صاحبة مؤسسة الذوق الأصيل للخياطة رحمة الحسنية لـ«الشبيبة»: منتجات رواد الأعمال مؤهلة لدخول السوق العالمية وبجدارة

مؤشر الثلاثاء ٠٣/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص

مسقط - حمدي عيسى عبدالله

أوضحت صاحبة مؤسسة الذوق الأصيل للخياطة ورئيستها التنفيذية رحمة بنت علي الحسنية لـ»الشبيبة» أن منتجات رواد الأعمال مؤهلة لدخول السوق العالمية وبجدارة لأنها تتميز بالجودة المطلقة وإبداع كبير مؤكدة أن تعمين الوظائف العليا في مختلف شركات القطاع الخاص سيساهم في تشجيع وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، لأن هؤلاء بحكم وجودهم في مكان اتخاذ القرار سيدعمون رواد الأعمال ويمنحون الأولوية للمؤسسات الصغيرة في الأعمال والمنتجات. جاء ذلك في تصريح خاص لـ»الشبيبة» أكدت فيه أيضا أن العوامل التي تساهم في قيادة دفة سفينة المؤسسة نحو النجاح بكفاءة واقتدار كثيرة، منها الاختيار الجيد لنوع النشاط ووضع أسس قوية للمؤسسة وفق قواعد علمية واضحة وضوابط صارمة إضافة إلى المتابعة الشخصية للعمل داخل المؤسسة في كل مرحلة وكل الأوقات وكذلك خارج المؤسسة مركزة أنه على رائد العمل أن يطور نفسه ويعمل على تنمية قدراته للتمكن في العمل ومسايرة كل جديد لأن الذي يبقى يراوح مكانه سيفوته القطار.

طموح كان يسافر في الأفق الرحب

رحمة الحسنية قالت أيضا: «كنت أعمل موظفة في مؤسسة خاصة لكن طموحي كان يتجاوز حدود الوظيفة ويسافر في الأفق الرحب لأنني أدرك إمكانياتي وقدرتي على إنشاء مؤسسة وقيادتها بكفاءة واقتدار وبخطوات واثقة ومدروسة لتكون اسما يصنع الفارق في السوق، واخترت العمل في مجال تفصيل وخياطة الملابس بمختلف أنواعها للمستشفيات والشركات والمدارس والكليات وغيرها، وبعد دراسة عميقة ودقيقة لأنه مجال واعد ويتوفر على فرص كبيرة للنجاح، كما أنه سوق يتوسع باستمرار ويشهد طلبا متزايدا والسوق الوطنية بحاجة ماسة إلى هذا النشاط إضافة إلى أنه يتلاءم مع تطلعاتي، فتفصيل الملابس يحتاج إلى دقة وتنويع مما يمنحني مساحة رحبة للإبداع وإثبات الذات ورغم أن الكثير اعتبر العمل في هذا المجال صعبا إلا أنني كنت واثقة في قدراتي وأنا إنسانة أحب التحدي فالمستحيل كلمة لا وجود لها في قاموسي وأنا دائما أعتبر أن الصخور تقف حاجزا أمام الضعفاء بينما يرتكز عليها الأقوياء للصعود نحو الأعلى، وقد استغرقت دراستي للمشروع والإعداد له سنة كاملة لأنني لا أحب التسرع، وأدرك أن نجاح أي مشروع يتطلب انطلاقة على أرضية صلبة وبناء قواعد قوية وكانت انطلاقة مؤسستي عام 2007 حيث بدأت بمشغل صغير وموظف واحد، ورغم أنني تعرضت في البداية لبعض الخسائر إلا أن ذلك لم يقوض من عزيمتي بل زادني إصرارا على المواجهة، وتمكنت من تحقيق انطلاقة جيدة ثم توسعت بخطوات مدروسة، وأنا الآن لدي 8 موظفين وأنتج حوالي 100 قطعة من الألبسة في اليوم وأتطلع إلى التوسع للوصول إلى مصنع متكامل، وأسوق حاليا منتجاتي في السلطنة لكن أتطلع للوصول إلى الأسواق المجاورة والعالمية وهذا ما سيتحقق بإذن الله.

تنمية القدرات للتمكن في العمل

مضيفة: «على رائد العمل أن يطور نفسه ويعمل على تنمية قدراته للتمكن في العمل ومسايرة كل جديد، لأن الذي يبقى يراوح مكانه سيفوته القطار فأنا قد درست السكرتارية، كما خضت عدة دورات تدريبية في التسويق والمبيعات وخدمة الزبائن إضافة إلى التسويق الإلكتروني والموارد البشرية وكذلك دورة في القيادة لرواد الأعمال وأتطلع إلى دورات أخرى في المستقبل لأنني أعتبر التدريب لبنة استراتيجية تمكن الإنسان من تعزيز قدراته والتعرف على الأسس العلمية للعمل في مختلف المجالات، وصاحب الشركة عليه أن يحرص على معرفة كل المجالات التي تتعلق بعمله حتى يتمكن من تسيير المؤسسة باقتدار ويتلافى العديد من المطبات.

خمسة عوامل رئيسية

عن أهم عوامل تحقيق النجاح من خلال تجربتها الميدانية قالت رحمة الحسنية: «كثيرة هي العوامل التي ساهمت في تمكني من تحقيق أملي وقيادة دفة سفينة مؤسستي نحو النجاح بكفاءة واقتدار، لكن أهمها خمسة عوامل رئيسية أرى أنها تحتل الصدارة وبجدارة في رحلة تجسيد الأهداف على أرض الواقع، أولها الاختيار الجيد لنوع النشاط ووضع أسس قوية للمؤسسة وفق قواعد علمية واضحة وضوابط صارمة، والعامل الثاني هو المتابعة الشخصية للعمل داخل المؤسسة في كل مراحلة وكل الأوقات وكذلك خارج المؤسسة في رحلة اختيار المواد الأولية وكذلك رحلة التسويق وعرض المنتجات على الزبائن والشركات، أما العامل الثالث فيتمثل في مراجعة الشركات والزبائن ما بعد البيع ومعرفة ملاحظاتهم لتلافيها مستقبلا لضمان التواصل معهم وبناء جسر من الثقة مع الزبائن بمختلف شرائحهم لأنهم رأسمال المؤسسة الحقيقي، أما العامل الرابع فهو مشاركة الموظفين في المؤسسة والتعامل معهم بأسلوب راق ومتابعة احتياجاتهم والحرص على توفير بيئة عمل مثالية وتحفيزهم على تقديم أفضل أداء بزرع روح الانتماء فيهم، في حين يتمثل العامل الخامس والأخير في الثقة بالنفس والعمل برؤية واضحة ومواجهة التحديات بروح القدرة على إيجاد الحل الناجع.

مؤهلة لدخول السوق العالمية

رحمة الحسنية قالت أيضا: «منتجات رواد الأعمال مؤهلة لدخول السوق العالمية وبجدارة لأنها تتميز بالجودة المطلقة وإبداع كبير، فرواد الأعمال العمانيون حريصون جدا على تقديم منتجات بمواصفات عالمية ويعملون وفق أحدث الطرق العلمية لأن طموح الكل يعانق الأفق الرحب وأهدافهم لا تنحصر في إنشاء مؤسسة صغيرة بل يتطلعون إلى التوسع والتطور وهم يدركون جيدا أن المنافسة في السوق شرسة خاصة مع توفر الكثير من الخيارات أمام المستهلكين مما يجعل الجودة هي الفيصل وهذا ما يؤكد عليه رواد الأعمال كثيرا وما يثلج الصدر أن نرى في السوق وفي الكثير من معارض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منتجات بجودة لا تضاهى تتفوق وبجدارة على ما تقدمه بعض الشركات العالمية مما يجعل وصول منتجات رواد الأعمال أغلى الأسواق العالمية ممكنا جدا، وذلك يتطلب دعم من مختلف الجهات وتوفير تسهيلات وحوافز لرواد الأعمال لتصدير منتجاتهم والعمل على الترويج لهذه المنتجات والتعريف بها في مختلف أسواق العالم وبناء جسور للتواصل بين أسواق العالم ورواد الأعمال المنتجين، وطبعا على رواد الأعمال التحرك والقيام بخطوات في هذا الاتجاه لكنهم أيضا بحاجة إلى دعم ومساندة على الأقل في الخطوات الأولى، ولا شك أن التركيز على هذا الجانب سيمنح للمؤسسات الصغيرة في السلطنة دفعة كبيرة تمكنها من التوسع والتطور وتنويع المنتجات وهذا ما يجعلها تستوعب المزيد من الأيدي العاملة الوطنية وتقدم إضافة إلى الناتج الوطني وبالتالي تساهم في تجسيد الخطط الطموحة للحكومة الرشيدة وفي مقدمتها تنويع مصادر الدخل وتطوير القطاعات غير النفطية.

تعمين الوظائف العليا

مضيفة: «تعمين الوظائف العليا في مختلف شركات القطاع الخاص سيساهم في تشجيع وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، لأن هؤلاء بحكم وجودهم في مكان اتخاذ القرار سيدعمون رواد الأعمال ويمنحون الأولوية للمؤسسات الصغيرة في الأعمال والمنتجات، وطبعا الأمر لا يتطلب التفضيل فقط بل منح الفرصة لرواد الأعمال، والأكيد أنهم سيبدعون ويقنعون ويمتعون ويؤكدون وبلغة الميدان التي هي أصدق اللغات أن جودة منتجاتهم تتجاوز حدود الكمال وخدماتهم بدقة لا توصف، فقط امنحوهم الفرصة ثم حاسبوهم.

الطريق ليست مفروشة بالورود

مؤكدة: «التحديات شيء لابد منه في العمل، وعلى من يدخل عالم ريادة الأعمال أن لا يتوقع أن يجد الطريق مفروشة بالورود، ولا شك أن التحديات تشحذ العزيمة وتزيد من الرغبة في النجاح وأنا واجهت عدة تحديات خاصة عند زيارة الشركات لتعريفها بمنتجاتنا وما تقدمه مؤسستي من ملابس بمقاييس عالمية، حيث لا نجد التجاوب من مسؤولي بعض الشركات خاصة البعض من القوى العاملة الوافدة الذين يملكون القرار في تلك الشركات، وأيضا من ضمن التحديات ضرورة تطوير ومراجعة سبل دعم وتحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما أن رائد العمل يواجه أحيانا عدم التزام الشركات بتسديد المستحقات المالية في الموعد المتفق عليه. وعلى رائد العمل أن يتحلى بالإرادة وحسن التصرف ويدرك أن الحل دوما موجود لكن عليه فقط أن يتحرك في الاتجاه الصحيح بالطريقة الصحيحة وفي الوقت الصحيح.

رحمة الحسنية اختتمت حديثها قائلة: البنوك تلعب دورا فعالا في تشجيع ودعم رواد الأعمال من خلال توفير التمويل اللازم وفق برامج تتضمن الكثير من التسهيلات والحوافز، وهذا ما يساهم في تطور القطاع الذي لن يحقق أهدافه إلا بتظافر جهود الجميع وأداء كل طرف لدوره على أكمل وجه، والسلطنة تعمل بجهد كبير لدعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليصبحوا أصحاب مشاريع كبيرة ولكن من وجهة نظري الشخصية وحسب ما أراه هناك من المهم تطوير ومراجعة سبل دعم وتحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة أن المرحلة المقبلة تحمل الكثير من المتغيرات والمستجدات، كما يجب العمل على إلزام الشركات الكبيرة لإعطاء الأولوية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما أنه يجب المزيد من التنسيق وتوحيد الجهود بين الصناديق الداعمة لمشاريع الشباب خلال المرحلة المقبلة لإنجاح الجهود المبذولة لتحفيز مشاريع الشباب. وأرى أن ريادة تقوم بدور كبير لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك من خلال منح الدورات لرواد الأعمال الراغبين في مجالات التسويق والمحاسبة وإدارة الأعمال وخطط العمل والكثير من الأعمال المنوطة بها، وجهودها واضحة لذلك فإنه من المهم إعطاء ريادة المزيد من الصلاحيات خلال المرحلة المقبلة.