عضو مجلس إدارة مجموعة الخليلي الشيخ بسام الخليلي لـ «الشبيبة»: الـقـطـاع الـخـــاص الـعُـمانــي قادر علـى الـمـنـافســة وجدير بثقة المجتمع

مؤشر الاثنين ٠٢/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
عضو مجلس إدارة مجموعة الخليلي الشيخ بسام الخليلي لـ «الشبيبة»:

الـقـطـاع الـخـــاص الـعُـمانــي قادر علـى الـمـنـافســة وجدير بثقة المجتمع

خاص -

عندما بزغ فجر النهضة المباركة، كانت السلطنة في أشد الحاجة إلى شركات تسير في ركب النمو، وتساهم في الاقتصاد من مرحلة الركود إلى مرحلة التطور، لتحاكي في تطلعاتها وآمالها رؤية صاحب الجلالة وباني نهضة عُمان السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.ومن هنا انطلقت مسيرة مجموعة الخليلي، وتطورت عبر السنوات من شركة صغيرة إلى مجموعة تتخطى بإنجازاتها حدود السلطنة، لتثبت أن القطاع الخاص العُماني قادر على المنافسة وجدير بثقة المجتمع الذي يحتاجه للانطلاق نحو مستقبل اقتصادي مشرق للبلاد رغم كل الصعوبات.

الشيخ بسام الخليلي، أحد أعضاء مجلس إدارة مجموعة الخليلي، يروي لـ»الشبيبة» مراحل تطور المجموعة والسر الكامن خلف نجاحها.. في هذا الحوار:

كيف كانت انطلاقة مجموعة الخليلي قبل أن تصبح مجموعة كبيرة كما نعرفها اليوم؟
دائماً ما تكون البداية صعبة، فدخول السوق العماني ليس سهلاً، ولا يمكن توقع العمل فيه من دون مطبات، غير أن ما يميز السلطنة هو الاستقرار الذي تنعم به، فحتى لو تقدمت ببطء، فإن تقدمك سيكون ثابتاً.

وعندما يفتتح صاحب العمل عملاً له، الفرع الأول هو الأصعب؛ لأنه يؤسس، وعندما يتحقق النجاح فيصبح التوسع أسهل، والتوسع هو الذي يحقق الأرباح الحقيقية؛ لأن مفتاح التجارة يكمن في تعدد الفروع.
وعندما تعددت فروعنا برزت الحاجة بشكل كبير إلى النقل واللوجستيات، فرأينا أنه من الأفضل أن نستفيد من ذلك وأن نجعل للقطاع اللوجستي شركة قائمة بذاتها فنحوّل بذلك التكلفة إلى أرباح.
والشركات تولّد شركات أخرى، وهذا ما اتبعناه في أكثر من مجال كالتسويق وغيره. وهكذا سرنا في خدمات السيارات. لم نكن نفكر يوماً أن نكون في هذا العمل، لكن الفكرة كانت من أحد إخوتي ونجحت وأصبحت وحدها شركة قائمة، رغم أن عملها يختلف جذرياً عن جميع نشاطات الخليلي التي تهتم بالإنشاءات ومواد البناء.

خلال مسيرتها الطويلة ما هو الإنجاز الذي تفتخرون به؟
كثيرة هي الإنجازات التي نفتخر بها خلال عملنا، لكن لعل أبرز ما يشعرني بالفخر، هو أننا في العام 1972 كنا شركة صغيرة في الوادي الكبير، مع فرع وحيد، إلى أن تولى شقيقي قيس الخليلي الشركة، وكان فيها يومها ما لا يزيد عن 16 شخصاً، أما اليوم فأصبح لدى المجموعة 22 فرعاً لنغطي كامل السلطنة. ففي كل ولاية لدينا فرع.

وتوسعنا كذلك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تركنا بصماتنا في عدد كبير من المشاريع أهمها في دبي مول فيرمونت، شانغريلا. هذا كله مبعث فخر واعتزاز لنا، ودافع لنتطور أكثر فأكثر في المستقبل.

ما هو سر نجاح أي مشروع؟
توفر المعلومات هو الأساس. إذا أردت أن تؤسس عملاً عليك أن تعرف الناس، ومتطلباتهم وحاجاتهم، عليك أن تعرف التوجهات الحكومية والتوجهات الاقتصادية في البلاد، لتضع خططاً تتناسب مع كل مرحلة.

لتنجح عليك أن تعرف أن الأبحاث هي الأهم أي مجال، من اختيار نوع العمل وصولاً إلى تطويره، فلا يمكنك أن تعرف السوق من دون الأبحاث، ومن ثم تأتي الإدارة الجيدة.

كيف ترون مستقبل الأعمال في السلطنة؟

في السلطنة المستقبل واعد لقطاعين أساسيين هما: السياحة وتقنية المعلومات. ومجموعتنا أدركت ذلك منذ وقت طويل، ودخلت في مجال تقنية المعلومات، لاسيما مع التطور الهائل الذي يشهده العالم، وتحديداً في مجال البرمجيات.
وعلى الإنسان أن يكون قابلاً للتطور، ونحن تطورنا حتى في قطاع التقنية؛ لأننا بدأنا من خلال بيع السلع من اللابتوب وغيرها، والآن هذه التقنية بدأت تختفي تماماً، فأدركنا من خلال أبحاثنا أن قطاع الاتصالات مستمر ولن يختفي، لذلك قررنا التوسع في أنظمة الاتصالات.
وكذلك بالنسبة للسياحة، فنحن لدينا مشاريع تتعلق بالقطاع، ولدينا توجه للتوسع فيه مستقبلاً بشكل أكبر.

هل تثقون بأن السلطنة قادرة على تخطي هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة؟
بالطبع ستتخطاها. هذه ليست المرة الأولى التي تمر عُمان بأوضاع مماثلة، وفي كل مرة كانت تنجح في الخروج منها. في منتصف الثمانينيات مررنا بالأزمة ذاتها، وفي العام 2008 تكرر الأمر نفسه، واليوم نحن واثقون أن الحكومة بدأت تسير في خيارات بديلة وهي قادرة على الخروج من الأزمة. ونحن لدينا ثقة كبيرة باقتصاد السلطنة.

ما هو دوركم الوطني في هذا المجال؟

الدور الرئيسي الذي يمكننا القيام به، هو أن ندعم القطاعات الجديدة التي تريد الحكومة التركيز عليها لجذب الاستثمارات، ونحن نعتقد أن يكون للقطاع السياحي دور كبير مستقبلاً، ومجموعة الخليلي تنوي التطور في هذا القطاع، ولديها الرؤية اللازمة لتحقيق ذلك.

أية تجربة أثّرت في حياتك؟

أيام دراستي في الولايات المتحدة، التي استفدت منها كثيراً، والحياة هناك علمتني أكثر من الدراسة نفسها.
ففي بلادنا كنا معتادين أن هناك دائماً من يساعدنا، لكن في الولايات المتحدة عليك الاتكال على نفسك في كل شيء، من تنظيف غرفتك إلى الأمور الحياتية الأكبر. تخيل، لم أكن أعرف كيف أحرر شيكاً مصرفياً وأُجبرت على تعلم ذلك هناك. ومما لفتني أيضاً أن الكثير من الناس في أمريكا يعملون بدوامين مختلفين، ويهتمون بالعائلة بشكل كبير في الوقت نفسه. وهذا أثّر فيّ بشكل كبير، وأنا أؤمن بأن العائلة أغلى شيء، وأعرف أن على الإنسان أن يمنح وقتاً لأطفاله لا سيما بين سنة و8 سنوات، إذ في هذه المرحلة تتشكل معظم شخصيته.