2017... هل يشهد نهاية داعش؟

الحدث الاثنين ٠٢/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
2017... هل يشهد نهاية داعش؟

مسقط - محمد البيباني

كان تنظيم داعش أحد أبرز الفاعلين على الساحة العربية والدولية خلال العام الفائت الذي لم يمر يوم من أيامه الدامية إلا وكان هذا التنظيم الإرهابي حاضراً بقوة، بين قتل وحرق وتعذيب تنوعت سلوكياته الشاذة، ومع بداية عام جديد ترفع الآمال باختفاء مشاهد القتل والعنف التي أشاعها الدواعش بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها داعش.
هنا قد يبرز التساؤل.. هل ينزوي التنظيم بعد تلك الخسائر أم أنه يملك مقومات قد تجعل نهايته غير متوقعة وتضمن له البقاء رغم الهزائم؟
الحقيقة أن وجود أطفال ونساء بين صفوف تنظيمه من جهة، واعتماده على مقاتلين من مناطق ودول شتى من جهة أخرى، يعزز فرص بقائه واستمراره مهما كانت فداحة خسائره العسكرية.

جيل جديد
نشر مركز أبحاث "ريسيرتشرز فور كويليام" لمكافحة التطرّف في لندن، تحقيقاً عن أطفال "داعش" يتناول الطريقة التي تتبعها الجماعة الإرهابية في تجنيد الأطفال وتدريبهم على القتال.
وذكر التقرير أن "داعش" يقوم بتدريب الأطفال على التجسس وتأهليهم ليكونوا جنوداً في معركة، أو مندوبين لنشر أفكارها، أو جلادين وانتحاريين.
وقال معدو التحقيق "التنظيم يضع الكثير من الجهد، في سبيل تلقين الأطفال منهجاً تعليمياً قائماً على العنف والكراهية، وتعزيز فكرة أن يكونوا إرهابيين في المستقبل، ويرى الجيل الحالي من المقاتلين أن هؤلاء الأطفال أكثر عنفاً وفتكاً".
ويضيف التحقيق "يهدف التنظيم إلى تجهيز جيل جديد أقوى من المقاتلين، نشأوا وتطبعوا على العنف من خلال مشاهدة عمليات الإعدام العلنية، ومشاهدة أشرطة مصورة في مراكز الإعلام، وإعطائهم أسلحة للعب فيها".
وخلص التحقيق إلى أن ما يقوم به "داعش"، يشبه كثيراً ما حدث في ليبيريا في 1997 حين استولى تشارلز تايلور على السلطة عن طريق جيش كبير من الأطفال. وأشار إلى أن التنظيم يتبع الطريقة النازية التي اتبعها هتلر، في تلقين عقيدة الكراهية للأطفال.

أشبال داعش
في أكتوبر الفائت أصدر مرصد الفتاوى في دار الإفتاء المصرية، عدداً من التحذيرات التي تشير إلى الخطر الذي يمثله "أشبال الخلافة"، وهو كناية عن برنامج يدرّب تنظيم داعش من خلاله الأطفال على القتال.
وكان المرصد قد أصدر في أواخر شهر أغسطس الفائت، سلسلة من المنشورات الإلكترونية، أشار فيها إلى قيام داعش بتجنيد الأطفال لتنفيذ عمليات إعدام وتفجيرات انتحارية. وقال إن التنظيم استهدف الصغار كونه يسهل تلقيهم الأفكار المتشددة واستغلالهم.
وفي أحد هذه المنشورات التي تسلّط الضوء على أساليب التجنيد التي يتبعها داعش، أشار المرصد إلى أن التنظيم يستغل حتى مباريات كرة القدم لحث الصغار على الالتحاق بصفوفه.
وقد تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في سبتمبر الفائت، عن تجنيد 1100 طفل كمقاتلين بين يناير وأغسطس 2015.

نساء داعش
لا يقل انضمام النساء لداعش خطراً عن انضمام الأطفال، حيث يعد مصدر قوة جديداً للتنظيم يساعد على بقاء فكرته ورواجها بخاصة في ظل اتخاذهن أدواراً رئيسية في تنفيذ هجمات إرهابية.
وقد أثار اعتقال الشرطة الفرنسية خلال شهر فبراير الفائت لـ3 نساء بعد أن عثرت على سيارة محملة بأسطوانات غاز قرب كاتدرائية نوتردام بالقرب من وسط باريس، الانتباه إلى خطورة هذا التوجه الجديد في عمليات التنظيم.
كما كشفت السلطات الفرنسية عن خلية إرهابية مؤلفة من شابات مهمتهن توظيف عناصر للانضمام إلى داعش وتنفيذ عمليات في أوروبا. وكانت الخلية تعتزم ضرب محطتي قطارات في باريس، والحصول على أحزمة ناسفة.

العائدون
في هذا الاتجاه قالت "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها، إنه عندما سافر ما لا يقل عن 5000 شخص من غرب أوروبا خلال الأعوام الفائتة للقتال مع "داعش" في سوريا والعراق، رأى مسؤولو مكافحة الإرهاب في ذلك نعمة، معتبرين أنه من الأفضل أن يُقضى على هؤلاء في ساحة المعركة بالشرق الأوسط بدلاً من أن يثيروا الاضطرابات في أوروبا، لكن مع بداية تدفق المئات منه ثانية إلى أوروبا، اتضح أن ساحة المعركة أصبحت الآن أكثر خطورة عن أي وقت مضى لمسلحي "داعش" في ظل عمليات عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة في العراق وسوريا، ما دفعهم لتهديد أوروبا في معقلها "بروكسل".
وعن الآلاف من المغيبين العائدين قالت صحيفة الإندبندنت، إن الأجهزة الأمنية الغربية تخطط للتعامل مع آلاف من عناصر داعش يتوقع عودتهم لبلادهم، وذلك مع خسارة التنظيم للمزيد من مناطقهم بسبب ضربات طيران التحالف الدولي والقوات الأخرى التي تشن الهجمات عليه.
وتابعت الإندبندنت إن نصف البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا والعراق، وعددهم حوالي 400 شخص عادوا إلى بريطانيا بالفعل، ومنهم 55 شخصاً تمت إدانتهم بالقتال لصالح تنظيم متطرّف.
حوالي 27 ألف عنصر أجنبي التحقوا بداعش منذ بداية الحرب في سوريا قبل 5 سنوات، من بينهم 5 إلى 7 آلاف جاؤوا من أوروبا لينضموا لداعش وجبهة النصرة وغيرها.
نحو ثمانمئة مقاتل أجنبي في صفوف داعش، عادوا إلى القارة الأوروبية، وعبروا المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام في سوريا، خلال رحلة عودتهم تلك.