جدل في السعودية بعد السماح للمرأة بالعمل في الصيدليات

الحدث السبت ٠٧/يناير/٢٠١٧ ١٥:٤١ م
جدل في السعودية بعد السماح للمرأة بالعمل في الصيدليات

الرياض – ش
أثارت موافقة وزارة الصحة السعودية على عمل المرأة في الصيدليات، ومحلات النظارات، والمستحضرات العشبية في "المولات" جدلاً في الشارع السعودي؛ فهناك من يرى أنها خطوة جيدة لتمكين المرأة، وتقليص نسبة البطالة النسائية، واعتبارها خطوة تتماشى مع رؤية السعودية 2030؛ على أن يتم بعدها فتح المجال لها للعمل في الصيدليات بصفه عامة؛ فيما رأى آخرون أنه من الصعوبة بمكان عمل المرأة في هذا المجال دون قيود وضوابط تحمي المرأة، وتؤمّن عدم اختلاطها بالرجال؛ مرجعين السبب لكونه سوف يعرّض المرأة للعديد من التجاوزات، بحسب ما جاء في تقرير لموقع "سبق السعودي".
وكانت وزارة الصحة قد وافقت على إصدار تراخيص لمزاولة المهنة للكوادر الصحية النسائية في الصيدليات، ومحلات النظارات، ومنشآت المستحضرات العشبية داخل المجمعات التجارية.
الصيدلانية "سها" تعمل في صيدلية داخل مستشفى، أعربت عن سعادتها بالقرار، وقالت: لا أدري لماذا يعارض البعض عمل المرأة في قطاع الصيدلة داخل المجمعات التجارية؛ على الرغم من وجود كاشيرات في كل المراكز التجارية.. ومن الأولى أن تحظى الصيدلانية بنفس الفرصة.

فيما اعترضت تهاني الحكيم قائلة: القرار لم يأتِ بشيء مفيد؛ فعدد الصيدليات داخل "المولات" ضعيف جداً، ولن يُجدي عمل المرأة فيه من عدمه؛ مطالِبة بالسماح للمرأة بالعمل في الصيدليات بشكل عام أسوة بالرجل.
فيما رفض الصيدلي بدر البريكي، عمل المرأة في قطاع الصيدلة، والبصريات خارج المستشفى، وقال: إنه من الأمور التي لا تجوز دينياً، ومن الصعب عملها في أماكن مفتوحة، وسوف تُقابَل رفض من المجتمع، وخاصة في المناطق الصغيرة، ربما يجوز ذلك في المدن الكبيرة برغم أنها ليست بالضرورة.
ورأى أنه من الصعب فتح المجال دون تقييد للمرأة، محذراً من السلبيات التي سوف تنتج من عملها في المجمعات التجارية، ومنها التحرش وتعرضها للأذى. وتابع: خيّرت زوجتي بيني وبين عملها في المختبرات الطبية؛ خوفاً مني عليها، وعلى تعرضها لما يضايقها من الرجال.
أما "عماد"، الذي يعمل في قطاع البصريات، فقال لـ"سبق": أرى أنه من الصعب عمل المرأة في قطاع البصريات؛ لأنه يستلزم تعامل مستمر مع الرجل، ما سوف يخلق نوعاً من الاختلاط المباشر مع الرجال، وسوف يلاقي رفضاً من المجتمع.
و تواصلت "سبق" مع رئيس لجنة الصيدليات في الغرفة التجارية الدكتور يوسف الحارثي، الذي رأى أن عمل المرأة في المجمعات التجارية تعدّ خطوة أولية، وجاءت بعد تضافر الجهود، وبسؤاله عن حجم الصيدليات داخل "المولات"، قال: ضئيلة جداً؛ بيْد أن السماح لعمل المرأة يُعَد قراراً إيجابياً لتوفير مزيد من فرص العمل للمرأة السعودية.

وتَحَدّث عن نسبة خريجي الصيدلة سنوياً (بلغ 1200 سنوياً)؛ لافتاً إلى أن العمل في الصيدليات آخر اهتمام الصيدلي؛ فهو يبحث عن فرصة أفضل في القطاعات الحكومية والعسكرية والجامعات، وفتحُ المجال للمرأة للعمل في هذا القطاع سوف يغري الكثير من رجال الأعمال بفتح الصيدليات داخل "المولات"، وبات الوقت مهيأً بشكل جيد.
وبسؤاله عن فتح المجال لعمل المرأة خارج "المولات"، أجاب: سوف يتم الفتح باشتراطات ومواصفات معينة فيما بعد؛ معرباً عن تفاؤله بالخطوات الأولية وسوف يتبعها الكثير.
فيما رأت الدكتورة استشارية التمريض والمهتمة بقضايا المرأة، الدكتورة صباح أبو زنادة، أن أي شيء جديد يقابَل برفض في البداية من قِبَل فئات معينة، وبعدها يتم الاعتياد عليها بشكل طبيعي، وقالت: تعليم المرأة نفسه قوبل بالرفض وقتها، ومجرد السماح للمرأة للعمل في هذا القطاع في المجمعات التجارية خطوة ممتازة.
وأوضحت أن للمرأة احتياجات اقتصادية مثل الرجل، ودخْل الزوج بمفرده أصبح لا يكفي الأسرة، وأصبح عمل المرأة ضرورة في كل منزل.