الأمراض غير المعدية تجتاح العمانيين بسبب قلة النشاط البدني

مسقط - ش

تغيرت الأنماط الحياتية والمعيشية للعمانيين كثيرا خلال السنوات الفائتة ومنها ما ارتبط بالعمل، حيث قلة النشاط البدني المرتبط بالعمل مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض غير المعدية نتيجة للخمول البدني واتباع أساليب غذائية غير صحية كاستخدام الزيوت الحيوانية في الطبخ واستهلاك الوجبات السريعة بشكل كبير.

أظهر المسح الصحي العالمي للعام 2008 إلى ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري لتبلغ 12.3 % كما بينت الدراسة أن حوالي 40.6 % من العمانيين مصابون بارتفاع ضغط الدم و33.6 % مصابون بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

وضمن إجراءاتها الوقائية توفر وزارة الصحة في مختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية الفحص الشامل والذي يضمن فحوصات القلب والسكر والضغط والكوليسترول وغيرها من الأمراض الذي قد يصاب بها الإنسان بعد سن الأربعين، إضافة إلى الإجراءات الوقائية كالفحوصات الطبية، وتشجع وزارة الصحة الرياضة ضمن الحملة الوطنية لتعزيز النشاط البدني.

وتأتي هذه الحملة ضمن جهود السلطنة ممثلة بوزاة الصحة لتسليط الضوء على العبء الصحي الناجم عن الأمراض غير المعدية، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض غير المعدية والتي تضم في عضويتها ممثلين من مختلف القطاعات ذات الصلة.

وتهدف هذه الحملة التي تستمر لمدة عام تحت شعار (الصحة تبدأ بخطوة) إلى توعية المجتمع وتثقيفه بأهمية ممارسة النشاط البدني، واستخدام وسائل مبتكرة ورسائل محددة لإقناع وتشجيع وتحفيز أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدني، حيث بينت الدراسات أن أنماط الحياة غير الصحية مثل الخمول البدني سببا رئيسيا للإصابة بالأمراض غير المعدية مثل: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وأمراض القلب والشرايين، كما تعد السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، وهي مسؤولة أيضا عن حالات الوفاة المبكرة التي تحدث كل عام أكثر من جميع الأسباب الأخرى مجتمعة. فهي مسؤولة عن 2.3 مليون حالة وفاة سنوياً في إقليم الشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. بالإضافة إلى المعدلات العالية لمرض السكري، حيث إن عشرة من البلدان التي لديها أعلى معدل انتشار للسكري في العالم تقع في إقليم شرق المتوسط، ومن المتوقع أن تزداد نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 17 % عالميا بين سنة 2010 و2020.

كما تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بالمرافق المتوفرة لممارسة النشاط البدني، وتحفيز وتشجيع أفراد المجتمع على الاشتراك في البرامج الرياضية، وزيادة عدد الممارسين للنشاط البدني. وتستهدف الحملة جميع أفراد المجتمع من العمانيين (الذكور والإناث)، حيث سيتم استخدام وسائل متعددة لإيصال الرسائل لأفراد المجتمع بشكل واضح ومؤثر مثل وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، إنستجرام، فيسبوك، يوتيوب وغيرها) والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بالإضافة إلى ذلك سيتم استخدام الموارد التثقيفية والترويجية مثل البوسترات والمطبوعات في المدراس والمؤسسات الصحية، كما سيتم تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات في المدارس والمراكز التجارية والمؤسسات الصحية والحدائق والمتنزهات خلال فترة الحملة.