الذهب يتعرّض لانتقادات كبيرة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٧/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الذهب يتعرّض 

لانتقادات كبيرة

أولي هانسن

انخفضت أسعار المعادن الثمينة مما عزز من الخسائر المتتالية للذهب للأسبوع السادس على التوالي. وساعدت النبرة المتشددة في الحد من توقعات خطر التضخم في المستقبل، ونتيجة لذلك، قفزت العائدات الحقيقية إلى 0.7% بعد أن بلغ معدلها المتوسط 0.25% في العام الفائت. وأدى ارتفاع العائدات الحقيقية في بيئة من ارتفاع أسعار الدولار والسندات إلى تراجع بريق الذهب كبديل استثماري، وهذا هو الوضع الذي يحاول المعدن الثمين التلاؤم معه في الوقت الراهن. ومع ذلك، ومن وجهة نظر تجارية، نحن نجد الآن أن الدولار الأمريكي يتوضع في منطقة ذروة الشراء فيما تتوضع السندات في ذروة البيع، وهو تطور يضاف إلى الدعم عند عتبة 1125 دولاراً للأونصة ويمكن أن يساعد في تحريك حالة من التماسك.

مؤشر القوة النسبية عبارة عن مؤشر للزخم الفني الذي يحاول تحديد الوقت الذي تصل فيه السوق إلى ذروة الشراء أو البيع عبر قياس سرعة وتغيير تحركات الأسعار. ويعد هذا المؤشر في منطقة ذروة الشراء عندما يكون فوق 70، وفي ذروة البيع عندما يكون أدنى من 30. والاستخدام الأمثل له كمكمل قيّم لغيره من الأدوات المفضلة بشكل فردي.

ويواجه الذهب حالياً أشد معاركه للحصول على الدعم على المدى الطويل. وتدهورت الصورة الفنية بعد أن هبط عن عتبته عند 1172 دولاراً للأونصة. ولكن مع بلوغ السوق ذروة البيع وفي خضم الحاجة للتوحيد، ينبغي أن يجد المعدن الدعم عند عتبة 1125 دولاراً للأونصة، وهو مستوى تصحيح فيبوناتشي المقبل والنهائي حول رحلة الذهب الأخيرة بانخفاض عن أعلى مستوياتها في يوليو.
وتبرز الحاجة لتشكيل توجه هابط فوق عتبة 1150 دولاراً للأونصة إذا ما أردنا تحويل المعنويات مجدداً إلى الحيادية ووقف الزيادة الجديدة لحجم البيع على المكشوف والتي شهدناها في الأسبوع الفائت. وكان النفط الخام في مساره الصحيح لتحقيق أول تراجع أسبوعي له في خمسة أسابيع. وجاء آخر ارتفاع نتيجة للاتفاق مع المنتجين من الدول غير الأعضاء في أوبك لدعم عملية إعادة التوازن التي استمرت أقل من 48 ساعة قبل صدور الأخبار بزيادة حجم العرض من منتجين خارج الاتفاق الأخير مما أدى لمزيد من انخفاض الأسعار.
وأشار «تقرير حالة البترول» الأسبوعي الذي تصدره إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن عملية الإنتاج الأمريكية شهدت قفزة من 99 ألف برميل يومياً، والتي تأتي جميعها من الولايات الأمريكية الـ48 المتجاورة، وتعد منطقة للنفط الصخري. وتشكل هذه الأرقام الأسبوعية توجهاً واضحاً على الرغم من اعتبارها تقديرات يمكن تصحيحها قبل أن تطلق وزارة الطاقة أرقامها الفصلية. ولعب ارتفاع حجم الإنتاج الأمريكي والزيادة الكبيرة وغير الاعتيادية في المخزون الموسمي في كوشينج، مركز تسليم العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، دوراً مهماً في وضع العقود الآجلة للنفط تحت قدر من الضغوطات المتجددة.
وفي تقريرها الشهري عن سوق النفط، استخدمت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية نبرة تفاؤلية في القول إن سوق النفط العالمية قد تصل إلى عجز في العروض خلال النصف الأول من العام، بما يتيح تنفيذ عمليات تخفيض الإنتاج المتفق عليها. وأصدرت أوبك تقريرها الشهري الخاصة بسوق النفط الذي كان أكثر حذراً حول ما أشارت إليه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وأشارت إلى أن السوق قد تواصل ما تشهده من وفرة زائدة في حجم العروض حتى النصف الثاني من العام. وفي ضوء هذه التطورات، تسرّبت أخبار إضافية من ليبيا باحتمال عودة اثنين من حقولها النفطية غرب ليبيا وأكبر محطاتها للتصدير إلى الافتتاح مجدداً بعد إغلاقها في العام 2014. ويمتلك حقلا شرارة والفيل النفطيان القدرة على زيادة إنتاج ليبيا بقدر يتخطى 40 ألف برميل يومياً، مما سيجعل من المستحيل على أوبك تحقيق أهدافها في إنتاج 32.5 مليون برميل يومياً خلال الجزء الأول من العام 2017. ويمكن أن يضيف ذلك مزيداً من الضغوطات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية لخفض إنتاجها.

رئيس استراتيجية السلع لدى «ساكسو بنك»