الحافز الاستراتيجي لرائد العمل ينبع من ثقته بنفسه وقدراته

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٩/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الحافز الاستراتيجي لرائد العمل ينبع من ثقته بنفسه وقدراته

بشرى الحراصية

ريادة الأعمال حلم يراود أغلب الشباب الطموحين في بلادي الغالية عمان وهم يعملون بجد لتحويل الحلم إلى حقيقة وتجسيد الطموح على أرض الواقع، وأنا أشعر بالكثير من الفرح ويتملكني الفخر والاعتزاز حينما أرى الكثير من الشباب العمانيين رواد الأعمال يحققون النجاح ويتألقون بمؤسسات صغيرة ومتوسطة تمكنت من فرض وجودها في السوق تقدم منتجات وخدمات بمواصفات عالية وجودة عالمية وهي تنمو بوتيرة متسارعة، والأكيد أن هذا النجاح لم يأتِ من فراغ ولم يتحقق بمحض الصدفة بل كان نتيجة حتمية لجهد كبير بذله رائد العمل الذي عمل بهمة ونشاط وصعد السلم بخطوات واثقة مما مكنه من تحقيق النجاح ليكون قدوة ومفخرة، ويزداد السرور عندما نزور معارض منتجات رواد الأعمال، إنها فعلًا مبهرة ومذهلة وهي إبداع بلا حدود ومنتجات عالية الجودة بمواصفات عالمية وطموح شباب اليوم حلقة في سلسلة إبداع الإنسان العماني دعونا نستعرض صفحات تاريخ العمانيين فهم كانوا أسود وأسياد البحر تألقوا في التجارة وأبدعوا في الزراعة وكافة المجالات، ولا شك أن هذا التاريخ الزاهر دافع لشبابنا للعمل من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات لعمان فهم خير خلف لخير سلف.
كنا قليلًا ما نسمع الشاب العماني يتحدث بشغف عن رغبته في بدء مشروعه الخاص لكن الآن أصبح الإقبال على عالم ريادة الأعمال كبيرًا ويتزايد من يوم لآخر وهذا دليل على فعالية خطة العمل والتأثير الإيجابي لجهود نشر التوعية بأهمية ريادة الأعمال من قبل الجهات المختصة، فقد أصبح الشاب العماني يرى في ريادة الأعمال الطريق المثالي لتحقيق طموحاته وتأمين مستقبله الوظيفي بل أكثر من ذلك فهو يطمح لتحقيق الثروة، ولا غرابة في ذلك فقصص النجاح في ريادة الأعمال كثيرة سواء كانت من أبناء البلد أو خارجها جسدها شباب في مقتبل العمر ولك المجال في البحث عنهم والتعرف على قصص نجاحهم للاقتداء بهم.
كل قصة نجاح لرائد عمل عماني تستحق أن تكون درسًا للشباب من أجل الاقتداء لأنها تتحدث بلغة الميدان وهي أصدق اللغات وأكثرها تأثيرًا، وأنا شخصيًا أحرص على حضور مختلف المعارض والفعاليات التي تنظم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للحوار مع رواد الأعمال المشاركين أو الذين يزورون المكان وتبادل الآراء والتجارب والخبرات معهم خاصة النماذج التي قطعت شوطًا معتبرًا في مشوار النجاح في قطاع ريادة الأعمال، وبنت مؤسسات صغيرة ومتوسطة فرضت وجودها في السوق، وأستغل الفرصة لأرسل تهنئة خالصة لكل رائد عمل سجل نجاحًا على ما حققه متمنية لها المزيد لأنه مفخرة للوطن وقدوة للشباب وتجسيد ميداني لنجاح قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي يحظى باهتمام كبير من مختلف الجهات وتعلق عليه عمان آمالًا عريضة لتحقيق التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب
حينما أستمع لرائد عمل يحكي قصة نجاحه أتمنى لو يستمر في الحديث طويلًا وطويلًا لأن مشواره مليء بالتجارب المفيدة وكل خطوة درس مجاني وقد أكد رواد الأعمال الناجحين ما اعتمدته في تجربتي مع عالم ريادة الأعمال التي تكاد تكمل عقدها الثاني والتي حققت خلالها الكثير وأتطلع لتحقيق الأكثر وهي أن المشوار نحو تجسيد الأهداف على أرض الواقع وإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة يتطلب منظومة متكاملة من العوامل تحدد الهدف بدقة وترسم المسار وحينما نستعرض قصص نجاح رواد الأعمال الذين أصبحوا في القمة نجد أن هناك عوامل مشتركة في مسيرتهم نحو النجاح:
1) أفكارهم غير تقليدية وغير مكررة بل فيها الكثير من الإبداع من خلال دراسة السوق بعمق وفهم احتياجاته الجوهرية.
2) تكوين فريق عمل يؤمن برؤية واحدة ويعمل من أجل هدف واحد وفريق العمل لا يكتمل من دون شخص خبير في مجال عمل الشركة الناشئة ومسوق بارع وإداري محنك.
3) التخطيط المنطقي، وإدارة الموارد المالية والمادية والبشرية للشركة بشكل مثالي.
4) معظم الناجحين في ريادة الأعمال بدأوا مشاريعهم الريادية من غرفهم الخاصة ولم يسرفوا على مقرات عملاقة لمشاريعهم الناشئة.
5) أهم صفات رائد الأعمال الناجح الصبر ثم الصبر ثم الصبر والإرادة التي لا تعرف المستحيل.
6) إن لم تكن شغوفاً لشركتك الناشئة فلا تقم بتأسيسها، فالشغف صفة لا بد منها يجب أن يمتلكها رائد الأعمال، من الصعب أن ينجح رائد أعمال يؤسس شركة ناشئة من أجل الربح فقط لأنه حينها سينكسر عند أول عقبه.
الحافز الاستراتيجي لرواد الأعمال والذي يحدد مسار مؤسساتهم، فيجب أن ينبع من داخل رائد العمل نفسه الذي يتوجب عليه التحلي بالطموح وأن يدرك جيدًا أن بناء مؤسسة صغيرة يتطلب جهدًا كبيرًا وعملًا متواصلًا، وإرادة صاحب العمل هي التي تصنع الفارق فحتى لو توفرت كل الحوافز وغابت إرادة صاحب المؤسسة فإن النتيجة لن تكون إيجابية.
"طموح بلا حدود يتحقق بإبداع بلا حدود" مقولة تختزل خبرة المتألقين في ريادة الأعمال فالذي يصبو للنجاح عليه أن يعانق بطموحه الثريا يحلق في الأفق الرحب بآماله ويرسم لنفسه أهدافًا كبيرة ولا يكتفي بالحلم بمؤسسة صغيرة، وعليه أن يدرك أن معظم المؤسسات الاقتصادية التي تقود العالم اليوم وتتحدث بالبلايين كانت ذات يوم مؤسسات صغيرة لأن هذا يوقد فيه الحماس ويجعله يعمل بكل ما أوتي من طاقة فهو يدرك أن المشوار طويل جدًا وبالتالي لابد من أداء قوي ومستمر معتمدًا على الإبداع وبلا حدود فكل عنصر من عناصر العمل يعطيه حقه كاملًا مع الحرص على أدق التفاصيل وأن تكون له بصمة خاصة تميزه عن الآخرين، فهو بهذا يكون في الطريق الصحيح ليجسد أهدافه على أرض الواقع وبالطريقة الصحيحة.