الفنان إبراهيم حبيب لـ«الشبيبة»: الأغنية العُمانية تمتلك موروثاً ثقافياً وفنياً عريقاً

مزاج الخميس ٢٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الفنان إبراهيم حبيب لـ«الشبيبة»: 

الأغنية العُمانية تمتلك موروثاً ثقافياً وفنياً عريقاً

المنامة - سعيد الهنداسي

كان لقائي الأول بالفنان القدير إبراهيم حبيب، على هامش التظاهرة الفنية والثقافية التي أقيمت في مملكة البحرين الشقيقة، وكان الحوار معه بمثابة محاولة شخصية للتعرّف عن قرب على تاريخ الفن الموسيقي، ليس على مستوى البحرين فقط، بل الخليج والوطن العربي، من خلال ما يحمله هذا الفنان الذي استطاع أن يقدم لنا مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة، ومن حسن الطالع أن لقائي به جاء بعد أيام قليلة من تكريمه على جهده وأعماله الثقافية.

دعني في البداية أتوقف عند تأثير الأسرة على الفنان في البدايات خاصة؟

بالنسبة لي هناك العديد من أفراد الأسرة كانوا فنانين ومحبين للفن، فكان والدي محباً للفن وله موقف كبير عندي في البدايات وساندني، كما جمعتني لقاءات مع بعض الأصدقاء في تلك الفترة أمثال الفنان يوسف حماده في خمسينيات القرن الفائت، وعبدالعزيز بو رقبه، وكانوا خير داعمين لي في الفن.

كانت هناك مرحلة مفصلية في مسيرتك الفنية من خلال زيارة وفد من الإذاعة الكويتية للبحرين، كيف حدث ذلك؟

في الحقيقة الوفد الكويتي جاء بصحبة الملحن سعود الراشد للاستماع للأصوات البحرينية وتسجيل أغانٍ لهم في إذاعة الكويت في العام 1966، وكانت لي يومها تجربة وحيدة، واستمعوا لها ورشحوني لتسجيل الأغنية في الكويت، وكانت رحلتي حاسمة، حيث شاهدت احتراف الفن منذ ذلك الوقت من خلال الأجواء الفنية التي عشتها مع الفرقة الموسيقية والإعلام المتابع من صحافة وإذاعة وتلفزيون.

هل بالضرورة أن يكون المسؤول عن الفن شخصية تملك حساً فنياً؟

هذا أمر مطلوب، ولكنه في نفس الوقت في عصرنا الحاضر أصبح أمراً نادراً أن تجد مسؤولاً بشخصية الشيخ نادر العلي، وفي عُمان أتذكر شخصية فنية رائعة، هو الراحل عبدالله بن صخر العامري، وكنت أتمنى وجود مثل هذه الشخصيات لتتولى المسؤوليات المتعلقة بالفن.

«دار الهوى دار» أول عمل سجلته في الكويت، كيف كان رد فعل الجمهور عليه؟

العجيب أن الأغنية نجحت في لحظة إذاعتها ولم تنتظر وقتاً، وكان السر في نجاحها أن شكل الأغنية جديد وبصوت فنان جديد، بعدها قمت بتصوير الأغاني تلفزيونياً، لما لاقته من نجاح كبير لدى الجمهور الخليجي.

أقمت في مصر لدراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى العربية، حدّثنا عن هذه المرحلة وذكرياتك؟

هناك تعرّفت أكثر على المقامات الموسيقية، وأسماء فنانين كبار أمثال محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي، وكان ذلك في السبعينيات، وفي القاهرة هناك زخم لا يوصف للنشاط الفني من إذاعة وتلفزيون ومسرح ومهرجانات، واستفدت منه كثيراً في توسعة المدارك ودراسة الموسيقى.

خلال فترة وجودك في القاهرة هل حدث أن تعاونت مع أحد الفنانين الكبار؟

في فترة السبعينيات كانت هموم الفنانين الخليجيين تتركز على الأغنية الخليجية، ولم يكن همنا الأول الغناء من ألحان فنانين عرب، مع أننا تربطنا علاقات قوية معهم.

تربطك علاقات فنية مع مجموعة من الفنانين الخليجيين، ماذا عن تعاونك الفني معهم؟

أنا عاطفي في المغنى، ولكن في نفس الوقت عملي، ولا تأخذني الزمالة والصداقة عند تنفيذي لأعمال فنية، وإذا تراجع أداء الفنان أو الملحن أو الكاتب أتوقف عن التعامل معه، وأطلب منه أن يُعيد ترتيب أوراقه ويقدّم لنا شيئاً جديداً، فتعاملت مع الراحل عبدالعزيز الناصر وإبراهيم الصوله ومع عبدالرب إدريس وخالد الشيخ، وأكثر الملحنين الخليجيين غنيت من ألحانهم، وكل ملحن كنت أشعر بأنه سيقدّم لي الإضافة قمت بالغناء من ألحانه.

في كتاب رواد الغناء في الخليج والجزيرة العربية، نتمنى أن نتعرّف على الأسماء الفنية العُمانية من خلالك؟

هناك مجموعة من الفنانين العُمانيين في هذا الكتاب، منهم محمد سلطان المقيمي، وأحببته لنقاء قلبه وبساطته وأحببت طريقته في الغناء، ومحمد علي المسقطي، وسمعت عن حمد حليس ولم أشاهده، ويحمل صوتاً جميلاً، وفي رأيي كان أجمل صوت عُماني في البحرين، وكذلك الفنان سالم الصوري، وهناك صوت نسائي جميل من رواد الغناء الخليجي الفنانة موزه خميس، حيث حافظت على روح الأغنية العُمانية، ولم تغيّر أسلوبها ولهجتها، وكانت مسيرة حياتها مؤلمة، وكافحت من أجل فنها، ولديها وفاء لمن تعاون معها.

ما هي حكاية الكفيف الذي تعلمت على يديه الموسيقى؟

اسمه يعقوب وهو من أصول إماراتية، وكان يجيد عزف العود ويغني، ولست أنا فقط من تعلّم على يديه، بل مجموعة كبيرة من الشباب، وكنّا في بداياتنا، وهي تجربة رائعة استفدت منها كثيراً.

كيف تصف الأغنية العُمانية في الماضي والحاضر والمستقبل؟

الأغنية العُمانية حقيقة من المفترض أن تكون أغنية الخليج الأولى في المستقبل، لما تملكه من تنوّع وموروث ثقافي وفني وحضاري عريق، وتحتاج إلى اهتمام أكبر من المسؤولين عن الفن، ودعم الفنانين الشباب، وكنت أنبّه الفنانين العُمانيين الذين يأتون ليسجلوا أعمالهم في صوت الخليج، أن يقوموا بأداء أغانٍ عُمانية خالصة وهذا ما قام به الفنان أيمن الناصر في أغنية «طير الغصون سلم على عمان»، وتعجبني تجربة الفنان صلاح الزدجالي، وهناك تجربة جميلة ورائعة لفنان جميل هو سالم محاد، حيث كنت أتمنى أن يستمر عطاؤه ويكون أكثر انتشاراً.