البدناء يعانون في العثور على وظائف

مزاج الثلاثاء ٠٣/يناير/٢٠١٧ ١٦:٠٧ م
البدناء يعانون في العثور على وظائف

مسقط - وكالات

غالبا ما يسيء أرباب العمل تقدير إمكانات وقدرات البدناء، ويفترضون أنه يصعب عليهم التعامل مع مهمات صعبة أو العمل لساعات طويلة دون تعب. وجاء في دراسة نشرها موقع "بي بي سي عربي" أن بعض الأشخاص البدناء في الحقيقة قد يكونون أقوياء جدا ويتمتعون بمستويات تحمّل عالية. وتقول أبيجيل ساغوي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجيليس ومؤلفة كتاب "ما هي مشاكل الدهون"، إنه "ينبغي تقييم الشخص ذاته وليس افتراض أمر معين لكونه ضخم الجثة وليس قادرا على القيام بحركات معينة. بعض أصحاب الأجسام الضخمة يتمتعون بلياقة جيدة جدا، وهناك أشخاص يقعون ضمن فئة البدناء، ولكنهم يشاركون في ماراثونات للركض."
وأجرت راغز دراسة لتحديد إذا كان الرجال البدناء يواجهون تمييزا في التعامل في متاجر التجزئة كمتقدمين للتوظيف أو زبائن. ذهب رجال بأوزان طبيعية أولا إلى بعض المتاجر، ثم ذهبوا إلى متاجر أخرى بعد أن ارتدوا ملابس تُظهرهم بأوزان مفرطة. وجدت راغز أن الرجال الذين بدوا بأوزان مفرطة لاقوا "تمييزا شخصيا"، مثل تعابير ضمنية تدل على التحيز ضدهم، وقابلهم العاملون بابتسامات وانتباه أقل، ووقفوا على مسافة بعيدة منهم، وحاولوا إنهاء المقابلة أسرع من الرجال غير البدناء.

الحال أسوأ للنساء

أظهرت بعض الدراسات أن النساء البدينات يلاقين تمييزا أكثر من الرجال البدناء. ووجد العلماء بجامعة "إكستر" البريطانية ما يدل على أن مجرد كون المرأة ذات وزن زائد يقلل من الفرص المتاحة أمامها في الحياة، بما فيها الحصول على راتب أقل. ودرس الباحثون 70 حالة وراثية متباينة ذات علاقة بمؤشر كتلة الجسم، من خلال الاستعانة ببيانات من 120 ألف مشارك في "البنك الحيوي للمملكة المتحدة"، ممن تراوحت أعمارهم بين 40 و 70 عاما.
ويقول تيم فرايلينج، البروفيسور في علم الجينات البشرية إن "التباين الجيني الذي يجعل المرأة أكثر سمنة يجعلها أيضا أكثر فقرا". واستنادا إلى هذه الدراسة، إذا كانت امرأة أكثر وزنا بمقدار 6.3 كيلوجرام لسبب يعود إلى جيناتها فقط، فإن راتبها السنوي سيكون أقل بمقدار 1500 جنيه استرليني (1867 دولار أمريكي) من امرأة أخرى أقل وزنا منها وبنفس الطول.
والنساء البدينات يعملن على الأرجح في وظائف تركّز على الأنشطة البدنية، مقارنة بغيرهن من النساء ذوات الوزن الأقل، مثل وظائف الرعاية في المنازل وتهيئة الطعام والعناية بالأطفال. ومن المرجح أنهن أقل حظا لتولّي مراكز وظيفية تتطلب التعامل مع عامة الناس، وفقا لدراسة أجرتها جينيفر بينيت شينال، الأستاذة المساعدة في مادة القانون بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية.
وعلاوة على ذلك، اكتشفت شينال وجود ما وصفته بأنه "غرامة بدانة" على رواتب البدينات مقارنة بالنساء ذوات الأوزان الأقل. وأحد أسباب ذلك هو أن الوظائف التي تتطلب القيام بالمزيد من المهمات الجسدية غالبا ما تمنح رواتب أقل من تلك التي تتطلب تعاملا أكثر مع الناس. لكن شينال وجدت أيضا أنه حتى عندما تحصل البدينات على وظائف تتضمن التعامل مع العملاء، فإنهن يحصلن على راتب أقل من النساء الأخريات.
وتقول: "يركّز المجتمع أكثر على مظهر النساء، لذا فإن أحد التفسيرات المحتملة هي التمييز على أساس الرغبات والأذواق الشخصية".
وأضافت شينال: "ربما يهتم أرباب العمل بأن زبائنهم يعتبرون السمنة أمرا أقل قبولا للنساء مقارنة بالرجال، ويريدون إبقاء البدينات بعيدا عن الوظائف التي تتطلب تعاملا مع عامة الناس."
وتعرّف البدانة عموما بزيادة "مؤشر كتلة الجسم" عن النقطة 30، أما البدانة المَرَضية فهي تجاوز "مؤشر كتلة الجسم" عن النقطة 40. ويُقاس مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار. ويُعتبر الوزن مثاليا عندما يكون مؤشر كتلة الجسم ما بين النقطة 18.5 و 24.9.