باريس تستعرض أهم مراكز الثقافة العالمية في الجزائر

مزاج الاثنين ٠٩/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
باريس تستعرض أهم مراكز الثقافة العالمية في الجزائر

باريس- هدى الزين

في آخر حصاد نشاطاته الثقافية لعام 2016 وحتى نهاية شهر يناير الجاري، نظم معهد العالم العربي بباريس، معرضاً مهماً، بعنوان (بسكرة ملكة الصحراء) عرض فيه مجموعة من اللوحات والصور الفوتوغرافية، ومجالات الإبداع الأخرى، كما سلط الضوء على مدينة بِسكرة الجزائرية التي (تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزائر وتبعد عن العاصمة 400 كلم)، والتي تعتبر أحد أهم مراكز الثقافة والسياحة في الجزائر.
وتهدف هذه التظاهرة إلى إبراز الجوانب الفنية والمعمارية والسياحية لهذه المدينة التي ألهمت الكثير من كبار الفنانين والرسامين والموسيقيين والسينمائيين والكتاب الأوروبيين والأمريكيين، ولعبت بسكرة دوراً مهماً في عالم الفن والأدب الأوروبي منذ العام 1900.
ومن خلالها نلمس تطور الأساليب والمدارس الفنية من الاستشراقية إلى المستقبلية، ومن عشاق بسكرة مدينة النخيل وملكة الصحراء (وجين فرومنتان، غوستاف غيوميه، هنري ماتيس، موريس دوني، أوسكار كوكوشكا، هنري فالانسي).
كذلك من الأدباء الغربيين الذين تأثروا بالمدينة وكتبوا عنها: الكاتب الإنجليزي س. ه.ليدر في كتابه «بوابة الصحراء: بسكرة وما جاورها»، والكاتب الألماني هاينريش فون مالستان في كتابه «ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا»، والكاتبان الفرنسيان ج. ماركايو داميريك وجورج هيرتز في رسالتهما «بسكرة والزيبان».
واستوحى الرسام التشكيلي هنري ماتيس من طبيعتها لوحته الشهيرة «ذكريات في بِسكرة»، والكاتب أندريه جيد استوحى من المدينة أحد أشهر كتبه، كذلك الموسيقي المجري بيلا بارتوك الذي استلهم موسيقاه في عشرينيات القرن الفائت من الموسيقى التي كانت تقدّم في قصور المدينة.
ومحليا تميزت بسكرة على مرّ تاريخها، بأدبائها وشعرائها وعلمائها الجزائريين أيضا، ومن أبرزهم الشيخ الأخضري، الشيخ الطيب العقبي، الشاعر أبو بكر بن رحمون، أحمد رضا حوحو، الشاعر عمر البرناوي، أحد أقدم رواد الحركة المسرحية في بسكرة التي ازدهرت في بداية العشرينيات حتى الثورة الجزائرية 1954، وأبو القاسم خمار أول من كتب مسرحية عن الكاهنة مع الشاعرين الأمين العمودي ومحمد العيد آل خليفة، العربي بن مهيدي الملقب بأسطورة الثورة الجزائرية، ومحمد بكوش وبوبكر دلباني وشخاب محمد الأمين الذين أسسوا جمعية الأمل التمثيلي (1963).بسكرة في كتب المؤرخين والرحالة والجغرافيين.
وورد ذكر مدينة بِسكرة في كتب وأبحاث عربية وغربية، وتحدث عنها بإسهاب من الجغرافيين العرب أبو عبيد الله البكري في كتابه «المسالك والممالك»، الشريف الإدريسي في كتابه «نزهة المشتاق»، ابن سعيد المغربي في كتابه الجغرافيا، ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان»، الحسن الوزان في كتابه «وصف أفريقيا».
ومن المؤرخين والرحالة الذين زاروا بِسكرة وأعجبوا بها: العلامة عبد الرحمن بن خلدون في تاريخه المشهور، أبو سالم العياشي في رحلته «ماء الموائد»، أحمد بن ناصر الدرعي في رحلته أيضاً والحسين الورتيلاني في «نزهة الأنظار».