر على القائمة سلطان القحطاني.
في 6 نوفمبر 2003، جاء مقتل المطلوب رقم 23، المدرج على قائمة الـ26، بعد إصابته خلال مداهمة لحي السويدي في الرياض قبل أيام من تنفيذ هجوم إرهابي على مجمع المحيا.
وعقب تفجير المحيا، أصدرت سلطات الأمن السعودية قائمة جديدة لـ 26 مطلوبا، بينها أسماء من قائمة الـ19، وجاء إعلان القائمة الجديدة في 6 ديسمبر من العام نفسه، ورصدت لها وزارة الداخلية مكافآت مالية قدرها مليون ريال لمن يرشد عن أحد المطلوبين، و5 ملايين ريال لمن يدل على مجموعة، و7 ملايين ريال لمن يساهم في إحباط محاولة إرهابية.

قائمة المطلوبين
ووجدت جثة الشهري المطلوب رقم 23 في منطقة بنبان الصحراوية، بعد أن تركه رفاقه هناك عقب إصابته خلال المواجهات الأمنية، وقد ترك الدراسة في قسم الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتحق بالعمل في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى أنه كان إماما لأحد مساجد حي السويدي.
بعد الإعلان عن القائمة التي ضمت 5 من المطلوبين على قائمة الـ19، وهم: عبدالعزيز المقرن وراكان الصيخان وصالح العوفي وخالد الحاج وعثمان هادي العمري، قتلت قوات الأمن في 8 ديسمبر 2003 المطلوب السادس على القائمة الجديدة إبراهيم الريس، في حي السويدي، وسلم منصور فقيه نفسه لقوات الأمن في الشهر ذاته في مدينة نجران جنوب السعودية.
في مارس 2003 تمكنت قوات الأمن من الإطاحة بالمطلوب الأكثر أهمية، وهو اليمني خالد الحاج الحارس السابق لأسامة بن لادن، والقائد الفعلي لتنظيم "القاعدة" في السعودية ومنطقة الخليج، بعد أن تمكنت من قتله في حي النسيم شرق الرياض.

خالد الحاج
في 22 أبريل، قتلت قوات الأمن 4 من المطلوبين على قائمة الـ26 دفعة واحدة. والأربعة هم: أحمد الفضلي وخالد القرشي ومصطفى المبارك وطلال العنبري، إثر مداهمة قامت بها سلطات الأمن السعودية في جدة.
في 18 يونيو 2004، تمكنت قوات الأمن من قتل زعيم التنظيم الإرهابي في الخليج عبدالعزيز المقرن، إلى جانب فيصل الدخيل المطلوب الحادي عشر مع اثنين آخرين هما تركي المطيري، أحد المشاركين في هجوم الخبر، وإبراهيم الدريهم، أحد المخططين لتفجيرات المحيا. وكان الإرهابيون نفذوا قتل الرهينة الأميركي، بقطع رأسه، ولم يعلم بعد ما إذا كانت عملية القتل تمت حسب المهلة أم قبلها وتحديدا في اليوم الذي تلا خطفه.
في أغسطس 2005، فجر المطلوب الأمني البارز صالح العوفي نفسه خلال مداهمة أمنية لرجال الأمن في المدينة المنورة، "العوفي"، تولى زعامة تنظيم القاعدة في السعودية بعد مقتل عبدالعزيز المقرن. وكان قد شارك في حرب الشيشان العام 1415هـ (1994) وأصيب وقتها إصابات بالغة في جبينه عاد على إثرها إلى المملكة لتلقي العلاج، ثم اختفى دون أن يترك أي أثر يدل على مكانه أو وجهته.

صالح العوفي
وكان التحق بدورة أعمال سجون تابعة لمدينة تدريب الأمن العام بالرياض وتخرج منها عام 1409هـ برتبة جندي أول. كما عمل في سجن خيبر، قبل أن ينقل إلى المدينة المنورة كجندي في السجن العام. ولم يبق فيه لأكثر من ثلاث سنوات، حيث تم فصله عام 1413هـ.