الصحفيون هدف للإرهاب أيضاً

الحدث الثلاثاء ٢٠/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٦:٤٢ ص

مسقط - محمد البيباني

طبيعي أن تكون العلاقة بين الصحفيين ومنظمات الإرهاب علاقة عداء، فالإرهاب يسعى لطمس الحقائق وخلط الأوراق، وهو الأمر الذي يسعى الصحفيون لكشفه من خلال نقل صورة حية نابضة عن أحوال ضحايا العنف.

من هنا لم يكن العام 2016 سعيداً على الصحفيين في البؤر الساخنة من العالم وبخاصة بالعربي، حيث استهدفهم الإرهاب خلال محاولات كشف فظائعه وجرائمه.
تقرير «مراسلون بلا حدود» كشف عن حجم الثمن الذي دفعته الصحافة، وأكد أن الصحفيين كانوا هدفاً لقناصة الإرهاب.

سوريا في المقدمة

قتل 57 صحفياً في العالم العام 2016، بسبب نشاطهم المهني، لاسيما في الدول التي تشهد نزاعات وفي طليعتها سوريا، حيث سقط 19 منهم، بحسب الحصيلة السنوية التي أصدرتها منظمة «مراسلون بلا حدود» أمس الاثنين.
وقالت المنظمة في تقريرها إن سوريا تحولت إلى «جحيم» عام 2016 مع مقتل 19 صحفياً فيها، تليها أفغانستان (10 قتلى) والمكسيك (9) والعراق (7) واليمن (5).
كذلك قُتل هذه السنة تسعة «مواطنين مراسلين» (مدونون) وثمانية متعاونين مع وسائل إعلام، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 74 قتيلاً سقطوا «بسبب ممارستهم مهمتهم الإخبارية»، وفقاً لما جاء في الحصيلة السنوية للمنظمة. وبالمقارنة مع هذه الحصيلة، قُتل 67 صحفياً العام 2015، بحسب التقرير.
«الشبيبة» تستعرض أياماً حزينة دفع فيها صحفيون حياتهم ثمناً لمحاولة رفع المعاناة عن ضحايا الحرب والإرهاب من المدنيين:

5 يونيو

بين هؤلاء الضحايا «أسامة جمعة» الصحفي المصور البالغ من العمر 19 عاماً، والذي كان يعمل لوكالة «ايماجز لايف» البريطانية، حيث كان يغطي عمليات إغاثة إثر قصف استهدف حياً سكنياً في مدينة حلب.
استقل أسامة سيارة الإسعاف المتوجهة لمكان القصف، وبمجرد وصولها استُهدفت بالقذائف فأصيب أسامة الذي كان بداخلها، وعندما حاول السائق المسعف إنقاذه سقطت قذيفة أخرى لتودي بحياتيهما معاً.
فقد أسامة حياته وهو في ربيع العمر في العشرين من عمره، حيث ولد في حلب، وسرعان ما غادر برفقة عائلته ووالده الذي كان معلماً في إحدى مدارس المدينة، ليسكن في قرية تقاد الواقعة غربي حلب.

17 يناير

من سوريا إلى اليمن، حيث توفي الصحفي المستقل المقداد مجلي (34 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها في غارة جوية،
وتلقت نقابة الصحفيين اليمنيين بلاغاً من زملاء مراسل إذاعة صوت أمريكا المقداد مجلي، يفيدون فيه مقتله في قصف جوي على منطقة حمام خارف بمنطقة بلاد الروس بمحافظة صنعاء أثناء تصويره لآثار القصف الذي تعرّضت له المنطقة في وقت سابق.
وبحسب مصادر صحفية فإن مجلي كان صحفياً حراً يعمل لأكثر من وسيلة إعلامية أهمها شبكة الأنباء الإنسانية وصوت أمريكا.

21 مارس

قُتل مصور صحفي يمني يُدعى «محمد اليمني»، برصاص قناص أثناء تغطيته للمعارك الدائرة بين القوات الموالية للحكومة وجماعة أنصار الله في منطقة الضباب في الجهة الغربية الجنوبية من مدينة تعز عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته والواقعة على بعد (256 كلم جنوب صنعاء).
وأصيب أربعة صحفيين آخرين، أثناء تغطية هذه المعارك أيضاً.

15 يونيو

قُتل المصور التلفزيوني العراقي فاضل عباس الكرعاوي؛ نتيجة سقوط صاروخ هاون على مجموعة مقاتلة كان برفقتها لتغطية معارك ضد «داعش» في منطقة حي الشهداء الثانية، وسط الفلوجة.
ويُعد فاضل عباس الكرعاوي وهو أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين والتلفزيونيين في بابل، الثالث من الصحفيين الذين يقتلون منذ بدء معركة تحرير الفلوجة، التي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، انطلاقها في 23 من مايو الفائت.
وشهد اليوم الأول من انطلاق معركة الفلوجة، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي منذ مطلع 2014، مقتل المراسل الحربي تحسين الساعدي، وزميله عبد الله عريان عودة في 30 من مايو الفائت، عندما كانا يرافقان القوات العراقية المتقدمة لاستعادة الفلوجة.

2 أكتوبر

نقلت فرانس برس عن مصدر طبي ليبي قوله إن صحفياً هولندياً قُتل أثناء تغطيته المعارك في مدينة سرت الليبية بين قوات موالية لحكومة فايز السراج وتنظيم داعش. وقال المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي، الطبيب أكرم قليوان، «قُتل صحفي هولندي جراء إصابته برصاصة في صدره من قناص تابع لتنظيم داعش، أثناء تغطية المعارك في سرت».

27 مايو

أعلن المرصد العراقي للحريات الصحفية في بيان له أن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي أقدمت على إعدام صحفي «ذبحاً» في مدينة الموصل بعد عدة أشهر من اختطافه.
وأكد ممثل المرصد دانيال قاسم، في بيان نشره على صفحات التواصل الاجتماعي، أن «تنظيم داعش الإرهابي خطف طلال أبو إيمان الذي عمل فنياً في الكادر الهندسي لشبكة الإعلام العراقي في مدينة الموصل ومن منزله في ولم يكشف عن مصيره إلا عندما سلّم جثته لذويه وقد فصل رأسه عن جسده نحراً».
وأوضح قاسم، أن التنظيم الإرهابي قد منع أية إثارة للموضوع وتوعّد أسرته في حال كشفت الأمر، إلا أن مقربين من الضحية نقلوا لممثل المرصد العراقي للحريات الصحفية أنه ذبح بعد احتجازه لعدة أشهر قبل أن يتم تنفيذ حكم الذبح به.